إسرائيل تفرغ الغور
جانب من حياة المواطنين في الأغوار، بعد محاولات إسرائيل المستمرة في إفراغها من ساكنيها
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات - يقضي سكان فلسطينيون الأيام الأخيرة من موسم زراعي سنوي شاق... لكن الأصعب لم يأت بعد إذ ينتظرون تنفيذ قرار إسرائيلي بطردهم من مساكنهم التي سكنوها منذ عشرات السنين.
وفي الغور، المنطقة الملتهبة صيفا، يوم حار في حزيران كفيل بتحويل سطح الأرض إلى صفيح ساخن، لكن الأسخن لم يأت بعد.
فبعد أسبوعين من الآن ستتعرض مساكنهم للهدم إذا لم يهدمها مالكوها بأيديهم. وهذه ليست المرة الأولى التي تهدم مساكن هشة في المنطقة إذ سبق وأن هدمت خلال العام الجاري مرات عدة.
والشريط الغائر في الأرض، على امتداد شرق الضفة الغربية، واحد من منطقتين تريد إسرائيل إبقاء سيطرتها عليهما. ويقول الفلسطينيون إن الأهمية الإستراتيجية للغور لا تقل عن القدس، فلا دولة متواصلة وكاملة السيادة دونهما.
وبخلاف عدة قرى زراعية قائمة قبل العام 1967 فإن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من السكن في نحو ربع مساحة الضفة الغربية. وفي منطقة الفارسية في وادي المالح يظهر المنع الإسرائيلي على شكل حملات هدم مستمرة.
يقول رجال من المنطقة إن مساكنهم هدمت على مدار السنوات الماضية وإنهم طردوا منها تحت طائلة قوانين مضحكة.
عارف دراغمة رئيس المجلس القروي يقول، إن 'الإخطارات الإسرائيلية بمنع السكان من الإقامة في أرضهم مضحكة'. 'عن أي مساكن يتحدثون؟' ويشير إلى خيم من الخيش والبلاستيك متناثرة على مساحات واسعة من المنطقة المفتوحة على ضفاف نهر الأردن من الشرق.
ويصف الفلسطينيون الإجراءات الإسرائيلية بمحاولات إفراغ الغور من سكانه.
وتقول السلطات المحتلة إن على السكان الخروج من الغور الذي يعتبر منطقة عسكرية مغلقة، لكن بناء المستوطنات مستمر.
ومن خربة الفارسية التي أمر الجيش الإسرائيلي سكانها بالرحيل يمكن مشاهدة أبنية جديدة تقام في مستوطنة 'روتم' على قمة جبل في الجهة المقابلة.
وتطلب سلطات الاحتلال من السكان الحصول على تراخيص للبناء. لكن أيا من السكان في المنطقة يصدق ما ورد في تلك الإخطارات الإسرائيلية المتعلقة بالحصول على ترخيص لبناء خيمة من خيش يمكن لهبه هواء أن تطيح بها.
ويعرض المجلس المحلي في المنطقة رزمة كبيرة من الإخطارات.
وقال دراغمة، إن 185 إخطارا تسلمها السكان هذا العام، وقد نفذت عمليات هدم فجائية للمساكن وطرد السكان في وضح النهار.
وتبدو المنطقة تخلو من سكانها يوما بعد يوم، إذ يضطرون للرحيل عنها خلال فصل الصيف بعيدا عن حرارة الطقس المشتعلة.
في الليل تتردد أصوات القذائف في كل المنطقة وفي النهار تسوي كلاب حساباتها بين المساكن التي تظهر منطقة تعيش في العصور الوسطى.
ويأخذ السكان على الحكومات الفلسطينية عدم قيامها بكل ما يمكن ليتمكنوا من البقاء في أرض حارة مقفرة. وقال دراغمة 'التنمية معدومة، الحكومات لم تقم بما عليها في المنطقة'.
ويشير إلى هيكل حديدي لروضة أطفال قال إن حكومة سلام فياض المستقيلة كانت أبلغته بنيتها المساعدة في بنائها لكنها لم تقم بذلك.
وقد تعرضت نحو 450 عائلة إما للطرد من مسكانها أو للرحيل عنها بسبب الإجراءات الإسرائيلية. وقال دراغمة 'لا يمكن للسكان أن يصمدوا بقنديل كاز في الليل وماء ساخن في النهار..(...) الحديث عن الصمود أصبح أمرا عابرا'. ويقول سكان في الغور إن درجات الحرارة المرتفعة تجعل من الحياة جحيم.
