تدخل غير حميد- محمود ابو الهيجاء
تلاعبت بعض وسائل الاعلام والصحافة بنبأ " استقالة " رئيس الحكومة سلام فياض، وبصورة حملته ما لا يحتمل، وهي الاستقالة التي لم تكن مكتوبة في رسالة رسمية، ولا حتى شفوية على نحو واضح وصريح، بقدر ما كانت عتبا على خلاف ليس سياسيا ولا بأي شكل من الاشكال.
يمكن القول طبعا إن وسائل الاعلام معذورة في ذلك بحكم شهيتها النهمة لأنباء الاشكاليات السياسية وغيرها، غير ان هذه الشهية احيانا ما تدفع الى التعجل، ومن ثم التهويل وتقويل نص الحدث ما لا يقوله، والى الحد الذي تجعل منه حقيقة لا جدال فيها، ومع ذلك واذا كان هناك ما يعذر وسائل الاعلام في هذا الشأن، فمن اين يمكن لنا ان نلتمس عذرا للخارجية الاميركية التي تسرعت بدس انفها في ابسط الشؤون الداخلية الفلسطينية وعلى نحو لا يعبرعن الكياسة ولا الحنكة السياسية، المفترض انها موجودة في سياسات الخارجية الاميركية للتدليل على الاقل على مكانة الولايات المتحدة كدولة عظمى وحيدة في هذا العصر، دولة عظمى لا تسمح لنفسها التدخل في شؤون محض داخلية، سواء لحلفائها او لأصدقائها وحتى لخصومها...!!!
لن نجد عذرا للخارجية الاميركية في هذا السياق ونقول لقد تسرعت دونما اي مبرر، ونحن نعرف انها بهذه الصورة او تلك تعرف حقيقة الخلاف بشأن ما صار يعرف باستقالة فياض وان هذه " الاستقالة " لا مستقبل لها في القبول، فلماذا هذا التدخل الذي لا معنى له غير انه يضيف لسلام فياض ما لا يحب ان يضاف له.