عندما يطق شرش الحياء- فؤاد ابو حجلة
ما حدث في عمان ليلة الأربعاء يكشف بشاعة التشويه الذي طال المجتمعات العربية ويؤشر على تحول خطير في مسار المحاولات الاسرائيلية لاختراق الشارع العربي، ويبدو أن دولة الاحتلال قررت عدم الاكتفاء بعمليات التجسس والتخريب التي يمارسها الموساد في العواصم العربية، والغارات والاعتداءات المسلحة التي يشنها الجيش الاحتلالي على أراضي الدول العربية لتبدأ مرحلة جديدة من التخريب العلني من خلال اللجوء الى اختراق الشارع وتوجيه فئات هامشية إلى مجموعات ضاربة تدافع عن اسرائيل وتتبنى التصدي لأعدائها.
هكذا أقرأ خبر قيام مجموعة من البلطجية بالاعتداء على شبان معتصمين أمام سفارة اسرائيل في عمان وتحرشهم بالمحتجين على الانتهاكات الاسرائيلية لحرمة القدس والمسجد الأقصى.
نتيجة سنوات طويلة من الفقر والتخلف وانعدام التنمية ظهرت في الشارع العربي مجموعات كبيرة من البلطجية أو الشبيحة أو الزعران الذين يتولون تنفيذ المهمات القذرة لصالح من يدفع، وقد رأينا هؤلاء في أكثر من عاصمة وفي غير موقعة مخجلة منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي.
هؤلاء لا حدود لتخريبهم لأنهم لا يلتزمون بنهج سياسي ولا يحتكمون الى ضمير ولا يملكون من المعرفة والوعي ما ينقلهم من هذا الانحطاط الأخلاقي ويمكنهم من استشعار الوجدان الشعبي في بلادهم.
في الواقع يعتز هؤلاء بتخلفهم ويشعرون بالطمأنينة كلما اقتربوا أكثر من حالة البهائم السائبة، وهم لا يخافون أحدا لأن السلطات لا تطاردهم ولا تعتبرهم خطرين على الأمن الوطني في البلاد التي يعيثون فيها فسادا.
تواصل اسرائيل استثمار مخرجات الربيع العربي، ويبدو أن دولة الاحتلال التي جندت سياسيين عربا ورجال أعمال يبيعون كل شيء قررت الاستثمار السياسي في الشرائح والفئات المجتمعية المعروضة للايجار في العواصم العربية.
بالطبع سيتحرك هؤلاء للاعتداء على المحتجين أمام سفارات أميركا في الدول العربية وسيتطوع بعضهم لما هو أكثر من ذلك تحت غطاء الصمت الرسمي العربي على قباحاتهم.
وسيظل الرسميون العرب يلوكون تصريحاتهم السخيفة واداناتهم المضحكة لجرائم اسرائيل.