الخرف- محمود ابو الهيجاء
هو أسوأ امراض الشيخوخة، واحيانا يأتي مبكرا لعلة في التفكير، او لتوهم في الرؤية، او كما أظن، لحماقة الانانية في تعاليها وادعائها المعرفة المطلقة، وتعرف القواميس الطبية الخرف بأنه «تدهور مستمر في وظائف الدماغ، ينتج عنه اضطراب في القدرات الادراكية مثل الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة» انه مرض وقانا الله واياكم منه، لأنه محزن قبل ان يكون مؤلما، والمصاب به لايكاد يتذكر شيئا، ولا يكاد يقول شيئا مفهوما او مقبولا او معقولا...!!
والمعضلة الكبرى في هذا السياق ان هذا المرض اذا ما اصاب «مثقفا» يمتهن الكتابة الصحافية على نحو خاص، فانه يصبح مصدر خطر على الوعي الذي يحاول تشكيله، وهو يكتب ما يهيأ له، ويقول ما يعتقد انه ممكن ومعقول...!!!!
لا اتحدث هنا عن المخيلة واحاديثها المجازية، ولا عن حرية التعبير، وانما عن سلطة الكتابة اذا ما تحكم الخرف بها، فباتت لاتنتج غير الهذيان والثرثرة.
من الصعب ضرب الامثلة هنا، لكن لابد من الاشارة الى ان هناك كتابات، في بعض الصحف التي نقرأ، باتت نوعا من «الهذرفة» خاصة تلك النخبوية المتعالية التي تتحكم بها المشاعر والرؤية الشخصية البحت، والتي تتوهم حالها وحال بعض اصحابها، في مواقع لا وجود لها في الحقيقة والواقع البتة...!!!
هذا شيء من الخرف والعياذ بالله ، او لربما وراء الاكمة ما وراءها، ربما...!!