بعيدا عن تعقيدات السياسة ...المهجر ابو قنديل وصيته الرجوع الى "البطاني الشرقية" المحتلة لاولاده واحفاده الـ 180
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عبدالهادي مسلم ونعيم جبريل: لا يفهم المسن الحاج هاشم محمد حسن قنديل ....والذي يقطن في مخيم البريج وسط قطاع غزة تعقيدات السياسة ولا الظروف المحيطة ولا الخلافات والانقسام الداخلي بقدر تفهمة الدائم للحنين لعودته إلى بلدته التي هجر منها قسرا
الحاج قنديل والذي تجاوز 80 عاما والذي له من الأولاد والاحفاد ما يقارب 180 فردا . لاجئ فلسطيني هاجر قسراً برفقة والديه و أشقاؤه من قريتهم (البطاني الشرقي ) تحت وطأة الحرب التي شنتها العصبات الصهيونية على الفلسطينيين في العام 1948، ليعيشوا ظروفاً صعبة وقاسية لدى أحد أقربائهم في قطاع غزة، قبل الانتقال للسكن في منزل بمخيم البريج الذي سلمته لهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ(أونروا)...
. أبو محمد هجر من قريته البطاني الشرقي وكان يبلغ من العمر عشرون عاما يعي كل كبيره وصغيره رغم ما يرتسم على وجهه من تجاعيد وهموم الهجره القسرية عن بلدته الأصلية وأخذه الكبر إلا انه بصحة وعافيه من الله وحينما بدئنا الحديث مع أبو محمد عن ذكريات بلدته واعدنا الشريط في ذاكرته ل 65 سنه إلى الخلف تنهد قائلا :
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم وابن حرام بريطانيه وإسرائيل محور الشر وسبب مباشر بهجرتنا من بلادنا
وأتناء حديثه بدأت ت دموعه تتساقط وتوقف عن الكلام للحظات حتى يلتقط أنفاسه بصعوبة وحرقه كبيره مستكملا شريط الذكريات واصفا أرضه بجنه الله في الأرض لما فيها من جمال للطبيعة وخيرات كثيرة ومتعددة حيث كانوا يعتمدوا على الزراعة بكافه أشكلها مثل كروم الأعناب والزيتون والفواكه بشتى أنواعها وبعض من المزروعات مثل البند ورة والذرة والقمح والخضروات المتنوعة وحسب كل موسم وما يتعلق بزراعتها
قريتي البطاني الغربي والشرقي هما قريتان عربيتان من قرى السهل الساحلي الفلسطيني تبعد احداهما عن الأخرى مسافة 2كم تقريباً وتقعان إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة على مسيرة 52 – 54 كم، والبطاني الغربي هي الأبعد عن غزة. تتصل القريتان بدروب ممهدة بقرى ياصور وأسدود وبيت دراس والسوافير وبرقة. وتتصل القريتان إحداهما بالأخرى. ويوجد مطار عسكري في الأراضي المنبسطة الواقعة بين البطاني الغربي نحو 47 م عن سطح البحر في حين ترتفع البطاني الشرقي 50 م. ويمر بأراضيهما وادي الماري أحد روافد وادي صقرير الذي يصب في البحر المتوسط. وقد نشأت القريتان ضيعتين زراعيتين في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان على رقعة سهلية خصيبة منبسطة. وكانت مادة بناء بيوت القريتين هي اللبن والتراب، وسقوفها من الخشبوالقصب المغطى بالتراب وطبقة من الطين. والمساكن فيهما متلاصقة تفصل بينهما حارات وأزقة تظهر مخططاً عمرانياً مستطيل الشكل يمتد من الشرق إلى الغرب في البطاني الشرقي، ومن الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في البطانب الغربي . ولم يبق المخطط الول للقريتين على حاله لأن قرية البطاني الشرقي اتسعت وامتد عمرانها غرباً بمحاذاة الدرب الذي يربطها بقرية البطاني الشرقي نحو الشرق لوجود وادي الماري الذي حال دون ذلك بسبب فيضاناته الشتوية. أما توسع البطاني الغربي فكان البداية على محورين هما الشمالي الغربي والجنوبي الشرقي، ثم تحول هذا التوسع ليتخذ محاور عدة على طول الطرق المؤدية إلى القرى المجاورة. وظل توسع عمران القريتين مستمراً حتى وصلت مساحة قرية البطاني الغربي في أواخر عهد الانتداب 34 دونماً، ومساحة قرية البطاني الشرقي 32 دونماً. وضمت كل من القريتين جامعاً ومدرسة وبعض الحوانيت.
