زيارة غزة ليست فتوى!- عادل عبد الرحمن
مجددا يعود موضوع زيارة غزة للواجهة مع إصرار الشيخ يوسف القرضاوي على زيارتها اليوم، رغم انه يعلم ان زيارته للقطاع لا تخدم مصالح الشعب العليا، وتمس بمكانة ودور الشرعية الوطنية، وتعمق الانقسام وخيار الانقلاب على حساب الوحدة الوطنية.
لكن الشيخ يوسف القرضاوي، الاخواني الشهير، وبوق دولة قطر بما تمثل سياسيا وامنيا في المنطقة ودول الاقليم، أَصم أذنيه، واغلق عينية عن رفض الغالبية العظمى من ابناء الشعب الفلسطيني وقواه السياسية لزيارته لمحافظات الجنوب. وادار الظهر لمشاعر الشعب الفلسطيني، ولم يأبه باية تداعيات تخريبية لزيارته على وحدة الارض والشعب الفلسطيني، ولم يرَ سوى ما تراه حكومة إمارة قطر وجماعة الاخوان المسلمين وقيادة الانقلاب الحمساوية في غزة، مما دفعه المضي قدما للقيام بالزيارة المضرة والمسيئة للشعب الفلسطيني.
القرضاوي صاحب الدور المشبوه عربيا وإسلاميا، الذي لعب دورا مريبا وتخريبيا في العديد من الساحات العربية، لم يتورع طيلة سنوات الانقلاب الحمساوي الاسود عن التحريض على القيادة الشرعية، ودعم خيار الانقلاب، وساهم بفتواه المتكررة على تعميق الانقسام. وبزيارته لمحافظات غزة يكرس سياساته المتناقضة مع مصالح الشعب الفلسطيني الدنيا والعليا.
زيارة القطاع ليست فتوى دينية. وإن إعتقد الشيخ القرضاوي ، رئيس رابطة علماء المسلمين ، انها كذلك، فهي كالعشرات والمئات من فتاوي شيوخ زمن الرويبضة الفاسدة، والتي تتناقض مع روح الدين واهداف الشعب العربي الفلسطيني.
ومجددا يمكن للمرء، ان يؤكد ان المشكلة في زيارة محافظات الجنوب الفلسطينية إضافة الى ان خلفية الزوار السياسية، هي، خلفية متواطئة مع قيادة حركة حماس، وتساوق مع توجهات جماعة الاخوان المسلمين، وتنفيذ لمخطط تعميق الانقسام وفق الرؤية الاسرائيلية ومن يتناغم ويتساوق معها من اهل النظام العربي، تعود (المشكلة) الى ضعف وضبابية الموقف الرسمي الفلسطيني، وعدم تمكن القوى الوطنية والشعبية من اتخاذ موقف جاد من تلك الزيارات، اي عدم تمكنها من النزول للشارع واعلان موقف رافض للزيارات. لان القائمين بالزيارات لا يعولوا كثيرا على البيانات الصادرة عن القوى السياسية، لانها لا تعني شيئا للزائر. ولكن في حال خرجت القوى الوطنية والجماهير عموما لاعلان موقف ضد هذه الزيارت، عندئذ سيفكر اي زائر الف مرة قبل ان يقرر الزيارة.
آن الآوان بلورة رؤية وطنية جدية رسمية وشعبية لمجابهة زوار الشؤوم لمحافظات الجنوب الفلسطينية للحؤول دون ترسيخ خيار الانقلاب. لان السياسات الممغمغة والضبابية لا تساعد في مجابهة تداعيات تلك الزيارات التخريبية. الكرة في مرمى القيادة السياسية والقوى الوطنية وقطاعات الشعب المختلفة لوضع حد للاستهتار بمصالح الشعب العليا.
a.a.alrhman@gmail.com