دروس الثورة المصرية -عادل عبد الرحمن
مجددا الثورة المصرية أعادت التأكيد على العديد من دروس التاريخ، كما انها ساهمت بإغناء التجربة الانسانية بدروس جديدة، كما انها بالضرورة سترفد التجربة المصرية والعربية والعالمية بعِّبر جديدة، لاسيما وان عملية إعادة الاعتبار للثورة لم يمض عليها سوى ايام قليلة أقل من عدد اصابع اليد الواحدة. وبالتالي الافق مفتوح على وسعه لإستشراف ومحاكاة التجربة الثورية المصرية في المستقبل المنظور والمتوسط.
ومن خلال القراءة الموضوعية لتجربة الايام الماضية مرتبطة مع ما سبقها تطورات على مدار العام الماضي، يمكن تسليط الضوء على إنجازات ودروس الثورة المصرية على الصعد المختلفة. وإذا توقف المرء أمام البعد المصري ودروسه يلحظ ما يلي:
اولا أكدت على الدور التاريخي للجماهير الشعبية، في صناعة التاريخ ، وإعادة تصويبه في حال إمتلكت إرادتها، وتحررت من قيود القوى الكابحة لها. وفي السياق، أعلنت انها صاحبة اليد العليا في تقرير مصير النظام السياسي، كما انها عمقت مبدأ أن "الشعب مصدر الشرعية وصاحبها "، هو ولا أحد غيره، من يمنح الشرعية لاي قيادة سياسية، وهو الذي يحجبها في أي وقت يشاء.
ثانيا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مهمة وضرورية، ولكن ليس بالضرورة ان يلتزم الشعب وقواه الحية بالفترة الزمنية المحددة للانتخابات في حال فقد ثقته بالقيادات المنتخبة. وبالتالي محاولات البعض من القوى المعزولة، التمسك بالشرعية الدستورية للبقاء في كرسي الحكم سقطت بسقوط شرعيتها امام إرادة الشعب. وأكدت في السياق، ان الديمقراطية ليست إنتخابات فقط، بل هي مدى تناغم القوى الحاكمة مع نبض الشارع والشعب.
ثالثا أبرزت بشكل عميق دور الشباب في تصويب مسار الثورة، وهو ما تمثل بحركة "تمرد" التي استطاعت جمع تواقيع (22) مليون توقيع لعزل الرئيس الدكتور محمد مرسي. مع ان هذه الحركة ليست إطارا حزبيا، بل هي إئتلافا شبابيا من خارج نطاق القوى الحزبية، شعرت بمسؤولياتها الوطنية فقامت بمبادرتها الريادية، التي عكست إرادة الشعب المصري بكل اطيافه.
رابعا الربط العميق بين مكانيزمات ثورة الاتصالات والمعلومات والطابع الشعبي في تحفيز إرادة الجماهير المصرية للدفاع عن مصالحها وحقوقها السياسية والاجتماعية وحرياتها العامة والخاصة ، ودفعها للنزول الى الميادين والساحات في محافظات ومدن وقرى مصر كلها لحمل ذات الشعار والاهداف الوطنية بمستوياتها المتعددة.
خامسا رسخت فكرة هامة جدا، ودرسا بالغ الدلالة، بتوطيدها اواصر الكفاح الموحد بين الشعب والجيش والمؤسسة الامنية بكل مكوناتها. ,اكدنت باليقين القاطع، ان الجيش المصري العظيم، كان نصيرا وداعما للثورة وليس معاديا لها او محايدا بينها وبين النظام السياسي. وهو ما يعيد التأكيد مجددا لاهمية الجيش المصري،، احد اعمدة الدولة العميقة، في حماية إرادة الشعب واهدافه الوطنية.
سادسا اثبتت الثورة إفلاس وفشل التيار الاسلامي وخاصة جماعة الاخوان المسلمين في الحكم. وأكدت على ان ثمانية عقود من العمل السري لجماعة الاخوان المسلمين سقطت في بحر عام من الحكم. نتاج المنهجية الخاطئة، التي إعتمدتها الجماعة في الحكم، وهي السعي للاستحواذ على كل مراكز القرار، والعمل على أخونة الدولة المصرية ، ورفض الشراكة السياسية حتى بمستوياتها الدنيا، وعدم إيجاد مسافة بين قيادة الجماعة وممثلها في الحكم، حتى بات بمثابة أداة غير مستقلة في إدارة شؤون اليلاد، مما افقد الحاكم المصداقية امام الشعب.
وإن شاءت جماعة الاخوان وفروعها في العالم، الارتقاء إلى مستوى إرادة شعوبها، عليها أن تنزع ثوب الفئوية الضيقة، ولبوسها ثوب الوطنية، لان هذا يحررها من ضيق الافق، ويمنحها القدرة على التعاون مع القوى السياسية المختلفة، وبالتالي القبول بالتعددية السياسية، وايضا قبولها بالعملية الديمقراطية ككل.