وبلغ عدد بيوت البطاني الغربي 147 بيتاً، وعدد بيوت البطاني الشرقي 85 بيتاً في إحصاءات عام 1931.
مساحة أراضي القريتين 10,338 دونماً. وتبلغ مساحة أراضي البطاني الشرقي وحدها 5,764 دونماً منها 114 دونماً للطرق و70 دونماً يملكها صهيونيو مستعمرة "بيار تعبياً" الواقعة على مسافة 2 كم تقريباً إلى الجنوب من البطاني الشرقي. ويملك أهالي قرية البطاني الغربي 4,574 دونماً، منها 99 دونماً للطرق والأودية، ولا يملك الصهيونيون فيها أي شيء. وتتميز أراضي القريتين بالانبساط وخصب التربة وتوافر مياه الأمطار والمياه الجوفية. وتسمح الآبار المنتشرة بري بساتين الخضر والحمضيات والأشجار المثمرة إلى جانب زراعة الحبوب والمحاصيل الزراعية الغذائية الأسائية. وبلغت مساحة الأراضي المخصصة لغرس أشجار الحمضيات في البطاني الشرقي قرابة 319 دونماً، وأقل من ذلك في أراضي البطاني الغربي. ويربي أهالي القريتين المواشي والدواجن.وفي عام 1948 تعرضت القريتان للعدوان الصهيوني وتشتت أهلها ودمرتا تدميراً كاملاً، وأقيمت على أراضي البطاني الشرقي مستعمرة "أوروت"، ,أقيمت على أراضي البطاني الغربي مستعمرة "عزريقام" ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتحدث لنا الحاج أبو محمد عن كيفية الزراعة وحرث الأرض وبذر البذور وتسميد الأرض وقطف الثمار مستذكراً جميع أعماله وكأنه يعمل بها الآن ويواصل الحديث بذاكره متميزة وقوية رغم كبر سنه والحياة الذي يعيشها الغير عادية تحت ظروف قهرية تكثر فيها المصاعب في شتى مجالات الحياة وخاصة الاقتصادية والأوضاع المزرية من الجوانب السياسية والنفسية معا مما تترك على كاهله كثير من الهموم.
الحاج أبو محمد يسكن مخيم البرج وسط قطاع غزه وله عشره من الأبناء ومعظمهم حاصلين على شهادات عليا بشتى المجالات العلمية غارسا حب الوطن في نفوسهم والتمسك بأرضهم و بحق العودة لأرضهم البطاني الشرقي.
ويستمر الحاج أبو محمد في الحديث وبمرارة تلهب مشاعر السامعين عن 65 عاما من التشرد والضياع والمعاناة لأكثر من ثلثي الفلسطينيين في ذلك الوقت من التشرد والتهجير قسرا عن أراضيهم على عديد من البلدان العربية من جراء الحرب الذي شنتها عصابات شتيرن والارغون والهاجاناة الصهيونة وغيرها من عصابات الإجرام الصهيونية مستخدمة كافة الوسائل الحربية ضد الفلسطينيين العزل وارتكابهم العديد من المجازر ضد الإنسانية
ورغم طول السنين ما زال الحاج أبو محمد يتذكر مرارة الحرب الذي أجبرتهم على الفرار من موطنهم باتجاه غزه ليصبحوا لاجئين مهجرين عن بلداتهم وقراهم وان يسجل أسمائهم في سجلات الأنروا للاجئين يصرف لهم بعض المواد التمويه والبطاطين وغيرها استبدلوها لهم من بعد العز والكرامة إلى الإذلال والمهانة
واسترسل الحاج أبو محمد قنديل قائلا :إلا إننا حولنا قضيتنا من لجوء في خيم وكرت تموين إلى ثورة شعبية عارمة ومسلحة لتحرير ما اغتصب من أرضنا ويقول الحاج أبو محمد ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .ويستمر بالحديث الحاج أبو محمد عن ذكرى النكبة بكل آلام وحزن وما تحمله من مرارة قاسية .... ويقول الحاج أبو محمد محمل المسؤولية الكاملة عما حدث من هدم للبيوت وقلع للأشجار و قتل وترهيب وتهجير لعائلته وأبناء قريته لدويلة الكيان الصهيوني والانتداب البريطاني .مستكملا الحاج أبو محمد لحلقات التآمر العلنية الذي أحيكت ضد الشعب الفلسطيني من أجل طرد السكان الأصليين وإقامة وطن قومي للإسرائيليين مستعرضا معاهدات ومؤامرات من قبل 1917م ومنها قرار وعد بلفور الذي يعطي للإسرائيليين الحق في إقامة دويلة صهيونية على أرض فلسطين مدعما بقرار من الانتداب البريطاني وتقاعس من بعض الدول العربية
