رسالة في آخر الشهر- فؤاد ابو حجلة
يستعد المصريون للنزول الى الشارع في الثلاثين من حزيران لاسقاط حكم الاخوان المسلمين، وقد نجحت حركة "تمرد" في جمع ملايين التواقيع على عريضة تدعو لاسقاط النظام.
وفي تونس يعمل النشطاء السياسيون على حشد أعداد كبيرة من المواطنين للنزول الى الشارع في ذات اليوم للمطالبة برحيل الاخوان وحزب نهضتهم عن حكم البلاد، ويبدو أن هناك تنسيقا بين القوى المعارضة في مصر وتونس لتوجيه هذه الرسالة الى واشنطن في يوم واحد، في الوقت الذي يواصل فيه الاتراك حركتهم الاحتجاجية الشعبية الغاضبة المطالبة باسقاط حكم اردوغان وشطب "النموذج التركي"، وربما يحتشد الاتراك في الشارع ايضا في آخر الشهر لمشاركة المصريين والتونسيين في توجيه الرسالة الى الادارة الاميركية ورعاة "الربيع".
سيكون يوم الثلاثين من حزيران يوما حاسما يؤرخ لبداية تحول جديد في المنطقة وتأكيد رفض الشعوب لاستمرار الهيمنة الاميركية على البلاد والعباد، وهو موقف تعرفه واشنطن ويرفض الاعتراف به حلفاؤها العلنيون الذين حكموا بالقمع وبالفساد وحلفاؤها المراوغون الذين امتطوا ثورات الربيع وسطوا عليها بدعم اميركي.
هل يشارك الفلسطينيون في هذا اليوم الحاسم، وهل تشهد غزة احتشادا سلميا في الشارع لتأكيد رفضها البقاء تحت سلطة القمع الاخواني؟
يظل الجواب على هذا السؤال خاضعا لظروف القطاع وقدرة أهلنا هناك على احتمال رد الفعل الحمساوى الذي يلجأ الى السلاح بدلا من الهراوة لحماية المشروع الاخواني الذي يجاهر أهل غزة برفضهم له وتحديهم لادواته.
من سيئات الربيع العربي سرقة ثورات الشعوب.. ومن حسناته كشف أكاذيب الاخوان وتعرية مشروعهم الاميركي. لكن أبواق الخراب في الفضائيات العربية ستكون مشغولة في الثلاثين من حزيران في التعتيم على الثورات الجديدة ولهذا السبب تحديدا ستعود الى فتح ملفات القدس والمقاومة فلا تصدقوها.
آخر الشهر يقترب، لكن وقفة الثلاثين من حزيران لن تكون آخر الوقفات في التصدي لمشروع الاخوان.