بيت المقدس ودمشق- حافظ البرغوثي
ناقض الشيخ صلاح الدين ابو عرفة امام المسجد الاقصى فتوى الجهاد للشيخ القرضاوي التي دعا فيها الى الجهاد في سوريا، وقال ان فلسطين اولى بمثل هذه الدعوة وتساءل كيف صارت دمشق بوابة الجنة ولم تعد القدس «وهي ارض الرباط كذلك» ولعل كلام الشيخ العارف بالله اوالعراف ابو عرفة لا يعجب جماعات الاسلام السياسي التي تلوي عنق الدين والفتاوى لمزاجها السياسي.
فكما كذب النظام السوري مطولا بدعواه انه مقاوم وممانع يكذب من يقاتلونه من انهم يجاهدون في سبيل الله، لأن المحصلة النهائية هي ذبح الشعب السوري فمنذ متى صار الاقتتال بين المسلمين جهادا؟
ومنذ متى صار تدمير مدينة القصير عن بكرة ابيها او امها او باباها «بروفة» لتحرير الجليل الاعلى كما ادعى الكاتب الايراني محمد صادق الحسيني في مقالة له بالقدس العربي لم يعد المواطن العربي او المسلم يصدق فتاوى الجهاد التي استخدمت في غير محلها وبات تداول المحصنات الغافلات في بعضها نوعا من الجهاد والعياذ بالله وهو اغتصاب بائن.
ويظن البعض ان العبد الفقير لله يتصيد القرضاوي من منطلق خالف تعرف لكن الرجل سقط فلسطينيا عندما ايد قتل الفلسطيني للفلسطيني في غزة واباح سفك الدماء ابان الانقلاب الاسود فيها، لأن اباحة دم المسلم للمسلم امر خطير لا يفتي فيه الا من اندفع لاهواء سياسية وحزبية بحتة وهو هنا يناقض روح الدين.
فالقدس اولى بالدعم والزيارة وليس بتحريم دعمها وزيارتها مثلما ادعى القرضاوي ولعلنا طالبنا قبل ايام بضرورة دعم القدس عملا لا قولا قبل انعقاد المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الاسلامي في العاصمة الاذرية باكو..
وقد اقر المؤتمر شبكة امان مالية لدعم القدس وصمودها، وهذه الشبكة اقرت عربيا واسلاميا للمرة الثامنة في قمم ومؤتمرات عربية واسلامية ولم تنفذ للمرة العاشرة والعشرين حتى الآن.. ونأمل من مؤتمر باكو الا يفاجئنا بعد حين بأن الفلوس ماكو..
كما حدث في القرارات العربية بشأن دعم القدس، ونأمل من القرضاوي ان يفتى ولو لمرة واحدة من اجل آل بيت المقدس وليس بيت آل الجماعة.