التدخل الاسرائيلي - حافظ البرغوثي
مع انتهاء الحرب الاهلية في سوريا بضمان المصالح الاميركية والاسرائيلية، سيكون الدم السوري على ايدي الكثيرين من العرب والعجم والبجم واليهود والفرنجة واليانكي والتركمان والفرس والزط والمنافقين والمتنافقين والنكاحين والمنكوحين والحاخام عوفاديا يوسف والشيخ يوسف القرضاوي، وستكون حرائر الشام جواري في مخادع المشايخ الفسائين والاعراب المخلفين واتباع ابن سبأ وابن سلول سل الله قلوبهم وشبيحة النظام الصنمي الظالم، فما تتعرض له سوريا الآن من قتل وتنكيل بمشاركات متعددة الجنسيات والمآرب من الاعداء والاقارب والعقارب يمهد لتدمير الدولة السورية بالكامل توطئة لتقسيمها، فالمخطط هو ازالة انوية الدولة في كثير من الاقطار العربية لتتقاتل القبائل كما كانت في الجاهلية ولكن بلا فروسية بل بوحشية، فحتى الان ما زالت ما مسها شيطان الربيع تعاني من الفتنة والسلب والنهب والقتل والسحل والانقسام كالعراق وتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، ولعله أريد للتغيير في سوريا ان يكون بطيئا ومميتا حتى تصير انموذجا للانقسام، بحيث يتكرر في بلاد اخرى لأن الثابت في السياسة الاميركية هو امن اسرائيل وامن النفط وليس دول النفط، وما من بلد عربي في مأمن من التدمير لان المحصلة النهائية هي تجريف مفهوم القومية العربية والعالم العربي بل والدين كمفهوم ناظم للرابط العروبي والانساني وتحويله الى مذهب تابع للآخرين من خارج الاسلام. وليس غريبا التدخل الاسرائيلي في الحرب داخل سوريا لأن فيه مؤشرا على ان النظام بدأ يلفظ انفاسه ويجب تدمير مخزونه من الاسلحة غير التقليدية حتى لا يرثها آخرون مع استعصاء لملمة نظام بديل بسرعة يكون حسب المقاييس الاميركية الاسرائيلية.
كما حدث في بلاد اخرى، ولعلنا نذكر انه مع سقوط النظام العراقي تم تفكيك مصانع الاسلحة العراقية فورا ونقلت الى ايران، وفي الحالة السورية جرى ويجري تدمير المراكز والمصانع والصواريخ السورية تحت عيني النظام دون ادنى مقاومة، فاشتداد المعارك في سوريا يأتي قبل قمة محتملة بين الرئيسين الروسي والاميركي بشأن سوريا، والذي قد يتم الاتفاق فيه على حل سياسي من شأنه الابقاء على الوضع على ما هو عليه ولا تريد اسرائيل للنظام ان يبقى ولديه اسلحة غير تقليدية أو انها تريد تدميرها خشية وصولها الى حزب الله أو مد يد العون لتيار اميركي قطري في الجيش الحر، فكل الاحتمالات واردة لأن اسرائيل ضمنت ان تكون الرابحة سواء سقط النظام ام بقي، وهكذا فان اي تغيير في العالم العربي لا يفزع عدوا ولا يفيد شعبا هو تغيير عقيم زنيم رجيم.