سابعا مجددا سلطت الضوء على دور الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ومواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل رافعة للكفاح الشعبي، وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية، وتركيز الاهداف العامة للثورة. لا بل ان الثورة ، اعطت للاعلام المصري مكانة لم يعهدها طيلة العقود الماضية (يمكن الافتراض أن الاعلام في الحقبة الناصرية على ضعف مستواه وادواته آنذاك، لعب دورا مهما في دعم الثورة المصرية وتعزيز علاقاتها بالجماهير العربية من المحيط للخليج) وكرسته كلاعب وعامل اساسي ليس على الصعيد المصريأ بل وعلى الصعيد العربي والعالمي، وانتزع من فضائية الجزيرة والعربية سطوتهما الاعلامية.
ثامنا لعب القضاء المصري، احد اعمدة الدولة العميقة، دورا مهما في حماية إستقلالية القضاء بالقدر الممكن. وتفادى كل العقبات والعراقيل ومحاولات الاخونة، التي قادها الرئيس مرسي ومكتب الارشاد في المقطم. وبالتالي ساهم في فضح وتعرية مؤسسة النظام الاخواني، وإرتقى في رفع مستوى الوعي الشعبي المصري بحقوقه المختلفة. مما عظم من الحراك الشعبي ضد النظام الاخواني الساقط.
تاسعا لعبت المرجعيات الروحية الدينية المسيحية والاسلامية دورا هاما جدا في دعم خيار الشعب. واكدت من مواقعها الدينية على إفلاس جماعة الاخوان المسلمين. وأظهرت للشارع والشعب المصري عموما، ان تنظيم الاخوان بعيد جدا عن الدين الاسلامي. لا بل تم الفصل بين الجماعة والدين، حيث تم إستخدام مقولة : أن الجماعة، هي جماعة الاخوان ولكن ليس المسلمين. وهو ما اسقط عنهم الهالة الدينية. وبالتالي أكدت الثورة أن المرجعيات الدينية كانت عنصرا هاما في الثورة وتصويب مسارها، وليس العكس. الامر الذي يفرض على قوى اي ثورة في التاريخ، عدم إستعداء اي قوى دينية، والعمل على الاستفادة منها.
عاشرا الثورة، التي حشدت ثلاثة وثلاثين مليونا من المواطنين المصريين، صهرت في بوتقتها كل قطاعات الشعب الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية / الفنية والاعلامية ومن الجنسين، لا بل ان المرأة المصرية لعبت دورا مركزيا في تغذية روح الثورة بنزولها الى الميادين ومشاركتها في المنابر المختلفة المنظمة للثورة، ومازالت تحمل راية التمسك باهداف الثورة. الفصيل الوحيد، الذي عزل نفسه، وعزلته قوى الثورة، هو جماعة الاخوان المصريين، مما ساهم بنجاح الثورة وتحقيق اهدافها.
haومن خلال القراءة الموضوعية لتجربة الايام الماضية مرتبطة مع ما سبقها تطورات على مدار العام الماضي، يمكن تسليط الضوء على إنجازات ودروس الثورة المصرية على الصعد المختلفة. وإذا توقف المرء أمام البعد المصري ودروسه يلحظ ما يلي:
اولا أكدت على الدور التاريخي للجماهير الشعبية، في صناعة التاريخ ، وإعادة تصويبه في حال إمتلكت إرادتها، وتحررت من قيود القوى الكابحة لها. وفي السياق، أعلنت انها صاحبة اليد العليا في تقرير مصير النظام السياسي، كما انها عمقت مبدأ أن "الشعب مصدر الشرعية وصاحبها "، هو ولا أحد غيره، من يمنح الشرعية لاي قيادة سياسية، وهو الذي يحجبها في أي وقت يشاء.
ثانيا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مهمة وضرورية، ولكن ليس بالضرورة ان يلتزم الشعب وقواه الحية بالفترة الزمنية المحددة للانتخابات في حال فقد ثقته بالقيادات المنتخبة. وبالتالي محاولات البعض من القوى المعزولة، التمسك بالشرعية الدستورية للبقاء في كرسي الحكم سقطت بسقوط شرعيتها امام إرادة الشعب. وأكدت في السياق، ان الديمقراطية ليست إنتخابات فقط، بل هي مدى تناغم القوى الحاكمة مع نبض الشارع والشعب.
ثالثا أبرزت بشكل عميق دور الشباب في تصويب مسار الثورة، وهو ما تمثل بحركة "تمرد" التي استطاعت جمع تواقيع (22) مليون توقيع لعزل الرئيس الدكتور محمد مرسي. مع ان هذه الحركة ليست إطارا حزبيا، بل هي إئتلافا شبابيا من خارج نطاق القوى الحزبية، شعرت بمسؤولياتها الوطنية فقامت بمبادرتها الريادية، التي عكست إرادة الشعب المصري بكل اطيافه.
