كلهم متورطون- فؤاد ابو حجلة
كشف العدوان الاسرائيلي الجديد على سوريا ما كنا نؤكده طيلة سنوات اللاحرب على حدود فلسطين المحتلة مع كيانات العرب المستقلة، فقد حلقت القاذفات الاسرائيلية في سماء دمشق بحرية كاملة ولم تعترضها الدفاعات الجوية السورية مثلما كان الحال في جميع الحلقات السابقة من مسلسل الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا.
رد فعل النظام وهو يترنح كان مضحكا مثل رده على الاعتداءات السابقة عندما كان قويا.. سنرد في الوقت المناسب!
بالطبع لن يرد النظام ولن يطلق ما لديه من صواريخ روسية أو صواريخ ايرانية على أهداف اسرائيلية، لأن هذه الصواريخ مخصصة لمعاقبة سكان المدن السورية.
ولن ترد المعارضة السورية لأن الجيش الحر منهمك في تفجير مواقع النظام والسيطرة على المعابر الحدودية مع دول الجوار، ولأن جبهة النصرة تعتبر الاسرائيليين من أهل الكتاب وهي متفرغة للجهاد ضد الكفار الحاكمين، ولأن الاخوان المسلمين منشغلون في ترتيب أنفسهم لقطف ثمار «الربيع السوري» وهم لم يتورعوا في السابق عن المطالبة بالتدخل العسكري الأجنبي لاسقاط النظام، وربما لا يعنيهم الأمر كثيرا إن كان هذا التدخل اميركيا أم اسرائيليا.
الجامعة العربية، بلا مؤاخذة، هي أيضا ثابتة على موقفها في الرد على العدوان ببيان. والدول العربية الربيعية لا تخفي سعادتها بالغارات الاسرائيلية على سوريا، والدول العربية الخريفية لا تتدخل خوفا من وصول الربيع الاميركي اليها.
في ظل كل هذا الخراب يتنطح محللون على شاشات العرب الساقطة لاتهام حلفاء النظام السوري بالطائفية، ولا يقولون شيئا عن حلفاء المعارضة السورية ومقاتلي جبهة النصرة القادمين من ليبيا واليمن ومصر والشيشان، ولا تعنيهم اطلاقا محاولات الولايات المتحدة وحلفائها الصغار في المنطقة لتحويل السنة العرب الى مشروع طائفي.
وفي ظل هذا الخراب تستطيع اسرائيل احتلال سوريا وكل دول المنطقة بلا مقاومة، لأن العرب يختلفون على كل شيء ويتفقون على حماية اسرائيل التي لا عدو لها في هذا الشرق المتأمرك الا نحن الماكثين في الوطن والموزعين شوكا في حلوق أهل ارض الشتات.