ضو حاكى اوجاعنا -عادل عبد الرحمن
ساعتان تقريبا وقف فيهما الفنان عماد، الذي تغير إسمه إلى سليم في منودراما رائعة مساء الاربعاء الموافق ال 17 ابريل الماضي على خشبة مسرح القصر الثقافي رام الله.
سليم ضو الفنان المسرحي تألق بمسرحيته "ساغ سليم" ، التي عكس خلالها مسيرة حياته، ومسيرة حياة ابناء الشعب المتجذرين في ارض الوطن. أضاء ابو مروة صفحة من سجل كفاح شعب إختطفت ارضه وحريته وقراره وهويته من قبل الغزاة الصهاينة، وبات يخضع لقوانين واجراءات التطهير العرقي الاسرائيلية.
المبدع سليم ضو ابن البعنة او الجليل الغربي وليس الجليل الاسفل، جال خلال الساعتين على عقود ستة ونصف من تاريخ النكبة الفلسطينية، حاكى اوجاعنا جميعا، غاص في اعماقنا، وطرق ابواب جراحاتنا، وغرس اصابعه في تلافيف ذاكرتنا الفردية والجمعية، اعاد كل منا (الحضور الذي غص به مسرح القصر الثقافي) الى مأساته، الى تجربته وتجربة ابائه واجداده مع سنوات النكبة الطويلة، التي مازالت تدمي حياتنا بنتائجها العدوانية. ولا يمكن لها ان تندمل إلآ بالخروج من نفق ظلامها الاحتلالي الاسرائيلي.
سليم كوى ذاكرتنا وابقانا يقظين طيلة الساعتين، لم نغفو، ولم نمل، ولم نغادر مواقعنا ، بل اننا لم نشعر بالزمن، وكأننا كنا جميعا نريد له ان يغوص اكثر في تفاصيل حيواتنا، لان محكاته لجانب من نكبة شعبنا في الجليل الغربي، وتجربته مع سني وجود دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، حاكى صفحات اخرى من النكبة الممتدة على خمسة وستين عاما خلت.
وابدع سليم ضو في منودراماه "ساغ سليم" حين مزج التراجيديا بالكوميديا والدراما من خلال مسيرته الشخصية ، فلا يمكن لاي مشاهد ان ينسى لحظة وفاة والدته، التي التقاها، وهي تحمل على رجليها جريدة "الاتحاد" الحيفاوية، التي تصدرت صفحتها الاولى صورته، رغم اميتها، وبعد ثلاث ساعات من ذلك اللقاء الحميمي بينه وبين امه، فارقت الحياة، كأنها إطمأنت الى مستقبل ابنها الشقي. كما لا يمكن ان تغادر الذاكرة ولادة مروان الابن الذكر الوحيد، الذي حالت المقادير أخذ صورة له، ورفضت الكاميرا التقاط الصورة، كما رفضت الظروف شراء الحلوى بلتوزيعها بمناسبة ولادته، واعقب ذلك مرضه ومفارقته الحياة.
صور كثيرة ظلت ماثلة في الذاكرة جرائم واجراءات الاحتلال الاسرائيلي في اعقاب إقامة دولة الابرتهايد الاسرائيلية من 1948 وحتى 1966 زمن الحكم العسكري، الذي كان يفرض على ابناء الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب الحصول على التصريح لتنقل من مكان الى مكان حتى لو شاء توجه الفلاح لارضه او للقاء الطبيب او لزيارة الاقارب في قرية مجاورة او حتى لمراجعة مؤسساته الامنية. ونشر اجهزة امن إسرائيل الجواسيس والعسس وسط ابناء القرى والمدن الفلسطينية لمراقبتهم في ملماتهم واتراحهم ولقاءاتهم، ومصادرة الشركات الاحتكارية حرياتهم حتى في تدخين دخانهم، الذي كانوا يزرعونه، كما حصل مع ابو عيسى، والد سليم، الذي حوكم لانه دخن من الدخان العربي ، الذي زرعه، لان ذلك يتناقض من قوانين الشركة الاحتكارية، لكن ابو عيسى تحدى المحكمة، واعلن امامها، انه لن يوقف التدخين اي كانت إجراءات المحاكم الاسرائيلية.