وتفرض القوات المحتلة قيودا صارمة على البناء وإنشاء البنية التحتية في معظم منطقة الغور. والمنطقة التي تطوقها الجبال من ناحية الغرب والحدود الملغمة من الشرق تطوقها أيضا معسكرات وحواجز جيش الاحتلال.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل تسعى إلى إفراغ الغور من سكانه. لكن عمليا أفرغت من الغور مناطق كثيرة ورحل السكان إلى مناطق قريبة من مصادر المياه.
ويشير السكان إلى مناطق كثيرة على امتداد منطقة الغور أفرغت خلال السنوات الأخيرة بهدوء. قال رعاة في منطقة الحمامات وهي واحدة من التجمعات الرئيسية في المنطقة إن منطقة الجبال المطلة على نهر الأردن أفرغت من سكانها بعد أن طردتهم سلطات الاحتلال.
ويمكن أن تفرغ مناطق واسعة أخرى إذا ما نفذت إجراءات الهدم الجديدة في مناطق زراعية. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل تفرغ الغور لتعزز الاستيطان فيه.
وأشارت وثائق حديثة للمحاكم العسكرية الإسرائيلية إلى أن هناك 1.3 مليون دونم في الضفة تم الإعلان عنها 'أراضي دولة' وهي أرض تم تسجيلها قبل عام 67 على اسم الحكومة الأردنية وعام 1979 قرر الاحتلال الإسرائيلي الإعلان عنها 'أراضي دولة' من أجل الاستيلاء عليها لإقامة المستوطنات، بعد أن كانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد منعت الاحتلال من الاستيلاء على هذه الأرض بحجج أمنية من أجل إقامة المستوطنات.
في الفارسية ذاتها تتقلص المساحات الزراعية والرعوية فيما تظهر المستوطنات تتوسع. من أمام هيكل رياض الأطفال غير المكتمل يمكن رؤية إلى أي حد وصل التوسع الإسرائيلي.. لقد أصبح بإمكان المستوطنين النظر عبر نوافذ أبنيتهم الجديدة إلى ساحات المساكن المهددة بالاقتلاع.
haجميل ضبابات - يقضي سكان فلسطينيون الأيام الأخيرة من موسم زراعي سنوي شاق... لكن الأصعب لم يأت بعد إذ ينتظرون تنفيذ قرار إسرائيلي بطردهم من مساكنهم التي سكنوها منذ عشرات السنين.
وفي الغور، المنطقة الملتهبة صيفا، يوم حار في حزيران كفيل بتحويل سطح الأرض إلى صفيح ساخن، لكن الأسخن لم يأت بعد.
فبعد أسبوعين من الآن ستتعرض مساكنهم للهدم إذا لم يهدمها مالكوها بأيديهم. وهذه ليست المرة الأولى التي تهدم مساكن هشة في المنطقة إذ سبق وأن هدمت خلال العام الجاري مرات عدة.
والشريط الغائر في الأرض، على امتداد شرق الضفة الغربية، واحد من منطقتين تريد إسرائيل إبقاء سيطرتها عليهما. ويقول الفلسطينيون إن الأهمية الإستراتيجية للغور لا تقل عن القدس، فلا دولة متواصلة وكاملة السيادة دونهما.
وبخلاف عدة قرى زراعية قائمة قبل العام 1967 فإن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من السكن في نحو ربع مساحة الضفة الغربية. وفي منطقة الفارسية في وادي المالح يظهر المنع الإسرائيلي على شكل حملات هدم مستمرة.
يقول رجال من المنطقة إن مساكنهم هدمت على مدار السنوات الماضية وإنهم طردوا منها تحت طائلة قوانين مضحكة.
عارف دراغمة رئيس المجلس القروي يقول، إن 'الإخطارات الإسرائيلية بمنع السكان من الإقامة في أرضهم مضحكة'. 'عن أي مساكن يتحدثون؟' ويشير إلى خيم من الخيش والبلاستيك متناثرة على مساحات واسعة من المنطقة المفتوحة على ضفاف نهر الأردن من الشرق.
ويصف الفلسطينيون الإجراءات الإسرائيلية بمحاولات إفراغ الغور من سكانه.
