بيرد يجدف خارج التيار - عادل عبد الرحمن
جو بيرد، وزير خارجية كندا، لم يستمع لنصائح السلك الديبلوماسي الكندي، وخرج عن المألوف الدولي في اللقاء مع المسؤولين الاسرائيليين عندما أصر على لقاء تسيبي لفني، وزيرة العدل الاسرائيلية في حي الشيخ جراح داخل القدس الشرقية ، عاصمة الدولة الفلسطينية، ضاربا عرض الحائط بكل النواظم والضوابط الديبلوماسية، وايضا بقوانين الشرعية الدولية، التي تعتبر القدس جزء لا يتجزء من الاراضي المحتلة عام 1967، واي لقاء بها يتم فقط مع القادة والمسؤولين الفلسطينيين.
الوزير الكندي من اشد انصار دولة التطهير العرقي الاسرائيلية. لدرجة انه في ال 29 من تشرين ثاني نوفمبر الماضي توجه للجمعية العامة ليكون الى جانب إسرائيل في التصويت على مشروع القرار برفع مكانة فلسطين لدولة مراقب. ولا يتورع عن اتخاذ اي موقف لدعم التوجهات الاسرائيلية المتطرفة والمعادية للسلام.
بخطوتة المعادية للحقوق الوطنية الفلسطينية وخيار السلام، يكون بيرد وضع نفسه ودولته في خندق القوى والدول المعطلة للتسوية السياسية. وهذا يكشف طابع المزاودة على الصهاينة والايباك والادارة الاميركية، الحليف الاستراتيجي لاسرائيل. هذه الروح المتطيرة وغير المدروسة تعكس اللامسؤولية والسقوط في مستنقع الصبيانية السياسية. لانها تؤثر سلبا على الخطوات الايجابية، التي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها في مطلع الولاية الثانية للرئيس باراك اوباما، وفي ذات الوقت، تزيد السياسة الاسرائيلية المتطرفة تطرفا وتغولا، وتؤدي الى دفع المنطقة الى حافة الهاوية نتيجة هكذا سياسات.
وكان بيرد الكندي، في لقائه مع الرئيس ابو مازن طرح سؤالا غير مشروع مفاده: ماذا لو رفضت حركة حماس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من ححزيران 1967؟ لان السؤال الاساسي، الذي كان على الوزير الكندي ان يسأله لرئيس وزراء إسرائيل وغيره من المسؤولين الصهاينة: هل انتم مستعدون لعملية التسوية السياسية وخيار الدولتين على حدود 67 ام لا؟ واين وما هي معاييركم لصدق موافقتكم على الحل السياسي؟ والى متى ستبقى دولة الارهاب الاسرائيلي المنظم تخوض الحروب تلو الحروب واستعداء شعوب المنطقة ؟ وما هي مصلحة إسرائيل الانية والاستراتيجية في إبقاء دوامة العنف والحروب؟ وهل هذه السياسية تخدم تطور الدولة الاسرائيلية؟ وهل تفتح لها هكذا سياسات عدوانية التعايش والعيش بحرية وسط المحيط العربي والاسلامي في الشرق الاوسط الكبير؟
بيرد يعلم او المفترض انه يعلم بحكم موقعه كوزير للخارجية، ان القوى السياسية الفلسطينية المختلفة بما فيها حركة حماس مع خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67. وحتى لو لم تكن القوى الفلسطينية مع هذا الخيار، فإن المطلوب من القوى الدولية المختلفة وخاصة اقطاب الرباعية إلزام إسرائيل باستحقاقات التسوية السياسية، وليس السؤال إن كانت هذه القوة او تلك مع خيار الدولتين اولا ؟ لان الشعب الفلسطيني مكلوم منذ خمسة وستين عاما، يبحث عن الحل السياسي في إقامة دولتة الوطنية المستقلة وذات السيادة ، وضمان حق عودة اللاجئين الى ديارهم ، التي طردوا منها عام 1948. بالتالي المنطق والمشروع في اي سؤال يوجه للاسرائيليين وليس للفلسطينيين، لان الفلسطينيين تواقين لرؤية حقوقهم في حدها الادنى متوفرة.
بيرد القبيح لم يجلب لدولتة سوى العار واستعداء الشعب الفلسطيني وقواه الحية وكل قوى السلام بما فيها القوى الاسرائيلية، لانه جدف ، ويجدف خارج التيار الاقليمي والدولي، ويزيد في تصعيب وتعقيد الامور بخطوتة الرعناء باصراره على لقاء ليفني في حي الشيخ جراح داخل القدس الشرقية. وعلى القيادة الفلسطينية والقوى السياسية مجتمعة ومنفردة فضح وتعرية الخطوة الكندية المعادية للمصالح الوطنية ، ودفع القيادات العربية والاسلامية والدولية الصديقة لاتخاذ إجراءات عقابية لكبح السياسة الكندية المتطرفة والمعادية للسلام .