واخذنا سليم الى تجربته وعلاقته بالعلم، وما تنازعه من خواطر ورغبات بترك العلم والانخراط بالعمل في البناء مع اشقائه، الذين تواطؤا عليه حتى يعود لصفوف الدراسة، كما كشف امامنا جانبا من العنصرية الاسرائيلية الصهيونية حين قرر الدراسة للفن في مدينة تل ابيب، وكيف إضطر لتغيير اسمه الى سامي دودو حتى يتمكن من الاقامة عند إمراة يهودية.
وكانت مواجهة سليم مع احد ركائز الدولة الكولونيالية الاسرائيليةن الذي تمثل باحد رجال الامن الاسرائيليينن الذي حاول تجنيد سليم للعمل معه في طابور العملاء، لكن سليم بفطنته ووطنيته اليقظة رفض الانصياع لاملاءات ذلك الضابط، الذي بقي يطارده في حله وترحاله، حتى بعدما ذهب لباريس في 771977 واستمر بعبع ذلك الرجل (الجهاز) يقض مضاجع سليم الفنان والوطني الاصيل.
مسرحية سليم ضو "ساغ سليم" عكست روح الفنان المبدع، ذلك السهل الممتنع، الذي كان صادقا وامينا مع نفسه وتجربته ، لم يفتعل موقفا، ولم يبالغ في رسم فصول مسيرته. بوحه التلقائي الرائع فرض نفسه على سمعنا وعيوننا، فكنا معه مشدودين لكل همسة وكلمة ولكل ضحكة او دمعة إغرورقت بها عيناه، جالسا على شنطة الترحال المتعبة من اجهزة التفتيش وعبث الكلاب البوليسية، او واقفا يغني موال .. سليم مازال يعيش بمسرحيته فينا، لان روايته، هي رواية كل منا، هي رواية الشعب العربي الفلسطيني، لذا كان "ساغ سليم" وستبقى روايتنا ساغ سليم شاء الاسرائيليون ام ابوا.
haسليم ضو الفنان المسرحي تألق بمسرحيته "ساغ سليم" ، التي عكس خلالها مسيرة حياته، ومسيرة حياة ابناء الشعب المتجذرين في ارض الوطن. أضاء ابو مروة صفحة من سجل كفاح شعب إختطفت ارضه وحريته وقراره وهويته من قبل الغزاة الصهاينة، وبات يخضع لقوانين واجراءات التطهير العرقي الاسرائيلية.
المبدع سليم ضو ابن البعنة او الجليل الغربي وليس الجليل الاسفل، جال خلال الساعتين على عقود ستة ونصف من تاريخ النكبة الفلسطينية، حاكى اوجاعنا جميعا، غاص في اعماقنا، وطرق ابواب جراحاتنا، وغرس اصابعه في تلافيف ذاكرتنا الفردية والجمعية، اعاد كل منا (الحضور الذي غص به مسرح القصر الثقافي) الى مأساته، الى تجربته وتجربة ابائه واجداده مع سنوات النكبة الطويلة، التي مازالت تدمي حياتنا بنتائجها العدوانية. ولا يمكن لها ان تندمل إلآ بالخروج من نفق ظلامها الاحتلالي الاسرائيلي.
سليم كوى ذاكرتنا وابقانا يقظين طيلة الساعتين، لم نغفو، ولم نمل، ولم نغادر مواقعنا ، بل اننا لم نشعر بالزمن، وكأننا كنا جميعا نريد له ان يغوص اكثر في تفاصيل حيواتنا، لان محكاته لجانب من نكبة شعبنا في الجليل الغربي، وتجربته مع سني وجود دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، حاكى صفحات اخرى من النكبة الممتدة على خمسة وستين عاما خلت.