الحاج أبو محمد يأخذنا بعد أن سرد كثيراً من المعاناة والقهر الذي عاشها مع أبناء قريته ومع تعبيرات وجهه التي تدل على الكبت والضغط النفسي من ألم المعاناة وسنين البعد عن الأرض بكل ما فيها من خيرات وأخذ يقول سأحدثكم عن يوم عرسي لأرفه عنكم بعض الشيء مستشعرا بأنه ترك على نفسيتنا من آلام ليس لنا ذنب بها هكذا قال الحاج أبو محمد وبدأ بالحديث عن أيام وليالي ملاح في ذاكرة الحاج أبو محمد ليروي لنا تفاصيل عرسه وكأنه يعيش اللحظة وقال الحاج أبو محمد من عاداتنا كانت تقام الأفراح على مدار أسبوع ومن الاستعدادات من أهل القرية وأهل العريس من نصب خيمة كبيره يستقبل بها المعازيم من أهل القرية والقرى المجاورة وكان يتهادون صواني الأرز والطحين وغيرها من الهدايا وبعض من المقتدرين يتهادون الذبائح مثل الخراف والأغنام ويقام السامر للرجال والدبكة الشعبية والدحية وغيرها من الأغاني الشعبية مستعرضين تراثنا الأصيل أما النسوة لهن طابع اجتماعي متميز حتى في الأغاني الشعبية التي كانت لها صدى صوت في تلك الأيام الجميلة يجتمعن في كل ليلة ليحين أعراسهن مزينات البيوت بشتى الورود وورق الليمون والياسمين وبعض من أغصان الأشجار الجميلة و من أبرز الأغاني التي كانت تردد على ألسنه النساء مثل .... لامين هالدار الكبيرة إلي حايطها كرم اللوز هاد دار أبو محمد والعطشان يشرب قازوز ...لا مين هالدار الكبيرة إلي حايطها كرم التين هاذي دار أبو محمد والعطشان يشرب عصير....
. واستطاع الحاج أبو محمد رغم القهر الرابض على صدره بأن يخفيه ورغم مرارة القهر بأن يخفيه عنا ويرسم البسمة والفرح على وجوهنا ويترك ضحكة لتكون فاصل بين الحزن الشديد والفرح الممزوج بألم لم يشعر فيه سو من اكتوى بمرارة التشرد والبعد الطويل عن أعز ما يملك الإنسان
ويقول الحاج أبو محمد الحمد لله على هذا الحال وكل حال طالما نحن أحياء ونتنفس ونعيش على هذه الأرض الطيبة آملين من الله عز وجل بأن يمن علينا بنصر من عنده يقهر به أعداء الله وأعداء الشعوب المظلومين
ويواصل الحاج أبو محمد بوصاياه لنا ولأولاده ولأحفاده المتواجدين بالوحدة الوحدة ونبذ كل الخلافات فيما بينكم تقهروا بها عدوكم .... والتمسك بأرضكم من بعدنا وبعد عمر طويل وأن لا نفرط ولو بشبر واحد من هذه الأرض الطيبة الذي جبلت بدماء الشهداء الأكرم منا جميعا واختتم قائلا الحاج أبو محمد قنديل مخاطباً الكيان الصهيوني بهذه الكلمات:
يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور ....... عقارب الساعات وإن توقفت لا بد أن تدور..إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا .......... فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور والعطش الطويل لا يخيفنا ......... فالماء يبقى دائماً في باطن الصخورهزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور .... قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور.
