يوم يستحق القرضاوي قلوبنا - موفق مطر
بكى الشيخ يوسف القرضاوي واشتكى بسبب ماجنته عليه حماس، لكنه لا يستطيع اعلام المستمعين لخطبته أن حماس قد زنقته الآن في ورطة بسبب جواز السفر « الشؤم» هذا، فالبوليس الدولي (الانتربول) استلم مذكرة بان القرضاوي يحمل جواز سفر مزوراً، كما لا يستطيع قول الحقيقة للمصلين وهي انه يحمل جواز سفر السلطة الفلسطينية الذي أقرته الاتفاقيات بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة اسرائيل، أي جواز سفر « اوسلو « التي عهرها القرضاوي وأشبعت حماس موقعيها تخوينا وتكفيرا.. فهل تراه بكى لأنه لم يستطع قول هذه الحقيقة، أم تراه قد اتخذ سبيل شخصنة العجوز المسكين ليستجلب عطف الناس، ويحرف أنظارهم عن الحقيقة، وهي أن زيارته لغزة ما كان لها ان تتم لولا موافقة سلطات الاحتلال، فوجد في بيان فتح فرصة ليهاجم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، الأمر الذي لم يستطع فعله اثناء زيارته في غزة، فصورة مليونية فتح مازالت فاقعة كنور الشمس لا تغطيها غرابيل « جماعته وإخوانه» فالعمق والمدى والأصول الجماهيرية لهذه الحركة، اكبر وأعظم من أن ينالها رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي بخطبة جمعة على منبر رسول الله يحوله الى مبكى لهمومه الشخصية، فالرجل الذي يقول انه قضى 72 عاما في خدمة فلسطين، كان عليه أن يكون صادقا مع مريديه فيقول لهم انه قضى هذه العقود باستغلال قضية فلسطين لخدمة جماعة الاخوان المسلمين، وانه كان أيد وبارك انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية، وسيطرتها على القطاع بالقوة المسلحة، وانه لم يرف له جفن، ولم يسمعه مؤمن يقول كلمة حق يوم اطلق مسلحو حماس النيران على ركب مناضلي فتح ومنتسبي الأجهزة الأمنية، وأنه لم ينه جماعته في غزة عن تشبيههم الاستيلاء على منتدى الرئاسة بغزة بيوم فتح مكة، فالشيخ الذي يبكي لأن فتح قالت كلمة الحق ولا يبكي على طفل فلسطيني أو عربي ذهب ضحية لفتاواه ولسياسات اخوانه وجماعته لا يرتجى من امامته فضل ولا علم ولا تربية اخلاقية.
كان على الشيخ القرضاوي أن يبكي وهو يرى هجمات المستوطنين اليهود المتطرفين على المسجد الأقصى، فيأتي الى القدس وهو في أواخر أيامه بدل الافتاء بحرمة زيارتها.. فالإمام الذي تبكيه قولة « لا يستحق»، ولا يبكي على مصير القدس ومقدساتها، لا يستحق فعلا، فالأعمال الصالحات لا تقاس بعدد سنين، ولا بعمر الانسان، انها الثمرات الطيبة التي اذا عرضت على الناس لم يختلف اثنان على نقائها « الأنا» الغالبة على كلام وفعل وعمل القرضاوي.
أن يبكي القرضاوي فهذا جيد، وهذا يعني ان الاحساس عنده ليس معدوما تماما، حتى وان كنا نعتبره في هذه القضية (كالحمل الكاذب ).. لكن لا بأس.. فنحن نريده أن يبكي، ليشعر ولو لمرة واحدة بمرارة آلام امهات وزوجات وشقيقات وآباء وأخوة وأبناء ضحايا، كان عليه كشيخ في هذا المقام ان يفتي بحرمة سفك دمائهم، لا ان يشرعن ويجيز القتل وتدمير بيوت العبادة فوق المحتمين فيها، فرجل الدين أو العلم أو التربية أو الفكر أو الفلسفة الذي يجيز سفك الدماء تحت أي مبرر أو فتوى أو نظرية « لا يستحق « موقع الصدارة والخطابة في امور دينهم ودنياهم.
لو قدر لدولة فلسطين في يوم من الأيام منح الجنسية الفلسطينية وجواز سفر لكل من قدم وناضل أو استشهد من اجل فلسطين، فهذا يعني ان فلسطين ستمنح الجنسية وجوازات سفر لعدد يفوق عدد الشعب الفلسطيني ( 11 مليون ونصف المليون تقريبا) فهؤلاء يستحقون بجدارة.. أما القرضاوي فانه خير العالمين بأن الاسلام يجبّ ما قبله.. فليته يتحرر من «أنا الاخوانية» ويأتي الى فلسطين الوطنية العربية الانسانية.. حينها سنقول له تستحق قلوبنا وعقولنا.. فجوازات السفر والجنسية تزول مع الدول، اما المحبة فيرثها الانسانيون.