موسكو اللعب الذي تحركه أعتباراته - الاسير ماهر عرار
ينظر البعض للدور الروسي المحوري في المنطقة بأيجابية مفرطة ،أولا لكون روسيا تواجه الغرب الأمريكي وتعرقل مخططاته الاقليمية وتقف عثرة أمام تفرده بصياغة خارطة المنطقة وتوازناتها،ثانيا أعتقادا أن هذا الدور يصب في مصلحة العرب والمنطقة ويمنح الكيانية لبعض بلدانها ،مثلا في هذا السياق يحاورني صديق فلسطيني مقيم بموسكو(الدكتور فراس تمون)،قائلأ أن هذا الدور يعطي أستقلالية لحلفاء روسيا من العرب بعيدا عن التبعية للغرب وتأثير أمريكا،وهنا اتساءل الا توجد هذه المعادلة تبعية بديلة؟
بمعنى بدلا من ان تكون التبعية لواشنطن تصار تبعية لموسكو ،وبالتالي نجدد التساؤل هل في ذلك أستقلالية؟ بكل تأكيد تنتفي الأستقلالية طالما ثبت أختلال صيغة أو أرضية التحالف بين الحلفاء،ولنضرب مثلا في حالة سوريا في ظل أزمة النظام نجد أن التحالف وصيغته مغايرة عن معادلة ما قبل الأحداث حيث أن النظام يراهن سياسيا على الفيتو الروسي كغطاء دولي وعلى الدعم العسكري كعامل يحفظ التوازن ويرمم قوة الردع داخليا وخارجيا (أنظر هلع تل أبيب على خلفية صواريخ أس300)(فشل الغرب في تمرير قانون ذو أنياب في مجلس الأمن)،ومع ان المصالح متبادلة الا أن روسيا تبقى الطرف الأقوى وبالتالي صيغة التحالف تبعية محققة ...
قد يبدو الأستنتاج الذي ذهب أليه صديقي للوهلة الأولى،منطقي وسليم ،بيد أن النظر للمشهدية السياسية من فوق أي من حيث أعتبارات اللعبين الكبار(موسكو واشنطن) ،يسقط هذا الأستنتاج ،حيث أن أي دور خارجي ضالع في شؤون المنطقة بما في ذلك الدور الروسي،تحركه مصالحه وأعتباراته السياسية والأقتصادية والتاريخية أولا وأخيرا،وبطبيعة الحال أن أي ثقل سياسي دولاني لن يجلب الأستقرار السياسي والأقتصادي لهذه المنطقة ،حيث أن التوازن الجيودولاني رهن بقدرة اللعبين الكبار على الأستحواذ والأمساك بأوراق القوة بالمنطقة والحفاظ على معادلة تبعية الأطراف في المنطقة، وبالتالي كل الأطراف الدولية ليست بريئة (واشنطن ومسكو تركيا طهران) وأعتقد جازما أن التسوية أو الصفقة التي يدور الحديث عنها والتي ستشمل تسوية العديد من الملفات الساخنة أقليميا ودوليا،أن أبرمت وهي بنهاية المطاف ستبرم فالمسألة مسألة وقت وحرب أرادات وعض اصابع،ستوجد حالة من التبعية والأستتباع الأقليمي والقطري على أرضية أستنزاف المنطقة (أنظر مصر وازماتها وسوريا ودمارها والخليج وهواجسه )،أي أن الصفقة بيقين على حساب المنطقة والعرب أستنتاج محقق ....