رابعا الربط العميق بين مكانيزمات ثورة الاتصالات والمعلومات والطابع الشعبي في تحفيز إرادة الجماهير المصرية للدفاع عن مصالحها وحقوقها السياسية والاجتماعية وحرياتها العامة والخاصة ، ودفعها للنزول الى الميادين والساحات في محافظات ومدن وقرى مصر كلها لحمل ذات الشعار والاهداف الوطنية بمستوياتها المتعددة.
خامسا رسخت فكرة هامة جدا، ودرسا بالغ الدلالة، بتوطيدها اواصر الكفاح الموحد بين الشعب والجيش والمؤسسة الامنية بكل مكوناتها. ,اكدنت باليقين القاطع، ان الجيش المصري العظيم، كان نصيرا وداعما للثورة وليس معاديا لها او محايدا بينها وبين النظام السياسي. وهو ما يعيد التأكيد مجددا لاهمية الجيش المصري،، احد اعمدة الدولة العميقة، في حماية إرادة الشعب واهدافه الوطنية.
سادسا اثبتت الثورة إفلاس وفشل التيار الاسلامي وخاصة جماعة الاخوان المسلمين في الحكم. وأكدت على ان ثمانية عقود من العمل السري لجماعة الاخوان المسلمين سقطت في بحر عام من الحكم. نتاج المنهجية الخاطئة، التي إعتمدتها الجماعة في الحكم، وهي السعي للاستحواذ على كل مراكز القرار، والعمل على أخونة الدولة المصرية ، ورفض الشراكة السياسية حتى بمستوياتها الدنيا، وعدم إيجاد مسافة بين قيادة الجماعة وممثلها في الحكم، حتى بات بمثابة أداة غير مستقلة في إدارة شؤون اليلاد، مما افقد الحاكم المصداقية امام الشعب.
وإن شاءت جماعة الاخوان وفروعها في العالم، الارتقاء إلى مستوى إرادة شعوبها، عليها أن تنزع ثوب الفئوية الضيقة، ولبوسها ثوب الوطنية، لان هذا يحررها من ضيق الافق، ويمنحها القدرة على التعاون مع القوى السياسية المختلفة، وبالتالي القبول بالتعددية السياسية، وايضا قبولها بالعملية الديمقراطية ككل.
سابعا مجددا سلطت الضوء على دور الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ومواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل رافعة للكفاح الشعبي، وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية، وتركيز الاهداف العامة للثورة. لا بل ان الثورة ، اعطت للاعلام المصري مكانة لم يعهدها طيلة العقود الماضية (يمكن الافتراض أن الاعلام في الحقبة الناصرية على ضعف مستواه وادواته آنذاك، لعب دورا مهما في دعم الثورة المصرية وتعزيز علاقاتها بالجماهير العربية من المحيط للخليج) وكرسته كلاعب وعامل اساسي ليس على الصعيد المصريأ بل وعلى الصعيد العربي والعالمي، وانتزع من فضائية الجزيرة والعربية سطوتهما الاعلامية.
ثامنا لعب القضاء المصري، احد اعمدة الدولة العميقة، دورا مهما في حماية إستقلالية القضاء بالقدر الممكن. وتفادى كل العقبات والعراقيل ومحاولات الاخونة، التي قادها الرئيس مرسي ومكتب الارشاد في المقطم. وبالتالي ساهم في فضح وتعرية مؤسسة النظام الاخواني، وإرتقى في رفع مستوى الوعي الشعبي المصري بحقوقه المختلفة. مما عظم من الحراك الشعبي ضد النظام الاخواني الساقط.
تاسعا لعبت المرجعيات الروحية الدينية المسيحية والاسلامية دورا هاما جدا في دعم خيار الشعب. واكدت من مواقعها الدينية على إفلاس جماعة الاخوان المسلمين. وأظهرت للشارع والشعب المصري عموما، ان تنظيم الاخوان بعيد جدا عن الدين الاسلامي. لا بل تم الفصل بين الجماعة والدين، حيث تم إستخدام مقولة : أن الجماعة، هي جماعة الاخوان ولكن ليس المسلمين. وهو ما اسقط عنهم الهالة الدينية. وبالتالي أكدت الثورة أن المرجعيات الدينية كانت عنصرا هاما في الثورة وتصويب مسارها، وليس العكس. الامر الذي يفرض على قوى اي ثورة في التاريخ، عدم إستعداء اي قوى دينية، والعمل على الاستفادة منها.
عاشرا الثورة، التي حشدت ثلاثة وثلاثين مليونا من المواطنين المصريين، صهرت في بوتقتها كل قطاعات الشعب الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية / الفنية والاعلامية ومن الجنسين، لا بل ان المرأة المصرية لعبت دورا مركزيا في تغذية روح الثورة بنزولها الى الميادين ومشاركتها في المنابر المختلفة المنظمة للثورة، ومازالت تحمل راية التمسك باهداف الثورة. الفصيل الوحيد، الذي عزل نفسه، وعزلته قوى الثورة، هو جماعة الاخوان المصريين، مما ساهم بنجاح الثورة وتحقيق اهدافها.