الاعتذار أجدى- محمود ابو الهيجاء
في المحكمة جنح مستأنف الاسماعلية المصرية، التي تبحث في قضية الهروب الكبير من سجن وادي النطرون، قبل اكثر من عام بقليل ايام اشتعال "الثورة المصرية " تتوالى الشهادات لمسؤولين وضباط كبار من الشرطة وقوات الامن المصرية، التي تقول بتورط حركة حماس في هذه العملية، الى جانب حزب الله اللبناني، ولم يعد بالاماكان تغطية هذا التورط، وكنا كتبنا قبل فترة اننا نتمنى ان لا تكون لحركة حماس اية علاقة بهذه العملية التي اخرجت من سجن وادي النطرون، عددا من كبار قيادات الاخوان المسلمين في مصر وفي مقدمتهم الرئيس محمد مرسي، ذلك لأن فلسطين وفي كل الحسابات لاتتحمل تدخلا من هذا النوع العنيف في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي، فكيف اذا كان هذا البلد هو مصر العزيزة، التي طالما وقفت مع القرار الفلسطيني المستقل ضد اي تدخل خارجي ايا كان نوعه ومصدره، بل انها ووفق مبدا ثابت لديها لا تقبل التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي او اجنبي، والطامة الكبرى ان تدخلا من النوع الذي جاءت به حركة حماس، مس على نحو فج السيادة المصرية، بل والوجدان الشعبي المصري الذي نخشى في المحصلة ان لا يفرق في هذا الموضوع بين حماس والشعب الفلسطيني، نعني اننا بحاجة دائما الى مشاعر التضامن والمساندة الشعبية العربية في كل مكان، لا الى مشاعر البغض والكراهية التي يمكن ان تولدها تدخلات عنيفة من هذا النوع، لاسيما ان ثمة دوائر استخباراتية معادية لشعبنا وقضيته ومسيرته التحررية، وفي مقدمتها طبعا دوائر الاحتلال الاسرائيلي، يمكن لها ان تستغل مشاعر الكراهية هذه نحو محاولة عزل الشعب الفلسطيني عن محيطه العربي لاضعافه واضعاف مسيرته التحررية اكثر واكثر...!!!
ان تورط حماس في تلك العملية، يمكن معالجته باعتذارها من الشعب المصري الشقيق اولا، وبالتعاون مع محكمة الاسماعلية لكشف كافة ملابسات هذه القضية، لا ان يتم نفي هذا التورط بمثل ما قاله الناطق الرسمي باسم حماس سامي ابو زهري بأنه لا اساس من الصحة للاتهامات الموجهة لحماس، وان هناك من يزج باسمها لتسوية خلافات داخلية في مصر...!!
نقول الاعتراف والاعتذار اجدى قبل ان يرتد مثلما يقال السحر على الساحر.