المصالحة-حافظ البرغوثي
يبدو ان اخوان مصر اكثر عقلانية من اخوان غزة فيما يخص كثير من الملفات ومنها الملف السوري وملف المصالحة الفلسطينية والملف السياسي, فالرئاسة المصرية ما زالت ملتزمة باستكمال عملية المصالحة الفلسطينية رغم مشقة الحياد مع ذراعها الاخواني للجماعة في غزة, باعتبار ان المصالحة ترفع حماس درجة على السلم الدولي وتسمح لها بالاطلال على المشهد والمشاركة فيه ضمن السلطة الوطنية, فهي حبل النجاة لحماس مثلما هو التعاطي السياسي الناعم للنظام المصري الجديد مع الالتزامات الدولية وعدم نقضه ما التزمت به مصر في السابق, وقد اضطرت جماعة الاخوان في مصر الى التراجع عن موقفها المعادي للنظام السوري بهدف كسب ود ايران من جهة واغلاق ملف وثائق وتسجيلات بحوزة ايران عن دعم حماس وحزب الله لحركة الاخوان اثناء الثورة في مصر وبعدها لان كشف الملفات سيحرج حماس والاخوان معا.
فالنظام المصري يحاول الافلات من النفوذ الاميركي باقامة علاقات مع دول كبرى من الصف الثاني كالهند وباكستان والبرازيل وايران وتركيا, لكن سوء ادائه الداخلي يحبط هذه المساعي, لان حركة عدم الانحياز التي ارساها عبد الناصر ونهرو وسوكارنو لم تعد ذات تأثير.
وبالنسبة للملف الداخلي المصري فان الجماعة في مصر معنية بتبييض صفحة حماس امام الجيش المصري, حيث ان حماس متهمة بالمشاركة في قتل جنود في السابق والتواطؤ في عملية معبر كرم ابو سالم التي قتل فيها 16 جنديا مصريا ناهيك عن اتهامها وحزب الله بمهاجمة السجون واخراج معتقلي الاخوان وحماس وحزب الله, وهذه القضايا يريد الجيش المصري توضيحات حولها واستجواب وزراء من حماس وهو ما ترفضه حماس حتى الآن.
ما يهمنا في كل هذا وذاك ان تواصل مصر دورها وتقنع حماس بانها لم تعد سوى حركة سياسية لا تختلف عن حركة فتح وان سنوات المقاومة ما كانت الا لأهداف سياسة حزبية وليست وطنية شاملة وآن الأوان للمصالحة كما هي دون فذلكات واستدراكات, فمن يعرقل المصالحة لحسابات تتعلق بالمال وصولجان الجاه على حساب خنق غزة والتضحية بالقضية ككل هو مجرم, ففي النهاية افتى القرضاوي اثناء تفقده للانقسام بضرورة الوحدة, كثر خيره وان قل, بقي على هنية الذي ما انفك وما لبث وما زال وما برح يقبل يده اليسرى ويقلم اظافر يده اليمنى ان يعمل بفتواه.