zaعبدالهادي مسلم ونعيم جبريل: لا يفهم المسن الحاج هاشم محمد حسن قنديل ....والذي يقطن في مخيم البريج وسط قطاع غزة تعقيدات السياسة ولا الظروف المحيطة ولا الخلافات والانقسام الداخلي بقدر تفهمة الدائم للحنين لعودته إلى بلدته التي هجر منها قسرا
الحاج قنديل والذي تجاوز 80 عاما والذي له من الأولاد والاحفاد ما يقارب 180 فردا . لاجئ فلسطيني هاجر قسراً برفقة والديه و أشقاؤه من قريتهم (البطاني الشرقي ) تحت وطأة الحرب التي شنتها العصبات الصهيونية على الفلسطينيين في العام 1948، ليعيشوا ظروفاً صعبة وقاسية لدى أحد أقربائهم في قطاع غزة، قبل الانتقال للسكن في منزل بمخيم البريج الذي سلمته لهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ(أونروا)...
. أبو محمد هجر من قريته البطاني الشرقي وكان يبلغ من العمر عشرون عاما يعي كل كبيره وصغيره رغم ما يرتسم على وجهه من تجاعيد وهموم الهجره القسرية عن بلدته الأصلية وأخذه الكبر إلا انه بصحة وعافيه من الله وحينما بدئنا الحديث مع أبو محمد عن ذكريات بلدته واعدنا الشريط في ذاكرته ل 65 سنه إلى الخلف تنهد قائلا :
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم وابن حرام بريطانيه وإسرائيل محور الشر وسبب مباشر بهجرتنا من بلادنا
وأتناء حديثه بدأت ت دموعه تتساقط وتوقف عن الكلام للحظات حتى يلتقط أنفاسه بصعوبة وحرقه كبيره مستكملا شريط الذكريات واصفا أرضه بجنه الله في الأرض لما فيها من جمال للطبيعة وخيرات كثيرة ومتعددة حيث كانوا يعتمدوا على الزراعة بكافه أشكلها مثل كروم الأعناب والزيتون والفواكه بشتى أنواعها وبعض من المزروعات مثل البند ورة والذرة والقمح والخضروات المتنوعة وحسب كل موسم وما يتعلق بزراعتها
قريتي البطاني الغربي والشرقي هما قريتان عربيتان من قرى السهل الساحلي الفلسطيني تبعد احداهما عن الأخرى مسافة 2كم تقريباً وتقعان إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة على مسيرة 52 – 54 كم، والبطاني الغربي هي الأبعد عن غزة. تتصل القريتان بدروب ممهدة بقرى ياصور وأسدود وبيت دراس والسوافير وبرقة. وتتصل القريتان إحداهما بالأخرى. ويوجد مطار عسكري في الأراضي المنبسطة الواقعة بين البطاني الغربي نحو 47 م عن سطح البحر في حين ترتفع البطاني الشرقي 50 م. ويمر بأراضيهما وادي الماري أحد روافد وادي صقرير الذي يصب في البحر المتوسط. وقد نشأت القريتان ضيعتين زراعيتين في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان على رقعة سهلية خصيبة منبسطة. وكانت مادة بناء بيوت القريتين هي اللبن والتراب، وسقوفها من الخشبوالقصب المغطى بالتراب وطبقة من الطين. والمساكن فيهما متلاصقة تفصل بينهما حارات وأزقة تظهر مخططاً عمرانياً مستطيل الشكل يمتد من الشرق إلى الغرب في البطاني الشرقي، ومن الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي في البطانب الغربي . ولم يبق المخطط الول للقريتين على حاله لأن قرية البطاني الشرقي اتسعت وامتد عمرانها غرباً بمحاذاة الدرب الذي يربطها بقرية البطاني الشرقي نحو الشرق لوجود وادي الماري الذي حال دون ذلك بسبب فيضاناته الشتوية. أما توسع البطاني الغربي فكان البداية على محورين هما الشمالي الغربي والجنوبي الشرقي، ثم تحول هذا التوسع ليتخذ محاور عدة على طول الطرق المؤدية إلى القرى المجاورة. وظل توسع عمران القريتين مستمراً حتى وصلت مساحة قرية البطاني الغربي في أواخر عهد الانتداب 34 دونماً، ومساحة قرية البطاني الشرقي 32 دونماً. وضمت كل من القريتين جامعاً ومدرسة وبعض الحوانيت.
