بلدوزر « الجماعة « !! موفق مطر
هل سنلمس تحولا ما بموقف حماس من المبادرة العربية، ومن التسوية السياسية بعد زيارة مفتي التيار العالمي للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي لغزة, فزيارته لا يمكن فصلها عما يجري بالمنطقة من تحركات، أميركية قطرية, وما يطرح خلالها من مبادرات, كموضوع موافقة الدول العربية على تبادل أراض فلسطينية مع اسرائيل، ومهلة الأسابيع الثمانية الممنوحة للإدارة الأميركية لإحداث اختراق من نوع ما يؤدي الى اعادة المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين الى الطاولة.
ليس القرضاوي مجرد شيخ أو مرجعية نظرية دينية للإخوان وحسب, بل هو سياسي بالدرجة الأولى, يمرر عبر الفتاوى ما قد يتحرج من طرحه أو تداوله قادة حماس والإخوان, فشعبية القرضاوي لدى جمهور الاخوان وحماس تجعل منه كالبلدوزر العسكري يمهد للآليات الدروب الوعرة ويفتح المستعصي تحت عنوان: « الحرب خدعة والضرورات تبيح المحظورات «.. واليوم هو الوقت الأنسب لينفذ القرضاوي رغبة اولياء نعمته, ويقول كلمته مدعوما بمكانته التي رفعتها الدعاية الاعلامية المبرمجة الى مستوى الولي الفقيه السني, أو بابا الكنيسة في القرون الوسطى حيث كان الآمر الناهي في كل قضايا ومصائر الدول التابعة... فما يحدث هو تخليق نظام « كهنوتي اسلاموي دكتاتوري « يأخذ العامة من الناس الى الموقف المطلوب المرسوم دوائر التخطيط بالدول الامبريالية والاستعمارية على الطريقة الحديثة, بالتوازي مع اكبر عملية سطو في تاريخ الأمم على آمال مئات الملايين من العرب في جني ثمار الحراك الشعبي وإنشاء الدول والمجتمعات الديمقراطية التي ارادها الشباب العرب ساعة انطلقوا للشوارع صنعوا ما يسمى الربيع العربي.
نعلم يقينا ان القرضاوي لا يناصر جزءا من الشعب الفلسطيني على الأغلبية العظمى منه وحسب, بل يناصر تيارا في حماس على الآخر, فهو يناصر تيار خالد مشعل هنية على تيار الزهار ومعه معظم قادة الجهاز العسكري ( القسام ), حيث يرى القرضاوي في مشعل صفات المحارب القادر على اخذ الممكن بالخداع, ويرى في موقف الزهار الى جانب النظام السوري, حيث يقاتله الاخوان المسلمون ذاتهم, ومديحه للنظام الايراني مخالفا لدعوته وأقواله حول الشيعة, وإيران وأطماعها, وعقبة في تمرير المطلوب ( قطريا اخوانيا قرضاويا – واميركيا اسرائيليا )، فللزهار موقف من الدوحة لأن دمشق وطهران يريدان ذلك, ولا ننكر رغبة الزهار في الحفاظ على مجموعات كبيرة في حماس بدأت تتسرب الى جماعات ( جهادية ) تنافس حماس في الحضور الجماهيري عبر أعمال عسكرية وإطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل, اذ يرى الزهار هذا التسرب بمثابة بداية الشروخ والانقسامات التي قد لا تدوم طويلا ان استمرت سياسة حماس بممالقة سياسة قطر, خاصة بعد دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه الأخير حماس – دون ان يسميها - للعودة الى مواقعها الى جانب النظام تحت شعار المقاومة والممانعة, ورغبة الزهار في تجسيم تحالف طهران دمشق حزب الله حماس، وان كنا نعتقد الأمر لا يتعلق بالأهداف الوطنية الفلسطينية الكبرى بقدر ما يتعلق بديمومة سلطة حماس في غزة, والدعم بالمال والسلاح من طهران, بعد اجراءات الجيش المصري التي حدت من عمل الأنفاق وتهريب السلاح والبضائع التي تجني حماس من المتجرة بها مئات الملايين سنويا.
سيلاحق القرضاوي الخطوات الفلسطينية الجادة للقيادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية, حتى وان بدا في ارذل العمر !! لكن الأنتربول سيلاحق يوسف القرضاوي بسبب حمله جواز سفر مزورا منحه اياه مريده اسماعيل هنية.. ومن يدري فلعل الحديث المتداول الآن في غزة: أن اسماعيل هنية بعد ان قبل يد القرضاوي ورأسه وقلم له اظافره قد دفعه الى منزلق المواجهة مع البوليس الدولي. فمن تراه يخدع الآخر؟!.