هستيريا شاملة-فؤاد ابو حجلة
نعيش هستيريا شاملة تتفشى في المجتمعات العربية تحت مظلة الربيع الاميركي الذي يجتاح عواصمنا العامرة بالقمع. ونتابع بمرارة عودة العرب في الزمن الأميركي إلى جاهليتهم الأولى حيث تتحول الطوائف إلى قبائل دينية متناحرة، وتستنسخ الدول أصنام قريش لتنفخ الروح في تماثيل صنعت لتحكم البلاد وتماثيل صنعت لتعلن الجهاد. ونصل إلى صدمة اكتشاف الخراب الجمعي المدعوم بالفقر والجهل والتخلف.
في هذا الخراب تشتعل الحرب الطائفية في العراق وينشط الجواسيس والأغبياء الذين يعميهم الحقد الطائفي في استهداف المساجد والحسينيات وقتل المصلين السنة والشيعة، وتستعر الحرب الطائفية في سوريا ليقترف الحكام العلويون جرائم الإبادة في المناطق السنية ويقترف مجاهدو الطريقة الأميركية جرائم ذبح الأبرياء من أبناء بلادهم تحت شعار الجهاد ضد سلطان جائر يراد استبداله بأمير جماعة مشغول بجهاد المناكحة، وتنخرط شرائح كبيرة في المجتمع التونسي في مشروع نقل البلاد من النور إلى النار وتعتيم العقل التونسي وحشره في العمامة السلفية، ويتحمس الليبيون لتحقيق مشروع العزل السياسي بالسلاح مثلما تحقق مشروع اجتثاث البعث في العراق قبل ذلك، ويرفع حاكم السودان عصاه في وجه المصريين للسيطرة على منطقة حلايب الحدودية الصغيرة بعد أن تبرع بنصف الوطن السوداني للوثنيين، ويواجه اليمن الحزين قدر التقسيم مرة أخرى بين شمال وجنوب، ويعجز أصحاب النموذج الديمقراطي في لبنان عن تشكيل حكومة تضمن التوازن الطائفي المقيت.
في الربيع الأميركي أيضا تجتاح الهستيريا أصحاب الفتاوى الذين يحضون على ارضاع المرأة زملاءها في العمل، وتحريم جلوسها على الكرسي واعتبارها عورة يجب أن تغطى أو ربما ينبغي أن تدفن كما كان يفعل عرب الجاهلية المعتدون بتربية أبنائهم على الغزو والبلطجة ووأد بناتهم خشية «العار»!
تمتد هستريا الفتاوى لتحض على اللواط تحت شعار الجهاد ومن أجل تنفيذ عمليات انتحارية!
لا أبالغ فقد قرأت الخبر ثم شاهدت على اليوتيوب النطق بهذه الفتوى الغريبة والمعيبة والتي تقدم الى المشاهد العربي بجدية لا تقل عن جدية الفتاوى بالجهاد ضد كل الكيانات باستثناء اسرائيل والجهاد في كل ارض الله الا فلسطين.
إنها هستيريا الربيع الأميركي وليهنأ العرب بجنونهم.