العيساوي قلبٌ ينبض حرية.. ينتصر- بهاء رحال
انتصر سامر، صاحت أمه والدمع ينهمر من عينيها فرحاً هذه المرة عند سماع اول الاخبار التي وردت على لسان محامي سامر العيساوي والتي اعلن بها انتصاره على سجانه وقبول اجهزة الامن والاستخبارات الاسرائيلية بالشروط التي وضعها البطل فحطم سجنه وكسر قيده وعانق وجه الحرية بعد أن صنع من الجوع معجزة للتحدي وصاغ من امعائه الخاوية انتصاراً جديداً له وللحركة الاسيرة التي طالما طبعت بحروف من المجد بطولاتها على صفحات التاريخ المشرف منذ محمد جمجوم وحجازي وعطا وحتى ميسرة ابو حمدية مروراً بمئات بل الآلاف من الابطال الذين قهروا السجن والسجان وكانوا ولا يزالون يقدمون بطولاتهم على مذبح الحرية والاستقلال، وها هو سامر الفلسطيني يقدم اسطورة جديدة من الصمود المتواصل بالإضراب المفتوح عن الطعام والذي استمر تسعة اشهر متتالية تحدى فيها الجوع والمرض وقسوة السجن والتعب وجبروت السجان وفاشيته حتى انتصر بإرادته التي قهرت كل وسائل وأساليب دولة الاحتلال وأجهزتها الامنية والقمعية فكان له أن ينتصر وكان لأعدائه ان يموتوا بغيظهم وقهرهم وبؤسهم حين عجزوا عن فهم تلك الارادة المحبة للحياة العصية على تقديم الطاعة والانحناء، هي ارادة البطل سامر العيساوي المؤمن بالحرية والمتشبث بالقدس، بيته وأرضه ومملكته التي ينحدر منها وعائلته وهو يثبت ان ما رفعه ليس شعاراً عفوياً وليس كلاماً في الهواء بل انها العقيدة التي يحملها في قلبه والتي جعلته يصبر على الجوع والتعب والمرض وها هو ينتصر بإرادته وعزيمته التي اذهلت العالم وسيعود للقدس كما أحب وكما أراد وكما علا صوته وصدح في فضاء المعمورة رافضاً خيارات الابعاد حتى الى جوار القدس ولم يقبل المساومة على مطلبه العادل والشرعي والإنساني والأخلاقي وهو الحرية الى بيته ورفض الوقوع في فخ خديعة الاحتلال الذي حاول بكل وسائله وأساليبه وبكل ادوات الضغط والإكراه التي هزمتها ارادة سامر، وقد أصرّ على الحرية الى بيته، ففي بيته المقدسي فقط تكون حرية سامر وكانت كذلك، فلك القدس يا أمير القدس ولك المجد والحرية والسلام.
za