أوروبا تخضع للابتزاز الاميركي - عادل عبد الرحمن
كلما خطا الاتحاد الاوروبي خطوة للامام، وإرتقى درجة جديدة باتجاه لعملية السلام وخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، تاتي الولايات المتحدة الاميركية لتعيده إلى ماكان عليه، وتجعل من القيادات الاوروبية عنوانا للسخرية والاستهزاء في نظر شعوبها وامام شعوب المنطقة.
آخر الصور الكاريكاتيرية عن مواقف الاتحاد الاوروبي، هي إرغام وزراء خارجية دول الاتحاد هذا الاسبوع من تأجيل تطبيق قرارهم السابق بشأن وضع علامات تمييزية على السلع المنتجة في المستعمرات الاسرائيلية، وذلك لتمييزها اولا عن السلع الاخرى، ولدفع المستهلك الاوروبي لمقاطعتها، ثانيا؛ وذلك بسبب الضغوط الاميركية على دول الاتحاد بذريعة عدم التأثير السلبي على جهود جون كيري ، وزير خارجية أميركا القادم للمنطقة هذه الايام.
لم يكن الامر مفاجئا للمراقب، الذي يعي طبيعة العلاقات القائمة بين الولايات المتحدة الاميركية ودول الاتحاد الاوروبي، وعنوانها الاساسي منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن – التبعية الاوروبية لاميركا _ بعدما سيطرت على مركز القرار. ولكن كان المراقب يأمل ان تتميز دول الاتحاد الاوروبي بشيء من الاستقلالية النسبية في رسم سياساتها الداخلية والخارجية، لاسيما وانها شريك اساسي في دفع إستحقاقات التسوية السياسية في المنطقة عموما وعلى المسار الفلسطيني الاسرائيلي خصوصا، أضف الى ان اوروبا بكل دولها وبريطانيا تحديدا تتحمل المسؤولية الاساسية عن نكبة الشعب العربي الفلسطيني عام 1948 من خلال تعهدها باقامة "وطن" لليهود الصهاينة في فلسطين، وايضا من خلال إلقائها تبعات جرائم النازية الالمانية في العب الفلسطيني، خاصة وان اوروبا ارتقت خطوة للامام في مواقفها السياسية تجاه الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني.
غير ان النتيجة الماثلة في الواقع تؤكد، ان دول الاتحاد الاوروبي مازالت تعاني من فصور وعجز جلي في المزج بين قراراتها وتطبيقها على الارض. ولم تخرج عن دور التابع للسياسة الاميركية. مع ان الولايات المتحدة باتت ومنذ تسلم الرئيس اوباما لمهامه في عام 2009 تتراجع مكانتها كمقرر وحيد في السياسات الدولية نتيجة الازمات، التي اورثها إياها جورج بوش الابن وحروبه ضد الشعوب العربية والاسلامية (العراق وافغانستان وقبلهما الصومال والسودان ) إلآ إن ذلك لم يغير من طبيعة العلاقات بين الطرفين الاميركي والاوروبي.
وبعيدا عن الموقف الاوروبي الضعيف والمستلب، فإن المنطق الاميركي يشير بشكل واضح، إلى أنه مازال أسير المنطق والابتزاز الاسرائيلي. فالمنطق يفرض على الراعي الاساسي لعملية السلام، والراغب باحداث نقلة في عملية التسوية بإختراق الاستعصاء الاسرائيلي، يفرض أن تدعم الولايات المتحدة التوجه الاوروبي، او على اقل تقدير ان تصمت، ولا تطالب اوروبا باي موقف. لان التوجه الاوروبي يصب في قناة التوجه الاميركي، الذي يدعي الرغبة في تحريك عملية السلام من خلال الاجراءات العقابية البسيطة ضد دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، للتلويح امامها بعصا العقوبات الاقتصادية وغيرها إن لم تستجب لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، فإنها ستواجه ما لا يتوافق ومصالحها.
الموقف الاميركي لا يوحي بالتفاؤل، لا بل العكس صحيح، مما يدفع الشعب الفلسطيني وقياداته الى التشاؤم او التشاؤل في احسن الاحوال من زيارة كيري وجهود الادارة على هذا الصعيد، لان من يريد إختراق الاستعصاء الاسرائيلي عليه ان يلوح لاسرائيل بالعصا الغليظة، وهي سلاح العقوبات، إلآ إن كانت الادارة الاميركية تريد من سياساتها التلويح للقيادة الفلسطينية بالعصا الغليظة، إن لم تستجب للمنطق الاسرائيلي، فإنها ستلاقي ما لايرضيها ويرضي الشعب الفلسطيني؟!
