حتى لا تسقط حماس في الصراع المذهبي بالمنطقة - موفق مطر

ستحتاج قيادة حماس لوقت في البحث عن مخرج يقيها الانقسام والغرق في وحل الصراعات المذهبية في لبنان وسوريا، او الاقتتال مع حلفاء الأمس حزب الله والقوى اللبنانية المساندة للنظام السوري، ولقرار يعفيها من الارتماء في احضان طهران المتسارعة خطاها في عداء العرب ومقاتلتهم في بلدانهم، فحماس المتورطة في الرمال السورية المتحركة، لن تدفع وحدها ثمن قصور رؤيتها السياسية، وانعدام منهجها الوطني، وإنما سيدفعه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسوريا تبدو معه الخسائر بالأرواح المقدرة بحوالي ثلاثة آلاف فلسطيني من مخيمات سورية رقما بسيطا امام هول أعداد ضحايا متوقعين فيما اذا قررت القوى المتحالفة مع النظام السوري انتهاز فرصة الحالة الأمنية الهشة في لبنان، والفراغ السياسي للانقضاض على حماس والجماعات المتحالفة معها في المخيمات، في عملية انتقام من حماس، بعد تقارير اعلامية ومعلومات من مصادر خاصة افادت بمشاركة اشخاص قدموا الى لبنان بمعرفة حماس وبطلب منها الى الأمن العام اللبناني، تبين مؤخرا انهم استخدموا لبنان كممر عبور الى القصير السورية للقتال الى جانب قوات المعارضة السورية، لكن الأهم من ذلك هو استخدامهم وثائق سفر مزورة، افادت المعلومات الخاصة انهم حصلوا عليها من دولة خليجية اغرت قيادة حماس بالمال والاستضافة في عاصمتها للانقلاب على حليفها النظام السوري.
بإمكان قيادة حماس تقليل حجم المأساة التي ستلحق بالفلسطينيين في مخيماتهم، وتقصير زمن التفتيش عن مخرج ان هي لجأت مباشرة الى الكل الوطني الفلسطيني، ونزعت عنها سمة الانتماء الى التيار العالمي للإخوان، وأكدت بما لا يدع مجالا للشك نظريا ومنهجيا وفعليا أنها حركة وطنية فلسطينية خالصة، تعلي المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار، وما عليها اليوم قبل الغد إلا التقدم الى مربع انهاء الانقسام والقبول بتشكيل حكومة التوافق الوطني، والموافقة على قانون الانتخابات للمجلس الوطني الصادر عن منظمة التحرير الفلسطينية، لتكون جزءا من القرار الوطني الفلسطيني، ومن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وليس جالبا للويلات والمصائب للشعب الفلسطيني في الوطن ودول الجوار بسبب تحالفات عقيمة مع قوى اقليمية وعواصم تحوطها الف علامة استفهام لمواقفها الفعلية من القضية الفلسطينية، وقرارات حرب عبثية ما زال جزء عظيم من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يدفع ثمن تهور قيادات حماس وارتهان قرار العمل المسلح والقرار السياسي، وتعميق تداعيات الانقلاب بالانقسام الجيو-سياسي بدعم مالي من طهران حصل عليه قادة تيار يضم عسكريين وسياسيين في حماس، ويسعون لتطويره ليشمل حزب الله في اطار عملية امتصاص غضب الحزب، وتسويق تيار متشدد يقوده الدكتور محمود الزهار كممثل لحماس يسعى للحفاظ على علاقة التحالف مع طهران ودمشق وحزب الله رغم المواقف الصلبة والاجراءات العملية من الدول العربية من هذه الجهات الثلاث بعد مستجدات الأحداث على الساحة السورية، وكأن هذا التيار يريد اقحام النصف الآخر من اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات سوريا ولبنان بصراع عنفي دموي لا ناقة لهم فيه ولا جمل، بعد نجاتهم من مجزرة المخيمات بسوريا تسببت بها مواقف التيار الموالي للقرضاوي وقطر بقيادة خالد مشعل واسماعيل هنية !!.
تؤشر الدلائل الى قرب انفجار اقتتال من نوع آخر في المخيمات الفلسطينية بلبنان، خاصة اذا ما صدقت المعلومات المسربة لوسائل اعلام لبنانية عن تطورات وارتفاع وتيرة رد فعل حزب الله في لبنان على مشاركة رجال من حماس في القتال ضد قواته في القصير، واعادة تجميع رجالها المنسحبين من دمشق والضاحية الجنوبية في كبرى المخيمات في جنوب لبنان، بعد اوامر مشددة صدرت من قيادة حزب الله لقيادات حماس بضرورة مغادرة معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما دفع حماس لعقد تحالفات مع جماعات مسلحة ذات سمة مذهبية، وتزويدها بالسلاح والمال لضمان مواقف هذه الجماعات الى جانبها.
دفع الملايين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة آلاف الضحايا ثمنا لعقلية التفرد بالقرار والاستبداد والانقلاب، وهاهم الملايين من اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من جحيم المعارك في سوريا الى المخيمات في لبنان يعيشون هاجس وقلق انفجار الأوضاع في المخيمات، خاصة وان الدماء تفور في عروق كل القوى المتصارعة في صيف ساخن، نخشى ان تكون نكسة حزيران عام 1967 بمثابة جرح متوسط بمقابل ما يحمله من فظاعات خطيرة، قد تودي بقضيتنا الى التهلكة في ظل تحول الصراع من وطني فلسطيني عربي – صهيوني،من اجل التحرر والاستقلال الى صراع مذهبي وطائفي عربي -عربي، أو عربي - فارسي من اجل مصالح قوى اقليمية ودولية كبرى.