وبلغ عدد بيوت البطاني الغربي 147 بيتاً، وعدد بيوت البطاني الشرقي 85 بيتاً في إحصاءات عام 1931.
مساحة أراضي القريتين 10,338 دونماً. وتبلغ مساحة أراضي البطاني الشرقي وحدها 5,764 دونماً منها 114 دونماً للطرق و70 دونماً يملكها صهيونيو مستعمرة "بيار تعبياً" الواقعة على مسافة 2 كم تقريباً إلى الجنوب من البطاني الشرقي. ويملك أهالي قرية البطاني الغربي 4,574 دونماً، منها 99 دونماً للطرق والأودية، ولا يملك الصهيونيون فيها أي شيء. وتتميز أراضي القريتين بالانبساط وخصب التربة وتوافر مياه الأمطار والمياه الجوفية. وتسمح الآبار المنتشرة بري بساتين الخضر والحمضيات والأشجار المثمرة إلى جانب زراعة الحبوب والمحاصيل الزراعية الغذائية الأسائية. وبلغت مساحة الأراضي المخصصة لغرس أشجار الحمضيات في البطاني الشرقي قرابة 319 دونماً، وأقل من ذلك في أراضي البطاني الغربي. ويربي أهالي القريتين المواشي والدواجن.وفي عام 1948 تعرضت القريتان للعدوان الصهيوني وتشتت أهلها ودمرتا تدميراً كاملاً، وأقيمت على أراضي البطاني الشرقي مستعمرة "أوروت"، ,أقيمت على أراضي البطاني الغربي مستعمرة "عزريقام" ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وتحدث لنا الحاج أبو محمد عن كيفية الزراعة وحرث الأرض وبذر البذور وتسميد الأرض وقطف الثمار مستذكراً جميع أعماله وكأنه يعمل بها الآن ويواصل الحديث بذاكره متميزة وقوية رغم كبر سنه والحياة الذي يعيشها الغير عادية تحت ظروف قهرية تكثر فيها المصاعب في شتى مجالات الحياة وخاصة الاقتصادية والأوضاع المزرية من الجوانب السياسية والنفسية معا مما تترك على كاهله كثير من الهموم.
الحاج أبو محمد يسكن مخيم البرج وسط قطاع غزه وله عشره من الأبناء ومعظمهم حاصلين على شهادات عليا بشتى المجالات العلمية غارسا حب الوطن في نفوسهم والتمسك بأرضهم و بحق العودة لأرضهم البطاني الشرقي.
ويستمر الحاج أبو محمد في الحديث وبمرارة تلهب مشاعر السامعين عن 65 عاما من التشرد والضياع والمعاناة لأكثر من ثلثي الفلسطينيين في ذلك الوقت من التشرد والتهجير قسرا عن أراضيهم على عديد من البلدان العربية من جراء الحرب الذي شنتها عصابات شتيرن والارغون والهاجاناة الصهيونة وغيرها من عصابات الإجرام الصهيونية مستخدمة كافة الوسائل الحربية ضد الفلسطينيين العزل وارتكابهم العديد من المجازر ضد الإنسانية
ورغم طول السنين ما زال الحاج أبو محمد يتذكر مرارة الحرب الذي أجبرتهم على الفرار من موطنهم باتجاه غزه ليصبحوا لاجئين مهجرين عن بلداتهم وقراهم وان يسجل أسمائهم في سجلات الأنروا للاجئين يصرف لهم بعض المواد التمويه والبطاطين وغيرها استبدلوها لهم من بعد العز والكرامة إلى الإذلال والمهانة
واسترسل الحاج أبو محمد قنديل قائلا :إلا إننا حولنا قضيتنا من لجوء في خيم وكرت تموين إلى ثورة شعبية عارمة ومسلحة لتحرير ما اغتصب من أرضنا ويقول الحاج أبو محمد ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .ويستمر بالحديث الحاج أبو محمد عن ذكرى النكبة بكل آلام وحزن وما تحمله من مرارة قاسية .... ويقول الحاج أبو محمد محمل المسؤولية الكاملة عما حدث من هدم للبيوت وقلع للأشجار و قتل وترهيب وتهجير لعائلته وأبناء قريته لدويلة الكيان الصهيوني والانتداب البريطاني .مستكملا الحاج أبو محمد لحلقات التآمر العلنية الذي أحيكت ضد الشعب الفلسطيني من أجل طرد السكان الأصليين وإقامة وطن قومي للإسرائيليين مستعرضا معاهدات ومؤامرات من قبل 1917م ومنها قرار وعد بلفور الذي يعطي للإسرائيليين الحق في إقامة دويلة صهيونية على أرض فلسطين مدعما بقرار من الانتداب البريطاني وتقاعس من بعض الدول العربية
