سلامات يا مهنية - محمود ابو الهيجاء
كادت وكالة «معا» الاخبارية وصفحات الكترونية اخرى، ان توقع ساحة السياسة عندنا في معضلة جديدة في ما نشرته من «تصريحات» لرئيس الحكومة سلام فياض قالت انه اعطاها لجريدة النيويورك تايمز الاميركية، ولأن هذه التصريحات المزعومة كانت على درجة عالية من التجني وعدم المسؤولية، تصدى لها رئيس الحكومة بعد ساعات قليلة ونفاها جملة وتفصيلا، مؤكدا انه لم يدل بأي تصريحات ولا لأي جريدة أميركية منذ تقديم استقالته في الآونة الاخيرة، والقصة بعد التفحص ان كاتبا صحفيا أميركيا نسب في مقال له لرئيس الحكومة سلام فياض ما نشرته «معا» بانه تصريحات لفياض وبعناوين مثيرة للخلاف وربما لاعادة الروح لموضوع الاستقالة الذي حملته وسائل الاعلام اكثر مما يحتمل....!!!!
اقل ما يمكن ان يقال في هذا الذي فعلته «معا» وتلك الصفحات الالكترونية الاخرى ومنها «دنيا الوطن» انها تسرعت على نحو خال من المهنية قبل اي شيء اخر والتي تشترط هنا ازاء خبر من هذا النوع، التفحص الدقيق لمصدر الخبر ولمصداقيته والتأكد من سلامة الخبر وترجمته العربية طالما انه منقول عن صحيفة اجنبية، لن نشير الى المسؤولية الاخلاقية في هذا السياق بوصفها ضرورة مصداقية واجبة مع وسائل الاعلام الفلسطينية، لكن الى جانب المهنية بشروطها الموضوعية، لابد من الاشارة الى المسؤولية الوطنية التي ينبغي ان تسمو حتى على السبق الصحفي، فبأي روح تشتغل وسائل الاعلام هذه والتي ما زالت تتباهى على وسائل الاعلام الرسمية بمهنيتها الخالصة لوجه المهنية والمصداقية كما تقول صبح مساء...!! الحمد لله ان القصة ماتت في مهدها، مع ان اسئلة اخرى في هذا الموضوع لا بد من طرحها في وقت اخر ومساحة اخرى.