كيري حقق إختراق ما : عادل عبد الرحمن
الجولة الخامسة لوزير خارجية الولايات المتحدة للمنطقة، يبدو انها تفتح ثغرة في جدار الاستعصاء الاسرائيلي. الامر الذي يؤشر الى إحداث تقدم ما في مسيرة التسوية السياسية، على الاقل لجهة العودة للمفاوضات الفلسطينية / الاسرائيلية برعاية اميركية.
لهذا كثف جون كيري، رئيس الديبلوماسية الاميركية مباحثاته مع بنيامين نتنياهو، التي استدعت منه عقد ساعات طوال إقتربت او يمكن ان تكون تجاوزت خلال اليومين الماضيين الخمسة عشر ساعة، في جولة واحدة منها امس بلغت سبع ساعات طويلة ومضنية، وذلك بهدف ترويض التغول الاستعماري الاستيطاني الاسرائيلي، وإدخاله قفص التسوية السياسية قبل ولوج القوى الدولية وخاصة اقطاب الرباعية من إتخاذ إجراءات ضد إسرائيل الكولونيالية، قد تحرج الادارة الاميركية، التي لن تقوى إلى ما لانهاية وضع الفيتو الاميركي على التوجهات الدولية، لاسيما وان القيادة الفلسطينية والعربية الرسمية قدمت كل التسهيلات الممكنة والمطلوبة منها لمساعدة جهود كيري.
مع ذلك لا يمكن للمراقب السياسي رفع سقف التفاؤل قبل الاعلان الرسمي عن حدود الموافقة الاسرائيلية على إستحقاقات عملية السلام. خاصة وان المعطيات المتناثرة من هنا وهناك تشير، إلى ان حكومة نتنياهو بينت ولبيد وليبرمان، مازالت تضع العراقيل امام جهود وزير الخارجية الاميركي، لجهة مطالباتها بتمرحل الاستحقاقات، إن كان لجهة الافراج عن الاسرى الفلسطينيين، الذين اعتقلوا قبل اتفاقيات اوسلو، او لجهة الموافقة على وقف البناء في المستعمرات الاسرائيلية المقامة على الاراضي المحتلة عام 1967 وتحديدا في القدس، او الاقرار بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. اضف الى مجموعة الحوافز الافتراضية في ميادين توسيع نفوذ الادارة الفلسطينية في المناطق BوC واليات الاستثمار ... إلخ
غير ان على المراقب الموضوعي للتطور الحاصل نتاج الجولات المكوكية بين عمان وتل ابيب، ملاحظة شيء ما في الافق يشير إلى تقدم في جهود الوزير الاميركي، الممنوح صلاحيات واسعة من الادارة والكونغرس والايباك ومراكز القرار الاميركية، اضف الى الدعم الدولي الاوروبي والروسي والاممي، بغض النظر عن مدى توافق ذلك الاختراق مع رؤية الفصائل والقوى الفلسطينية، وايضا وقبل ذلك رؤية وتوافق اقطاب الائتلاف الحاكم في إسرائيل، المعادون لخيار التسوية السياسية.
الامر الذي سيفتح ابواب الساحة الفلسطينية والاسرائيلية لجدل قد يكون حادا، لان قطاعات واسعة من إئتلاف حكومة نتنياهو ضد اي تسوية مع الفلسطينيين، وضد مبدأ خيار حل الدولتين على حدود 67، ولعل المواقف التي اعلنها بينت ودانون ويعلون وليبرمان وغيرهم عشية زيارة كيري للمنطقة ، تشهد على ذلك، مما يفتح ابواب الخيارات في الساحة الاسرائيلية على وسعها، بعد ان فقد نتنياهو الكثير من رصيده داخل الليكود، وكانت نتائج ذلك واضحة بفوز دانون لرئاسة الليكود، وبالتالي إمكانية حدوث تشظي داخل الائتلاف عموما والليكود خصوصا، هي إمكانية واقعية. وهي اسهل الطرق الاسرائيلية للهروب الى الامام من استحقاقات التسوية السياسية.