الحاج أبو محمد يأخذنا بعد أن سرد كثيراً من المعاناة والقهر الذي عاشها مع أبناء قريته ومع تعبيرات وجهه التي تدل على الكبت والضغط النفسي من ألم المعاناة وسنين البعد عن الأرض بكل ما فيها من خيرات وأخذ يقول سأحدثكم عن يوم عرسي لأرفه عنكم بعض الشيء مستشعرا بأنه ترك على نفسيتنا من آلام ليس لنا ذنب بها هكذا قال الحاج أبو محمد وبدأ بالحديث عن أيام وليالي ملاح في ذاكرة الحاج أبو محمد ليروي لنا تفاصيل عرسه وكأنه يعيش اللحظة وقال الحاج أبو محمد من عاداتنا كانت تقام الأفراح على مدار أسبوع ومن الاستعدادات من أهل القرية وأهل العريس من نصب خيمة كبيره يستقبل بها المعازيم من أهل القرية والقرى المجاورة وكان يتهادون صواني الأرز والطحين وغيرها من الهدايا وبعض من المقتدرين يتهادون الذبائح مثل الخراف والأغنام ويقام السامر للرجال والدبكة الشعبية والدحية وغيرها من الأغاني الشعبية مستعرضين تراثنا الأصيل أما النسوة لهن طابع اجتماعي متميز حتى في الأغاني الشعبية التي كانت لها صدى صوت في تلك الأيام الجميلة يجتمعن في كل ليلة ليحين أعراسهن مزينات البيوت بشتى الورود وورق الليمون والياسمين وبعض من أغصان الأشجار الجميلة و من أبرز الأغاني التي كانت تردد على ألسنه النساء مثل .... لامين هالدار الكبيرة إلي حايطها كرم اللوز هاد دار أبو محمد والعطشان يشرب قازوز ...لا مين هالدار الكبيرة إلي حايطها كرم التين هاذي دار أبو محمد والعطشان يشرب عصير....
. واستطاع الحاج أبو محمد رغم القهر الرابض على صدره بأن يخفيه ورغم مرارة القهر بأن يخفيه عنا ويرسم البسمة والفرح على وجوهنا ويترك ضحكة لتكون فاصل بين الحزن الشديد والفرح الممزوج بألم لم يشعر فيه سو من اكتوى بمرارة التشرد والبعد الطويل عن أعز ما يملك الإنسان
ويقول الحاج أبو محمد الحمد لله على هذا الحال وكل حال طالما نحن أحياء ونتنفس ونعيش على هذه الأرض الطيبة آملين من الله عز وجل بأن يمن علينا بنصر من عنده يقهر به أعداء الله وأعداء الشعوب المظلومين
ويواصل الحاج أبو محمد بوصاياه لنا ولأولاده ولأحفاده المتواجدين بالوحدة الوحدة ونبذ كل الخلافات فيما بينكم تقهروا بها عدوكم .... والتمسك بأرضكم من بعدنا وبعد عمر طويل وأن لا نفرط ولو بشبر واحد من هذه الأرض الطيبة الذي جبلت بدماء الشهداء الأكرم منا جميعا واختتم قائلا الحاج أبو محمد قنديل مخاطباً الكيان الصهيوني بهذه الكلمات:
يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور ....... عقارب الساعات وإن توقفت لا بد أن تدور..إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا .......... فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور والعطش الطويل لا يخيفنا ......... فالماء يبقى دائماً في باطن الصخورهزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور .... قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور.