أفكار كيري- حافظ البرغوثي
حتى اللحظة لم يحقق الوزير الاميركي جون كيري أي اختراق على طريق استئناف المفاوضات بين اسرائيل ومنظمة التحرير، فالوزير الاميركي فشل في اقناع نتنياهو بأي من المطالب الواردة في خارطة الطريق وهي وقف الاستيطان ومرجعية المفاوضات هي حدود الرابع من حزيران عام 1967.
الرئيس أبلغ جون كيري في زيارته الاخيرة قبل المنتدى الاقتصادي على البحر الميت انه ينتظر منه موقفاً اسرائيلياً حول الحدود والاستيطان وكان رد كيري انه عيّن الجنرال جون الين لمناقشة الامن والحدود مع الجانب الفلسطيني والاسرائيلي فإذا تم الاتفاق على قضية الأمن والحدود تكون قضية الاستيطان قد حلت.
وكان الرئيس محمود عباس أبدى رفضه لمسألة تجميد الاستيطان خارج المستوطنات القائمة مع استمرار الاستيطان لتلبية النمو الطبيعي، مع العلم ان المستوطنات تعاني من وفرة في المنازل الفارغة.
وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي زار رام الله بعد كيري ألح هو الآخر على الرئيس لكي يستأنف المفاوضات مع بنيامين نتنياهو لكن الرئيس لا يجد مبرراً لهذا الاستئناف طالما أن نتنياهو لم يتقدم خطوة واحدة الى الأمام، وفي منتدى دافوس على البحر الميت أثار كيري ذريعة اقتصادية عندما تحدث عن مشروعه الاقتصادي لحشد أربعة مليارات دولار للاستثمار في الاراضي الفلسطينية ما يرفع الناتج الوطني بنسبة 50 في المئة ويقضي على البطالة في خط متواز مع المسار السياسي التفاوضي لكن هذا الكلام لن يقنع أحداً لأن أي اقتصادي فلسطيني يعلم انه لا مجال للنمو الاقتصادي واقامة مشاريع استثمارية في ظل القيود الاسرائيلية وتقدم الجانب الفلسطيني بسلسلة مطالب أهمها حرية النقل والحركة داخل الضفة الغربية وخارجها، وأيضاً عدم المس بالمستحقات الضريبية للسلطة الفلسطينية التي اعتادت اسرائيل على تجميدها وعدم صرفها كنوع من الضغط على الشعب الفلسطيني وكذلك ضرورة ان يكون لنا حقوقنا على ساحل البحر الميت لاستخراج البوتاس واقامة منتجعات سياحية وكذلك حق الفلسطينيين في استثمار حقل الغاز الذي تم اكتشافه قبالة شاطئ غزة في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات وحق الفلسطينيين في حقول النفط الجبلية التي تم اكتشافها في الجانب الفلسطيني في المنطقة الحرام شرقي اللد في جبال الضفة.
حتى الآن ليس هناك ما يشير الى قرب اعلان جون كيري عن افكاره لدفع العملية التفاوضية وهو كان حدد نهاية مايو لهذا الهدف لكنه مدد أسبوعاً آخر ثم طلب مهلة اسبوعين آخرين في حزيران ولا أحد يعلم هل سيطرح أفكاره غير الاقتصادية أم يواصل الدوران في الأفكار الاقتصادية وحدها وهذه ليست حلاً بل مجرد تلاقح مع السلام الاقتصادي وفق المطروح مع نتنياهو.