جماليات الدبلوماسية- محمود ابو الهيجاء
لفلسطين في العاصمة الفنزويلية " كاركاس"، سفارة تشتغل بما يمكن تسميته بجماليات الدبلوماسية، وهي جماليات المعرفة والثقافة والمحبة، بعيدا عن الصيغ السياسية الجافة والمنفرة غالبا، والتي تجعل من المهمة الدبلوماسية للسفير وطاقمه، اكثر يسرا ومصداقية وتأثيرا، لا في الوسط السياسي والدبلوماسي في البلاد التي يمثل فلسطين فيها، وانما بين اوساط الجالية الفلسطينية ايضا، وجماليات المحبة والمعرفة والثقافة، هي بالقطع جماليات الخطاب الفلسطيني في تجلياته الانسانية وتوقه الخلاق للحرية والتحرر.
أدركت ومن لحظة وصولي الى " كاركاس" التي جئتها للمشاركة في مهرجان الشعر العالمي العاشر، حقيقة جماليات هذه الدبلوماسية، لا لأن السفيرة ليندا صبح، كانت في استقبالي في المطار، وانما لأن هذا الاستقبال عبر عن اهتمام شديد بمهرجان الشعرمن جهة، وبمشاركة فلسطين فيه من جهة اخرى، وهو اهتمام اتضح لي بعد زيارة السفارة، ولقائي مع الجالية الفلسطينية في النادي الفلسطيني هناك، بأنه اهتمام أصيل ويعبر عن شغف حار ان صح التعبير في تجسيد الصورة الاجمل لفلسطين دائما، والاجمل بمعنى التغني بطاقاتها الخلاقة وقيمها الجامعة من اجل انتصارها وتحقيق كامل تطلعاتها في الحرية والاستقلال.
هنا سفارة سيدة بكل ما في الكلمة من معنى، فيها من أناقة الروح وتوقها للابداع والتواصل المثمر مع المكان واصحابه، ما يدفع الى الاحساس بالفخر والثقة بأن فلسطين الدبلوماسية، تصل دائما الى غاياتها النبيلة ودائما من أجل حريتها واستقلالها.