ســــــــــــــــــادن الأرض - فاطمة إبراهيم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
قد تصبح الحكايات حملاً كبيرا تثقل كاهل ناقلها، وقد تتحول التفاصيل شبحا لذاكرة تحملها منذ 46 عاماً، وربما يكتفي بسرد حلو الذكريات ومرّها كهلٌ شق الزمان وجهه، بخلاف السبعيني سليمان جبر 'أبو أنور'، الذي استثمر شبابه في 32 دونماً تبعد بضعة أمتار عن الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس في قرية كفر لاقف، قبل أن تصبح جزءا من خرائط تجمع مستوطنات 'كرني شمرون'.
'أبو أنور' يذكر تماماً كيف بدأت جرافات الاحتلال الإسرائيلي عام 1969 بشق طريق في أرضه التي كان يفلحها، تمهيدا لإنشاء مستطونة 'كرني شمرون'. قالوا له إن معبداً سيبنى في المكان، فما كان منه إلا أن رفع دعوى قضائية كسبها بعد 3 سنوات، فبقيت الأرض كاملة له.
يروي بتفاصيل يومية لم تغفلها ذاكرته، محاولات المستوطنين لإخراجة من أرضه. لا ينسى تواريخ الأحداث والأيام على مدى أكثر من أربعة عقود. يتصفح صورا واستدعاءات ويحكي عن مساومات المستوطنين، ومنها حين قال أحدهم: 'حج انت زلمة كبير، شو بدك بالتعب؟ اشتري سيارة إلك ولمرتك وأمّن مصروف أولادك وبيعني الأرض'، فردّ عليه متسائلاً: 'هل تقبل أنت ببيع أرض استوليت عليها لشخص عربي؟'، وحين أجاب المستوطن بالنفي، أردف: 'لن ابيع أرضي حتى لو قتلت فيها'.
أكثر القصص العالقة في ذهن أبو أنور كانت حول احتجازة مدة 5 ساعات في معسكر للشرطة داخل المستوطنة، بعد أن تقدّم بـ'شكوى' ضد مجموعة مستوطنين قام أفرادها بتقطيع 20 شجرة زيتون من أرضة.
يقول: 'كان يوم خميس في منتصف شهر أيلول. لم تكن أول مرة تتعرض الأشجار للقطع والحرق. ذهبت اشتكي في مركز الشرطة، فأخدوا إفادتي خلال خمس دقائق، وتركوني في المركز 5 ساعات، وبعد منتصف الليل قالوا لي يمكنك المغادرة'.
والآن تتكدس أكوام دعاوى ضد المستوطنين المعتدين على الأرض منذ سنوات دون البت فيها، رفعها أبو أنور وعائلتة الذين يعيشون إلى الشرق من مدينة قلقيلية في قرية كفر لاقف، البالغ تعداد سكانها حوالي 1000 نسمة.
تحيط بكفر لاقف 3 بؤر استيطانية، هي 'جنوت شمرون' و'معالي شمرون' و'كرني شمرون'، تمّ ضمّها في مجمع واحد بعد الانتفاضة الثانية 'انتفاضة الأقصى'، سمّيَ مجمع مستوطنات 'كرني شمرون'، يؤوي حوالي 5000 مستوطن. وبذريعة توفير أمن هؤلاء، صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 20% من مساحة أراضي القرية لإقامة سياج فصل عنصري.
خلف السياج المقام فوق أرضة يقف المزارع حسام عساف، ويقول: 'كثيرا ما منعنا الجنود من العمل في أراضينا. كانوا يخرجوننا منها عنوة بحجة قربها من المستوطنة، وأثناء قيامهم ببناء السياج، كنا نمنع من الوصل إلى هنا. الأرض اليوم عبارة عن بور، أشجار الزيتون قُتلت ونبتت بدلا منها أشجار حرجية غير مثمرة'.
اليوم، يسمح للمزارعين بزيارة أراضيهم -التي لم تصادر- خلال يومين في العام الواحد فقط، تختارهما سلطات الاحتلال وتبلغ بهما أصحاب الأرض شفهيا، على أن تتم الزيارة برفقة جنود من الشرطة الإسرائيلية.
يبيّن كمال عساف رئيس مجلس قري كفر لاقف، أن المخطط الإسرائيلي يقضي بمصادرة حوالي 20% إضافية لاستكمال بناء الجدار على أراضي القرية. 1500 دونماً مساحة ما صودر حتى اليوم من أراضي القرية، التي تبلغ مساحتها حوالي 5000 دونم، وهناك إخطارات جديدة بمصادرة المزيد من المساحات لاستكمال الجدار، الأمر الذي سيؤدي لإغلاق مدخل القرية بالكامل.
ويضيف عسّاف: 'نحن لا نعرف أين سيصبح مدخل قريتنا. ربما ستتحول إلى قرية معزولة بالكامل ومغلقة من جهاتها الأربع'.
