مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

خطة مارشال لفلسطين؟- د. صبري صيدم


تتداول بعض وسائل الإعلام وبصورة متصاعدة الحديث حول خطة اقتصادية شاملة، ربما تطرحها الإدارة الأمريكية خلال الفترة المقبلة بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية وبعض الأطراف الفاعلة اقتصادياً في فلسطين والعالم.
وقد يتصاعد الحديث خلال الأسابيع القادمة حول هذه الخطة الى أرضيات قطاعية ومؤشرات جديدة للاقتصاد الوطني الفلسطيني، بحيث ترفع أداء القطاعات بصورة مضاعفة. كل هذا الجهد إذا ما رأى النور لن يغني الشارع الفلسطيني عن مطلبه الأول القاضي بتحقيق الخطوات العملية المطلوبة على المسار السياسي بإنهاء الاحتلال، وإلا سنعود جميعاً لمربع نتنياهو في مفهوم السلام الاقتصادي.
فالشعب الفلسطيني يعيش أزمة مالية مستدامة، وحاجة ملحة للدعم المادي، لكنه يعي تماماً أن المسبب الرئيس لهذا الحال هو استدامة الاحتلال، وهو بالتالي لا يرى الحل بمشاريع تنموية مختلفة وتصاريح أكثر للتنقل، وإنما في انتهاء الاحتلال على أرضية أن الرخاء الاقتصادي لن يكون من دون الخلاص الفعلي من المحتل.
لذا فإن أي حديث متقدم عن خطة مارشال لفلسطين لن تجدي نفعاً ولن تحقق أهدافها دونما خطوات متوازية تقضي بالانعتاق الكامل من الاحتلال. فخطة مارشال التي جاءت لإعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لم تأت تحت حراب الاحتلال، وإنما جاءت في جوٍ مفعم بالرغبة في بناء ما هدمته الحرب بعد عدوان مسلح.
وبما أن الشعب الفلسطيني ما زال يعاني من استدامة العدوان المسلح على أراضيه يحتاج بنفس الروحية لإزالة العدوان والطغيان الذي يشكله الاحتلال قبل الدخول في الخطط التنموية.
ومع تصاعد الحديث عن رؤية أمريكية لإنهاء الصراع، التي على ما يبدو قد اقترنت بمدة العامين القادمين اللذين سبق لوزير الخارجية كيري أن تحدث عنهما، باعتبار أن عدم إقامة الدولة الفلسطينية خلالهما سيعني عدم وجود أية إمكانية لإقامة تلك الدولة، وتعمل إسرائيل على تلويث الأجواء لجر الأمور إلى حيز المواجهة آملة في إحباط أية مسوغات للضغط عليها وحتى تدمير جهود حليفتها الأولى في العالم. ويأتي هذا الجهد تارة من خلال عصابات المستوطنين، التي اعتدت وتعتدي على المسجد الأقصى ودور عبادة المسيحيين والمسلمين، وتهاجم القرى والمزارع وتسعى لترويع الآمنين، وتارة أخرى من خلال خنق الفلسطينيين في مدنهم بالإعلان عن توسيع مستوطنات، كبيت إيل وغيرها.
ولن يكون من المستغرب أن تختار إسرائيل، في خضم الحديث عن موافقة لجنة المتابعة العربية على مفهوم تبادل الأراضي، تصعيد هجومها على الأرض تماماً كما فعلت إبان الإعلان عن المبادرة العربية عام 2002، عندما هاجمت الضفة الغربية بدباباتها وانهالت بصواريخ طائراتها على غزة. أي أن درهم مبادرات عربية سيقابل دائماً بقنطار التخريب الإسرائيلي. لذا فإن خطة مارشال المتوقعة لفلسطين بنسختها الأممية اليوم، ربما تبادر إسرائيل للسعي لتقديمها بنسختها الأوروبية القديمة، بحيث تدمر كل شيء، ثم تسعى للطلب من العالم إعمار ما ستبقيه للفلسطينيين من كانتونات محدودة الجغرافية بعد أن تستكمل مشروعها الاستيطاني الإحلالي وتبقي للفلسطينيين فتات الجغرافية المتقطعة السبل وربما الملحقة بدول الجوار. فعن أية نسخة من خطة الإعمار والتنمية نتحدث؟

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024