مرة اخرى إن شاءت اوروبا ان ترتقي بدورها ومكانتها في المنطقة والعالم، عليها ان تبتعد عن المظلة الاميركية بما يحمي إستقلالية قرارها وتوجهاتها، لا سيما وان اوروبا دفعت الثمن غاليا طيلة العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية من اربعينيات القرن الماضي حتى اليوم نتيجة تبعيتها للقرار الاميركي، وآن لها ان تتعافى وتستقل في خياراتها السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الامنية.
haآخر الصور الكاريكاتيرية عن مواقف الاتحاد الاوروبي، هي إرغام وزراء خارجية دول الاتحاد هذا الاسبوع من تأجيل تطبيق قرارهم السابق بشأن وضع علامات تمييزية على السلع المنتجة في المستعمرات الاسرائيلية، وذلك لتمييزها اولا عن السلع الاخرى، ولدفع المستهلك الاوروبي لمقاطعتها، ثانيا؛ وذلك بسبب الضغوط الاميركية على دول الاتحاد بذريعة عدم التأثير السلبي على جهود جون كيري ، وزير خارجية أميركا القادم للمنطقة هذه الايام.
لم يكن الامر مفاجئا للمراقب، الذي يعي طبيعة العلاقات القائمة بين الولايات المتحدة الاميركية ودول الاتحاد الاوروبي، وعنوانها الاساسي منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن – التبعية الاوروبية لاميركا _ بعدما سيطرت على مركز القرار. ولكن كان المراقب يأمل ان تتميز دول الاتحاد الاوروبي بشيء من الاستقلالية النسبية في رسم سياساتها الداخلية والخارجية، لاسيما وانها شريك اساسي في دفع إستحقاقات التسوية السياسية في المنطقة عموما وعلى المسار الفلسطيني الاسرائيلي خصوصا، أضف الى ان اوروبا بكل دولها وبريطانيا تحديدا تتحمل المسؤولية الاساسية عن نكبة الشعب العربي الفلسطيني عام 1948 من خلال تعهدها باقامة "وطن" لليهود الصهاينة في فلسطين، وايضا من خلال إلقائها تبعات جرائم النازية الالمانية في العب الفلسطيني، خاصة وان اوروبا ارتقت خطوة للامام في مواقفها السياسية تجاه الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني.
غير ان النتيجة الماثلة في الواقع تؤكد، ان دول الاتحاد الاوروبي مازالت تعاني من فصور وعجز جلي في المزج بين قراراتها وتطبيقها على الارض. ولم تخرج عن دور التابع للسياسة الاميركية. مع ان الولايات المتحدة باتت ومنذ تسلم الرئيس اوباما لمهامه في عام 2009 تتراجع مكانتها كمقرر وحيد في السياسات الدولية نتيجة الازمات، التي اورثها إياها جورج بوش الابن وحروبه ضد الشعوب العربية والاسلامية (العراق وافغانستان وقبلهما الصومال والسودان ) إلآ إن ذلك لم يغير من طبيعة العلاقات بين الطرفين الاميركي والاوروبي.
وبعيدا عن الموقف الاوروبي الضعيف والمستلب، فإن المنطق الاميركي يشير بشكل واضح، إلى أنه مازال أسير المنطق والابتزاز الاسرائيلي. فالمنطق يفرض على الراعي الاساسي لعملية السلام، والراغب باحداث نقلة في عملية التسوية بإختراق الاستعصاء الاسرائيلي، يفرض أن تدعم الولايات المتحدة التوجه الاوروبي، او على اقل تقدير ان تصمت، ولا تطالب اوروبا باي موقف. لان التوجه الاوروبي يصب في قناة التوجه الاميركي، الذي يدعي الرغبة في تحريك عملية السلام من خلال الاجراءات العقابية البسيطة ضد دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، للتلويح امامها بعصا العقوبات الاقتصادية وغيرها إن لم تستجب لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، فإنها ستواجه ما لا يتوافق ومصالحها.
الموقف الاميركي لا يوحي بالتفاؤل، لا بل العكس صحيح، مما يدفع الشعب الفلسطيني وقياداته الى التشاؤم او التشاؤل في احسن الاحوال من زيارة كيري وجهود الادارة على هذا الصعيد، لان من يريد إختراق الاستعصاء الاسرائيلي عليه ان يلوح لاسرائيل بالعصا الغليظة، وهي سلاح العقوبات، إلآ إن كانت الادارة الاميركية تريد من سياساتها التلويح للقيادة الفلسطينية بالعصا الغليظة، إن لم تستجب للمنطق الاسرائيلي، فإنها ستلاقي ما لايرضيها ويرضي الشعب الفلسطيني؟!
مرة اخرى إن شاءت اوروبا ان ترتقي بدورها ومكانتها في المنطقة والعالم، عليها ان تبتعد عن المظلة الاميركية بما يحمي إستقلالية قرارها وتوجهاتها، لا سيما وان اوروبا دفعت الثمن غاليا طيلة العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية من اربعينيات القرن الماضي حتى اليوم نتيجة تبعيتها للقرار الاميركي، وآن لها ان تتعافى وتستقل في خياراتها السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الامنية.