وابدع سليم ضو في منودراماه "ساغ سليم" حين مزج التراجيديا بالكوميديا والدراما من خلال مسيرته الشخصية ، فلا يمكن لاي مشاهد ان ينسى لحظة وفاة والدته، التي التقاها، وهي تحمل على رجليها جريدة "الاتحاد" الحيفاوية، التي تصدرت صفحتها الاولى صورته، رغم اميتها، وبعد ثلاث ساعات من ذلك اللقاء الحميمي بينه وبين امه، فارقت الحياة، كأنها إطمأنت الى مستقبل ابنها الشقي. كما لا يمكن ان تغادر الذاكرة ولادة مروان الابن الذكر الوحيد، الذي حالت المقادير أخذ صورة له، ورفضت الكاميرا التقاط الصورة، كما رفضت الظروف شراء الحلوى بلتوزيعها بمناسبة ولادته، واعقب ذلك مرضه ومفارقته الحياة.
صور كثيرة ظلت ماثلة في الذاكرة جرائم واجراءات الاحتلال الاسرائيلي في اعقاب إقامة دولة الابرتهايد الاسرائيلية من 1948 وحتى 1966 زمن الحكم العسكري، الذي كان يفرض على ابناء الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب الحصول على التصريح لتنقل من مكان الى مكان حتى لو شاء توجه الفلاح لارضه او للقاء الطبيب او لزيارة الاقارب في قرية مجاورة او حتى لمراجعة مؤسساته الامنية. ونشر اجهزة امن إسرائيل الجواسيس والعسس وسط ابناء القرى والمدن الفلسطينية لمراقبتهم في ملماتهم واتراحهم ولقاءاتهم، ومصادرة الشركات الاحتكارية حرياتهم حتى في تدخين دخانهم، الذي كانوا يزرعونه، كما حصل مع ابو عيسى، والد سليم، الذي حوكم لانه دخن من الدخان العربي ، الذي زرعه، لان ذلك يتناقض من قوانين الشركة الاحتكارية، لكن ابو عيسى تحدى المحكمة، واعلن امامها، انه لن يوقف التدخين اي كانت إجراءات المحاكم الاسرائيلية.
واخذنا سليم الى تجربته وعلاقته بالعلم، وما تنازعه من خواطر ورغبات بترك العلم والانخراط بالعمل في البناء مع اشقائه، الذين تواطؤا عليه حتى يعود لصفوف الدراسة، كما كشف امامنا جانبا من العنصرية الاسرائيلية الصهيونية حين قرر الدراسة للفن في مدينة تل ابيب، وكيف إضطر لتغيير اسمه الى سامي دودو حتى يتمكن من الاقامة عند إمراة يهودية.
وكانت مواجهة سليم مع احد ركائز الدولة الكولونيالية الاسرائيليةن الذي تمثل باحد رجال الامن الاسرائيليينن الذي حاول تجنيد سليم للعمل معه في طابور العملاء، لكن سليم بفطنته ووطنيته اليقظة رفض الانصياع لاملاءات ذلك الضابط، الذي بقي يطارده في حله وترحاله، حتى بعدما ذهب لباريس في 771977 واستمر بعبع ذلك الرجل (الجهاز) يقض مضاجع سليم الفنان والوطني الاصيل.
مسرحية سليم ضو "ساغ سليم" عكست روح الفنان المبدع، ذلك السهل الممتنع، الذي كان صادقا وامينا مع نفسه وتجربته ، لم يفتعل موقفا، ولم يبالغ في رسم فصول مسيرته. بوحه التلقائي الرائع فرض نفسه على سمعنا وعيوننا، فكنا معه مشدودين لكل همسة وكلمة ولكل ضحكة او دمعة إغرورقت بها عيناه، جالسا على شنطة الترحال المتعبة من اجهزة التفتيش وعبث الكلاب البوليسية، او واقفا يغني موال .. سليم مازال يعيش بمسرحيته فينا، لان روايته، هي رواية كل منا، هي رواية الشعب العربي الفلسطيني، لذا كان "ساغ سليم" وستبقى روايتنا ساغ سليم شاء الاسرائيليون ام ابوا.