من سيحرر الاقصى؟- حافظ البرغوثي
أثارت تصريحات لمفتي جماعة الاخوان المسلمين في مصر الشيخ عبد الرحمن البر خلافا داخليا حول من سيحرر المسجد الاقصى من الاحتلال. فبعد الافراج عن الجنود السبعة في العريش خطب المفتي الاخواني البر في بني سويف والى جانبه اخواني من غزة وقال إن عرافا يهوديا تنبأ بأن رئيسا مصريا يسمى محمد الثالث سيحرر المسجد الاقصى.
وقال البر انه بعد محمد انور السادات ومحمد حسني مبارك جاء محمد الثالث وهو محمد مرسي الذي سيحرر الاقصى فبعد ان حررنا المجندين السبعة سنحرر القدس على يد محمد مرسي. بالطبع كان يجب على الرئيس مرسي ان يحتج على المفتي ويوبخه على كشف سره مثلا, وان كنا كلنا نتمنى صدق هذه النبوءة، لكن كذب المنجمون ولو صدقوا كما يقال وايضا كيف يقارن تحرير سبعة مجندين اختطفوا داخليا بتحرير الاقصى؟ وايضا لماذا نستعين بعراف يهودي وليس بمخططين عسكريين لتحرير الاقصى؟ وجاء الرد على مفتي الاخوان من الشيخ مظهر شاهين امام مسجد عمر مكرم في القاهرة الذي قال إنه طبقا لكلام البر فإن محمد الثالث هو محمد حسني لان رئيس مصر الاول هو محمد نجيب ثم محمد انور ثم محمد حسني وبالتالي فإن تحرير الاقصى على يد محمد حسني وليس محمد مرسي. هكذا وبما ان محمد حسني في السجن فلن يتحرر الاقصى يا ويلاه, ولهذا اطالب بالافراج الفوري عن الرئيس محمد حسني حتى يتولى مهمة تحرير الاقصى.
السؤال هو لماذا يصدق المشايخ نبوءات يهودية ولا يستعينون بنبوءات غير يهودية رغم انه لا احد يعلم الغيب من البشر؟ ولماذا يتداولون على المنابر احاديث من الاسرائيليات ويصفونها بأنها ضعيفة ومع ذلك يصرون على اقتباسها في خطبهم؟ ولماذا ثمة سلسلة من الفتاوى نسمعها يوميا عبر القنوات الدينية المملوكة لاشخاص من الفسائين منقولة نصا وروحا عن رجال دين يهود متزمتين خاصة بشأن المرأة؟ فهناك من أفتى بتحريم رؤية الزوج لجسم زوجته واعتبر ان الرؤية تعني الطلاق الفوري وهذا ما هو سائد لدى اليهود المتزمتين؟
ذات سنة كنت اسمع رجلا يروي قصصا وحكايات دينية غريبة لا اساس لها في الدين، فاستغرب اقواله حتى سألته من اين تأتي بهذه الاقاويل؟ فقال إن لديه بعض الكتب حول ذلك وطلبت رؤيتها ولما جاء بها إذ بها كتاب التوراة ثم كتاب الانجيل ورثها عن خاله الذي كان شيخا كفيفا وكان استعان بالكتابين لاجراء بحث خاص به حول نفي ألوهية المسيح عليه السلام طبقا لنصوص التوراة والانجيل, حيث كان هناك من يقرأ على مسامعه الكتابين ويكتب بحثه مثلما يمليه عليه.. وما زلت احتفظ بجزء من البحث بخط اليد.. مع قصيدة طويلة على البحر الكامل من 190 بيتا حول الموضوع ذاته.على اية حال لا اظن ان احدا سيحرر القدس ما دمنا نقاتل بعضنا ونسفك دماءنا ونسبي نساء بعضنا, واناس مثلنا لا يحررون مساجد بل يهدمونها ومن حرر حرر ومن زمر زمر يا عنتر.