وعلى صعيد الساحة الفلسطينية، قد يكون الامر اسهل على الرئيس محمود عباس تمرير العودة للمفاوضات مع حكومة نتنياهو، لقناعة القوى السياسية مجتمعة ومنفردة بتمسك الرئيس عباس بالاهداف الوطنية، وعدم تخليه عن برنامج الاجماع الوطني. وبالتالي إمكانية تمرير القوى السياسية المرونة السياسية، التي يمكن للرئيس ابو مازن الموافقة عليها لحشر القيادة الاسرائيلية، ومنح جهود كيري فرصة حقيقية، هي إمكانية واقعية. دون ان يلغي ذلك وجود تحريض من قبل بعض القوى كحركة حماسي، التي تلهث للعب دور البديل لمنظمة التحرير. وهو ما اشار له غازي حمد اول امس، حيث اشار ، ان حركته تجري حوارات مع العديد من الدول الاوروبية تصل الى تسع دول لرفع اسم حركته من قائمة المنظمات الارهابية، تمهيدا للعب دور البديل. بالاضافة الى الرسالة التي ارسلتها حركة الانقلاب الى حكومة نتنياهو ، واعلنت فيها إلتزامها بالهدنة، ومطاردة القوى الفدائية وخاصة جماعة الجهاد الاسلامي والحركات الجهادية السلفية، للحؤول بينها وبيين اية اعمال تخل بالتزامات حركة الانقلاب الحمساوية مع دولة إسرائيل.
قادم الايام القليلة القادمة سيشهد حراكا جديا على مسار التسوية السياسية الفلسطينية / الاسرائيلية، وقد يكون التمهيد لذلك عقد قمة رباعية فلسطينية / إسرائيلية / أميركية واردنية قريبا، بحيث تعتبر الايذان بالعودة لجادة المفاوضات. وقد يكون للقاءات الرئيس محمود عباس مع جون كيري في عمان صلة بذلك، فضلا عن ان هناك توافق بين الاطراف المختلفة على ضرورة إشراك المملكة الاردنية في العملية السياسية ترتبط بافاق التسوية السياسية ، إن قدر لها النجاح.
اي كانت النتائج التي ستحملها الايام والساعات القليلة القادمة، من المبكر رسم حدود السيناريو الممكن للعملية السياسي. لكن من المؤكد ان جون كيري إستطاع إحداث إختراق ما في جدار الاستعصاء الاسرائيلي.
haلهذا كثف جون كيري، رئيس الديبلوماسية الاميركية مباحثاته مع بنيامين نتنياهو، التي استدعت منه عقد ساعات طوال إقتربت او يمكن ان تكون تجاوزت خلال اليومين الماضيين الخمسة عشر ساعة، في جولة واحدة منها امس بلغت سبع ساعات طويلة ومضنية، وذلك بهدف ترويض التغول الاستعماري الاستيطاني الاسرائيلي، وإدخاله قفص التسوية السياسية قبل ولوج القوى الدولية وخاصة اقطاب الرباعية من إتخاذ إجراءات ضد إسرائيل الكولونيالية، قد تحرج الادارة الاميركية، التي لن تقوى إلى ما لانهاية وضع الفيتو الاميركي على التوجهات الدولية، لاسيما وان القيادة الفلسطينية والعربية الرسمية قدمت كل التسهيلات الممكنة والمطلوبة منها لمساعدة جهود كيري.
مع ذلك لا يمكن للمراقب السياسي رفع سقف التفاؤل قبل الاعلان الرسمي عن حدود الموافقة الاسرائيلية على إستحقاقات عملية السلام. خاصة وان المعطيات المتناثرة من هنا وهناك تشير، إلى ان حكومة نتنياهو بينت ولبيد وليبرمان، مازالت تضع العراقيل امام جهود وزير الخارجية الاميركي، لجهة مطالباتها بتمرحل الاستحقاقات، إن كان لجهة الافراج عن الاسرى الفلسطينيين، الذين اعتقلوا قبل اتفاقيات اوسلو، او لجهة الموافقة على وقف البناء في المستعمرات الاسرائيلية المقامة على الاراضي المحتلة عام 1967 وتحديدا في القدس، او الاقرار بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. اضف الى مجموعة الحوافز الافتراضية في ميادين توسيع نفوذ الادارة الفلسطينية في المناطق BوC واليات الاستثمار ... إلخ
غير ان على المراقب الموضوعي للتطور الحاصل نتاج الجولات المكوكية بين عمان وتل ابيب، ملاحظة شيء ما في الافق يشير إلى تقدم في جهود الوزير الاميركي، الممنوح صلاحيات واسعة من الادارة والكونغرس والايباك ومراكز القرار الاميركية، اضف الى الدعم الدولي الاوروبي والروسي والاممي، بغض النظر عن مدى توافق ذلك الاختراق مع رؤية الفصائل والقوى الفلسطينية، وايضا وقبل ذلك رؤية وتوافق اقطاب الائتلاف الحاكم في إسرائيل، المعادون لخيار التسوية السياسية.
