ما زالوا هناك .... محمد ناصر نصار
بعد إحتلال إسرائيل لقطاع غزة في العام 1967 أخذت بعض المجموعات الفدائية بالخروج من القطاع إلى الاردن وسيناء ومن هذه المجموعات مجموعة مكونة من أكثر من عشرين مقاتلا من قوات جيش التحرير الفلسطيني ومجموعات من الفدائيين قوات مصطفى حافظ ، قامت بقطع حدود خط الهدنة 1949 الفاصل بين قطاع غزة وأراضي ال48 وتحديدا شرق بيت حانون ، وهناك بعد قطعهم الحدود بكامل سلاحهم وعتادهم ، تم إكتشافهم من قبل حراس الكيبوتسات في المنطقة وتم ملاحقتهم في حقول الذرة إلى ان إلتجئوا في مغارة تسمى بمغارة الضبع بين الطريق الواصلة بين القريتين نجد ( سيدروت ) و الجمامة (ديروت) وبموازاة الشارع الشرقي من عسقلان ، ووقع الإشتباك وأستشهد عدد من المقاتيلن منهم عبد القادر الحملاوي و يوسف عبد الرازق الكتري بالاضافة الى عدد من الشهداء لاتعرف أسمائهم لان المجموعة لم يكن يعرف بعضهم الآخر لانهم تجمعوا في هذه المنطقة صدفة ، وبعد الإشتباك مع الدورية الإسرائيلية بقيت جثث الشهداء في المغارة ، كما وأستطاع ثمانية أشخاص من الهرب إلى الأردن عن طريق الخليل وعبور نهر الأردن وكان الشخص الدليل للمجموعة هو عودة مرسي من مخيم جباليا لأنه يعرف الطريق والمسالك وفي الطريق بعد انكشاف أمرهم جاءت قوة عسكرية وحاصرتهم وحدث بينهم معركه كبيرة سميت فيما بعد معركة المغاره بتاريخ الجمعه 9-6-1967م ،و استشهد في هذا الاشتباك عدد من المقاتلين ونجا الباقون وبقيت الجثث إلى يومنا هذا في المغارة في أرض الدقس على مشارف الدوايمة، كماو أن هذه المعركة لم يظهر الإحتلال أي تفاصيل عنها او حتى لم يقم بتسليم الجثث ، مع التأكيد من البعض أن قوات الاسرائيلية تعرضت لخسائر في هذا الاشتباك وربما أعدم الجرحى من المقاتلين الفلسطينين لذلك تم التكتيم على المعركة.
لذا على الإعلام الفلسطيني أن يوثق جرائم الإحتلال الإسرائيلي ويكشف النقاب ويتحرى عن عشرات المفقودين ، وان يمجد بطولات الشهداء ويكشف جرائم الإحتلال فالتوثيق هو التاريخ ، وهذا الطرح ليس عبثيا من اجل السرد التاريخي او جديدا أصيلا ، لكن هو جزء من العمل التوثيقي الذي يجب على مؤسساتنا الإعلامية أن تترجم التاريخ الشفوي المنقول لتصنع منه حدثا تذكره الاجيال ، وأن يكون الإعلام الفلسطيني هو من يطرح لا ان يتهافت على المنقول خاصة من الإعلام الإسرائيلي في الأحداث التاريخية والأرشيف .