أن تـكـون فـي قـائـمـة "حـمــاس" - غسان زقطان
لو اتبعنا المعايير التي اعتمدتها حماس في تصنيف صلاحية الناس واصطفافاتهم، بناء على القائمة، "قائمة العار"، التي ظهرت مؤخرا وأثارها الزميل حسن البطل في زاويته المقروءة" صحيفة الايام" الأسبوع الماضي، لو فعلنا ذلك متتبعين السؤال: إلى أين وصل الأمر بهم في حماس، أو: إلى أين تحاول حماس أن تأخذ فلسطين بعد ان قسمت شعبها والمتبقي من ارضها، وأضرت بتاريخها النضالي والأخلاقي والثقافي ونسيجها الاجتماعي؟
سينطبق الأمر على الغالبية الساحقة من ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والمهاجر، باختصار اوضح ستضم تلك القائمة، غير المعلنة، كل ما هو خارج حماس، فالمعيار الأساس هنا انك لست من "الجماعة"، ولا تملك موقعا تحت "شمسها" أو حصيرة في أحواشها، انك لا تكره "الآخرين" من ابناء شعبك ولا تتشكك بهم وبنواياهم ولا تكفرهم بما يكفي لتكون ضمن "الجماعة"، إنك لا تصدق شعوذات "الشيوخ الجدد" وفتاواهم المثيرة للخجل وهوسهم الغريب بالجنس والدم، وفي مقدمتهم دون شك يوسف القرضاوي شيخهم ومعلمهم، ودعواته التي لا تتوقف للقتل، ابتداء من تحليله للدم الفلسطيني في غزة، ووقوفه على جثث الشهداء الفلسطينيين، من الطرفين، في هيئة المنتصر وليس انتهاء بفتواه الطائفية المقيتة ودعوته للمسلمين السنة للجهاد ضد المسلمين الشيعة في سابقة لم تشهدها عصور الانحطاط في التاريخ الإسلامي!
عليك ان توافق على اعتقال المناضلين واهانة المعلمين والأطباء والمحامين ومنع المواطنين من السفر والتظاهر والاحتجاج !
عليك ان توافق على مطاردة ابناء شعبك في المقاهي والشوارع والأماكن العامة، وملاحقتهم والتنبيش في رؤوس الشباب عن مستحضرات الشعر، والتثبت من مستوى أحزمتهم، والتشكيك بنواياهم الصغيرة في المشي والجلوس ومشاهدة البحر.
عليك ان توافق على نهب مقدرات العائلات الفقيرة، التي وصلت نسبتها تحت حكم حماس الى اكثر من 70% من سكان القطاع، وتسليم مصائرها الى تجار الأنفاق ولصوص الدواء والخبز.
عليك ان توافق على سرقة الضرائب ومستحقات الكهرباء والغاز والطاقة والبترول.
عليك أن توافق على احكام الإعدام والمؤبد التي تجريها محاكم غير شرعية وتصادق عليها سلطة غير شرعية.
عليك ان تكره الموسيقى والغناء والتشكيل والشعر الحديث والسينما والمسرح والرقص... وكل ما يعني اثراء الروح الإنسانية، وأن تصدق، دون جدال، ان هذا هو الإسلام.
ليس سهلا أن تنجو من القائمة.
لذلك ربما على الأصدقاء الكثيرين الذين صدمتهم فكرة انهم ليسوا في القائمة، أولئك الذين تعاملوا مع استثنائهم من "القائمة" بصفته اهانة مضاعفة توجهها لهم حماس، أن لا يحزنوا فنحن جميعا في القائمة، والأسماء التي ظهرت ليست سوى نماذج عشوائية لتوضيح مواصفات القائمة الحقيقية بما فيها أولئك الذين توفاهم الله، كإجراء احتياطي وبأثر رجعي لضمان شمولية القائمة وكمالها.
حتى الطلبات المقدمة بكثافة من مثقفين ونشطاء ومناضلين عرب، التي امتلأت بها شبكات التواصل الاجتماعي، كنوع من التضامن مع العينة الفلسطينية المنشورة يمكن قبولها والتعامل معها ومع صاحباتها واصحابها كأعضاء وافدين يتمتعون بالمواصفات المطلوبة.
لا أحد خارج القائمة.