وتقول السلطات المحتلة إن على السكان الخروج من الغور الذي يعتبر منطقة عسكرية مغلقة، لكن بناء المستوطنات مستمر.
ومن خربة الفارسية التي أمر الجيش الإسرائيلي سكانها بالرحيل يمكن مشاهدة أبنية جديدة تقام في مستوطنة 'روتم' على قمة جبل في الجهة المقابلة.
وتطلب سلطات الاحتلال من السكان الحصول على تراخيص للبناء. لكن أيا من السكان في المنطقة يصدق ما ورد في تلك الإخطارات الإسرائيلية المتعلقة بالحصول على ترخيص لبناء خيمة من خيش يمكن لهبه هواء أن تطيح بها.
ويعرض المجلس المحلي في المنطقة رزمة كبيرة من الإخطارات.
وقال دراغمة، إن 185 إخطارا تسلمها السكان هذا العام، وقد نفذت عمليات هدم فجائية للمساكن وطرد السكان في وضح النهار.
وتبدو المنطقة تخلو من سكانها يوما بعد يوم، إذ يضطرون للرحيل عنها خلال فصل الصيف بعيدا عن حرارة الطقس المشتعلة.
في الليل تتردد أصوات القذائف في كل المنطقة وفي النهار تسوي كلاب حساباتها بين المساكن التي تظهر منطقة تعيش في العصور الوسطى.
ويأخذ السكان على الحكومات الفلسطينية عدم قيامها بكل ما يمكن ليتمكنوا من البقاء في أرض حارة مقفرة. وقال دراغمة 'التنمية معدومة، الحكومات لم تقم بما عليها في المنطقة'.
ويشير إلى هيكل حديدي لروضة أطفال قال إن حكومة سلام فياض المستقيلة كانت أبلغته بنيتها المساعدة في بنائها لكنها لم تقم بذلك.
وقد تعرضت نحو 450 عائلة إما للطرد من مسكانها أو للرحيل عنها بسبب الإجراءات الإسرائيلية. وقال دراغمة 'لا يمكن للسكان أن يصمدوا بقنديل كاز في الليل وماء ساخن في النهار..(...) الحديث عن الصمود أصبح أمرا عابرا'. ويقول سكان في الغور إن درجات الحرارة المرتفعة تجعل من الحياة جحيم.
وتفرض القوات المحتلة قيودا صارمة على البناء وإنشاء البنية التحتية في معظم منطقة الغور. والمنطقة التي تطوقها الجبال من ناحية الغرب والحدود الملغمة من الشرق تطوقها أيضا معسكرات وحواجز جيش الاحتلال.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل تسعى إلى إفراغ الغور من سكانه. لكن عمليا أفرغت من الغور مناطق كثيرة ورحل السكان إلى مناطق قريبة من مصادر المياه.
ويشير السكان إلى مناطق كثيرة على امتداد منطقة الغور أفرغت خلال السنوات الأخيرة بهدوء. قال رعاة في منطقة الحمامات وهي واحدة من التجمعات الرئيسية في المنطقة إن منطقة الجبال المطلة على نهر الأردن أفرغت من سكانها بعد أن طردتهم سلطات الاحتلال.
ويمكن أن تفرغ مناطق واسعة أخرى إذا ما نفذت إجراءات الهدم الجديدة في مناطق زراعية. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل تفرغ الغور لتعزز الاستيطان فيه.
وأشارت وثائق حديثة للمحاكم العسكرية الإسرائيلية إلى أن هناك 1.3 مليون دونم في الضفة تم الإعلان عنها 'أراضي دولة' وهي أرض تم تسجيلها قبل عام 67 على اسم الحكومة الأردنية وعام 1979 قرر الاحتلال الإسرائيلي الإعلان عنها 'أراضي دولة' من أجل الاستيلاء عليها لإقامة المستوطنات، بعد أن كانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد منعت الاحتلال من الاستيلاء على هذه الأرض بحجج أمنية من أجل إقامة المستوطنات.
في الفارسية ذاتها تتقلص المساحات الزراعية والرعوية فيما تظهر المستوطنات تتوسع. من أمام هيكل رياض الأطفال غير المكتمل يمكن رؤية إلى أي حد وصل التوسع الإسرائيلي.. لقد أصبح بإمكان المستوطنين النظر عبر نوافذ أبنيتهم الجديدة إلى ساحات المساكن المهددة بالاقتلاع.