الامر الذي سيفتح ابواب الساحة الفلسطينية والاسرائيلية لجدل قد يكون حادا، لان قطاعات واسعة من إئتلاف حكومة نتنياهو ضد اي تسوية مع الفلسطينيين، وضد مبدأ خيار حل الدولتين على حدود 67، ولعل المواقف التي اعلنها بينت ودانون ويعلون وليبرمان وغيرهم عشية زيارة كيري للمنطقة ، تشهد على ذلك، مما يفتح ابواب الخيارات في الساحة الاسرائيلية على وسعها، بعد ان فقد نتنياهو الكثير من رصيده داخل الليكود، وكانت نتائج ذلك واضحة بفوز دانون لرئاسة الليكود، وبالتالي إمكانية حدوث تشظي داخل الائتلاف عموما والليكود خصوصا، هي إمكانية واقعية. وهي اسهل الطرق الاسرائيلية للهروب الى الامام من استحقاقات التسوية السياسية.
وعلى صعيد الساحة الفلسطينية، قد يكون الامر اسهل على الرئيس محمود عباس تمرير العودة للمفاوضات مع حكومة نتنياهو، لقناعة القوى السياسية مجتمعة ومنفردة بتمسك الرئيس عباس بالاهداف الوطنية، وعدم تخليه عن برنامج الاجماع الوطني. وبالتالي إمكانية تمرير القوى السياسية المرونة السياسية، التي يمكن للرئيس ابو مازن الموافقة عليها لحشر القيادة الاسرائيلية، ومنح جهود كيري فرصة حقيقية، هي إمكانية واقعية. دون ان يلغي ذلك وجود تحريض من قبل بعض القوى كحركة حماسي، التي تلهث للعب دور البديل لمنظمة التحرير. وهو ما اشار له غازي حمد اول امس، حيث اشار ، ان حركته تجري حوارات مع العديد من الدول الاوروبية تصل الى تسع دول لرفع اسم حركته من قائمة المنظمات الارهابية، تمهيدا للعب دور البديل. بالاضافة الى الرسالة التي ارسلتها حركة الانقلاب الى حكومة نتنياهو ، واعلنت فيها إلتزامها بالهدنة، ومطاردة القوى الفدائية وخاصة جماعة الجهاد الاسلامي والحركات الجهادية السلفية، للحؤول بينها وبيين اية اعمال تخل بالتزامات حركة الانقلاب الحمساوية مع دولة إسرائيل.
قادم الايام القليلة القادمة سيشهد حراكا جديا على مسار التسوية السياسية الفلسطينية / الاسرائيلية، وقد يكون التمهيد لذلك عقد قمة رباعية فلسطينية / إسرائيلية / أميركية واردنية قريبا، بحيث تعتبر الايذان بالعودة لجادة المفاوضات. وقد يكون للقاءات الرئيس محمود عباس مع جون كيري في عمان صلة بذلك، فضلا عن ان هناك توافق بين الاطراف المختلفة على ضرورة إشراك المملكة الاردنية في العملية السياسية ترتبط بافاق التسوية السياسية ، إن قدر لها النجاح.
اي كانت النتائج التي ستحملها الايام والساعات القليلة القادمة، من المبكر رسم حدود السيناريو الممكن للعملية السياسي. لكن من المؤكد ان جون كيري إستطاع إحداث إختراق ما في جدار الاستعصاء الاسرائيلي.