يقف أبو أنور قبالة كومة من أخشاب شجر الزيتون التي جمعها من أرضة بعد قطعها منها، يضربها بعكازه ثم يضرب الأرض تحته، ويخاطب زوجته قائلاً: 'إن شاء الله أنا وقضيتي سننتصر'.
zaقد تصبح الحكايات حملاً كبيرا تثقل كاهل ناقلها، وقد تتحول التفاصيل شبحا لذاكرة تحملها منذ 46 عاماً، وربما يكتفي بسرد حلو الذكريات ومرّها كهلٌ شق الزمان وجهه، بخلاف السبعيني سليمان جبر 'أبو أنور'، الذي استثمر شبابه في 32 دونماً تبعد بضعة أمتار عن الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس في قرية كفر لاقف، قبل أن تصبح جزءا من خرائط تجمع مستوطنات 'كرني شمرون'.
'أبو أنور' يذكر تماماً كيف بدأت جرافات الاحتلال الإسرائيلي عام 1969 بشق طريق في أرضه التي كان يفلحها، تمهيدا لإنشاء مستطونة 'كرني شمرون'. قالوا له إن معبداً سيبنى في المكان، فما كان منه إلا أن رفع دعوى قضائية كسبها بعد 3 سنوات، فبقيت الأرض كاملة له.
يروي بتفاصيل يومية لم تغفلها ذاكرته، محاولات المستوطنين لإخراجة من أرضه. لا ينسى تواريخ الأحداث والأيام على مدى أكثر من أربعة عقود. يتصفح صورا واستدعاءات ويحكي عن مساومات المستوطنين، ومنها حين قال أحدهم: 'حج انت زلمة كبير، شو بدك بالتعب؟ اشتري سيارة إلك ولمرتك وأمّن مصروف أولادك وبيعني الأرض'، فردّ عليه متسائلاً: 'هل تقبل أنت ببيع أرض استوليت عليها لشخص عربي؟'، وحين أجاب المستوطن بالنفي، أردف: 'لن ابيع أرضي حتى لو قتلت فيها'.
أكثر القصص العالقة في ذهن أبو أنور كانت حول احتجازة مدة 5 ساعات في معسكر للشرطة داخل المستوطنة، بعد أن تقدّم بـ'شكوى' ضد مجموعة مستوطنين قام أفرادها بتقطيع 20 شجرة زيتون من أرضة.
يقول: 'كان يوم خميس في منتصف شهر أيلول. لم تكن أول مرة تتعرض الأشجار للقطع والحرق. ذهبت اشتكي في مركز الشرطة، فأخدوا إفادتي خلال خمس دقائق، وتركوني في المركز 5 ساعات، وبعد منتصف الليل قالوا لي يمكنك المغادرة'.
والآن تتكدس أكوام دعاوى ضد المستوطنين المعتدين على الأرض منذ سنوات دون البت فيها، رفعها أبو أنور وعائلتة الذين يعيشون إلى الشرق من مدينة قلقيلية في قرية كفر لاقف، البالغ تعداد سكانها حوالي 1000 نسمة.
تحيط بكفر لاقف 3 بؤر استيطانية، هي 'جنوت شمرون' و'معالي شمرون' و'كرني شمرون'، تمّ ضمّها في مجمع واحد بعد الانتفاضة الثانية 'انتفاضة الأقصى'، سمّيَ مجمع مستوطنات 'كرني شمرون'، يؤوي حوالي 5000 مستوطن. وبذريعة توفير أمن هؤلاء، صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 20% من مساحة أراضي القرية لإقامة سياج فصل عنصري.
خلف السياج المقام فوق أرضة يقف المزارع حسام عساف، ويقول: 'كثيرا ما منعنا الجنود من العمل في أراضينا. كانوا يخرجوننا منها عنوة بحجة قربها من المستوطنة، وأثناء قيامهم ببناء السياج، كنا نمنع من الوصل إلى هنا. الأرض اليوم عبارة عن بور، أشجار الزيتون قُتلت ونبتت بدلا منها أشجار حرجية غير مثمرة'.
اليوم، يسمح للمزارعين بزيارة أراضيهم -التي لم تصادر- خلال يومين في العام الواحد فقط، تختارهما سلطات الاحتلال وتبلغ بهما أصحاب الأرض شفهيا، على أن تتم الزيارة برفقة جنود من الشرطة الإسرائيلية.
يبيّن كمال عساف رئيس مجلس قري كفر لاقف، أن المخطط الإسرائيلي يقضي بمصادرة حوالي 20% إضافية لاستكمال بناء الجدار على أراضي القرية. 1500 دونماً مساحة ما صودر حتى اليوم من أراضي القرية، التي تبلغ مساحتها حوالي 5000 دونم، وهناك إخطارات جديدة بمصادرة المزيد من المساحات لاستكمال الجدار، الأمر الذي سيؤدي لإغلاق مدخل القرية بالكامل.
ويضيف عسّاف: 'نحن لا نعرف أين سيصبح مدخل قريتنا. ربما ستتحول إلى قرية معزولة بالكامل ومغلقة من جهاتها الأربع'.
يقف أبو أنور قبالة كومة من أخشاب شجر الزيتون التي جمعها من أرضة بعد قطعها منها، يضربها بعكازه ثم يضرب الأرض تحته، ويخاطب زوجته قائلاً: 'إن شاء الله أنا وقضيتي سننتصر'.