هدوء الى حين...ربما- محمود ابو الهيجاء
في كل تفاصيل اجتماعات مجلس شورى حماس ومكتبها السياسي المنشورة هنا في « الحياة الجديدة» امس الاول نقلا عن مصادر خاصة، في كل هذه التفاصيل لم اقرأ شيئا عن هموم وانشغالات حماس والاخوان المسلمين بالشريعة وقضايا الدين الدعوية، لم يكن هناك غير الحزب السياسي بانشغالاته البراغماتية وهمومه السلطوية التي اولى ضحاياها المقاومة كما اعترف بوضوح مرير « عماد العلمي « والذي اكد مجددا انه لا يمكن الجمع بين الحكم والمقاومة، برغم ان تعابير اللغة كما قال تخدم خالد مشعل في المزاوجة بينهما....!! اكثر من ذلك فان التوليفات التي خرجت بها هذه الاجتماعات لم تكن ابنة قرارات حمساوية تماما، بل اخوانية بالباع الطويل لمرشد الاخوان في مصر وقيادات اخرى اقليمية، وبصياغات قطرية للمكتب السياسي والتي كتمت خلافات هذا المكتب بتوليفة قهرية على هذا النحو او ذاك، ولغايات واهداف سياسية وسلطوية لا علاقة لها بالمقاومة لا من بعيد ولا من قريب، ولأن تجربة الاخوان المسلمين في الحكم سواء في مصر او تونس تتعرض لخطر الحتمية التاريخية التي تشير الى نهايتها الدرامية المحتلمة، فأنه من الخطورة بمكان تفجر الخلافات في اللحظة الراهنة داخل حماس، ولهذا جاءت مخرجات هذه الاجتماعات على هذا النحو الخالي من ما يمكن ان نسميه التقوى السياسية وحتى الوطنية، ولهذا يمكن ان نقرأ ايضا في تلك التفاصيل ان الهدوء الراهن للمكتب السياسي لحركة حماس هو هدوء الى حين...!!
وفي ظني ان المصالحة الوطنية اذا ما نجحت بانهاء الانقسام وهذا يتطلب اولا النوايا السليمة، الحمساوية بصفة عامة، فان ذلك الهدوء يمكن ان يعيد صياغة المكتب السياسي على نحو اكثر وطنية، ولربما سيرى التيار الايراني داخل حماس عبث التلاعب بالمصالح الفلسطينية لصالح طهران، وخطورة هذا التلاعب حتى على مستقبله الشخصي، ودون هذه الرؤية فان ذلك الهدوء سيتحول الى صخب علني مكلف، لا نريده بروحنا الوطنية، لحركة حماس ابدا.