استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

بعض ملامح الشخصية العربية - محمد جابر الأنصاري


في هذه المقالة سأقوم بتلخيص ثلاثة من مؤلفاتي:
- «تكوين العرب السياسي ومغزى الدولة القُطرية» الصادر عام 1954 عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت.
- «التأزم السياسي وسوسيولوجيا الإسلام» الصادر عن دار الشروق بالقاهرة عام 1999 والمؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت.
- «العرب والسياسة: أين الخلل؟» الصادر عن دار الساقي بلندن عام 1999.
وهذه المؤلفات تتصدى لأزمة العرب السياسية ومدى مسؤولية الماضي عن سوءات الحاضر.
1- بدايةً نقض لمقولة «الشعر ديوان العرب». ذلك أن التعامل مع الواقع التاريخي شعراً من شأنه أن يؤدي إلى الانتحار. «ونحن أناسٌ لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر» فليس ثمة موقف وسط ولا تفكير وسط. إن ذلك ساقط من رؤية الإنسان للتاريخ والحياة. وهذا موقف انتحاري يتجاوز كل تفكير سليم. لذلك فالعرب يحسنون صنعاً بإسقاط مقولة: «الشعر ديوان العرب» فهي ليست بالمقولة السليمة.
2- أنانية العربي وعدم خضوعه لمنطق الدولة، حيث كتب عبدالرحمن ابن خلدون قبل ستة قرون ونيف: إن من عوائد العرب الخروج من ربقة الحكم وعدم الانقياد للسياسة... فهم متنافسون في الرئاسة، وقلما أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره، ولو كان أباه أو أخاه .. وقلما تجتمع أهواؤهم فتصبح الأحوال كأنها فوضى، دون حكم» («ابن خلدون»، دار مكتبة الهلال، بيروت 1983، ص 111).
وقد واجه العرب تحديات عدة في صحرائهم. وكان الحل الطبيعي أن يتجهوا في ظل «منطق الدولة» ولكنهم اختاروا الخيار الثاني، أعني الخروج عن هذا «المنطق». وأول ما يلفت النظر في التاريخ السياسي الإسلامي ويثير دهشته: تفجّر الصراع الشديد والحروب الأهلية العنيفة التي طبعت الحياة السياسية منذ العصر الراشدي بعد وفاة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) بعقدين من الزمن بين صحابة وقادة وتابعين كانوا المثل والقدوة في دينهم وتقواهم وفي خلقهم وعلمهم ... لكنهم في اختبار السياسة، وفي تعاملهم الخلافي في ما بينهم، تعرّضوا وعّرضوا المسلمين لمحن وفتن متتالية أدت إلى اعتزال بعض المسلمين وخروج بعضهم على بعضهم الآخر وإلى تبادل التكفير والتنسيق بين فرقهم، الأمر الذي أدى إلى انتهاء العصر الراشدي كله، في فترة لا تزيد على أربعة عقود بعد أن تم اغتيال ثلاثة من خلفائه الأربعة وتفجر الحرب الأهلية قبل انتهائه ... هذا حينما كانت العقيدة الإسلامية تنتشر وتتعمق، والحضارة الإسلامية تنمو وتترسخ والفتوحات الإسلامية تمثل بشكل مدهش أعظم وأسرع ظاهرة انتشار في تاريخ الإنسانية» (محمد جابر الأنصاري، «تكوين العرب السياسي»، الطبعة الثانية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، آب / أغسطس 1995 ص 22).
والعرب إذا لم يتحدوا أمام تحديات بيئتهم في الماضي، فإنهم ملزمون بالاتحاد في الحاضر. ان دولاً في أوروبا وقع بينها من الحروب التي تشيب لهولها الولدان، ونسيت ذلك كله، ودخلت، بل أسست الوحدة الأوروبية استجابة لمنطق العصر. هكذا فالعرب ليسوا بدعاً عن غيرهم، وبإمكانهم دخول أي نوع من الاتحاد أو الوحدة، خاصةً بين دول الخليج العربية التي مهد لها منذ سنوات عدة مجلس التعاون الخليجي، وما عليها سوى الانتقال من التعاون إلى الاتحاد. فهل تكذب تاريخها وتدخل وتؤسس الوحدة؟ تلك هي المسألة!
ومن محاسن الصدف إن المجتمع المدني يسعى للوحدة كما في البحرين التي أسس فيها ملكها حمد بن عيسى آل خليفة الكثير من مقومات الوحدة تجاوباً مع تطلعات شعبه.
وفي دول الخليج الأخرى أخذت تتنامى بذور المجتمع المدني الساعي للوحدة ويتكون من الطبقة الوسطى التي من مصلحتها الدخول في الوحدة. إن تفكيراً جديداً ينبغي أن يدخل في صلب العملية الوحدوية ويؤدي إلى الإسراع في تحقيقها وهذا التفكير عليه الدخول مكان مقولة «الشعر ديوان العرب»!
 هكذا يخرج العرب من عبء الماضي إلى رحابة الحاضر، والفرص الجديدة التي يتيحها حاضر العالم.

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025