الأسلام والتيارات الأسلاموية والفكر الأسلامي المدني- الأسير ماهر عرار - سجن النقب الصحراوي
أدى سقوط وفشل التيارات الأسلاموية والسقوط هنا لا يعني بالضرورة خلع التيار الأسلاموي من الحكم كما جرى في مصر وأنما أقصد بذلك سقوط الفكر الأسلاموي من الوعي والوجدان الشعبوي بعد أن شهد نمو وتزايد في أوساط الشعوب قبل وصول هذه التيارات للسلطة والحكم ،الأمر الذي فسر كأهم عوامل صعود التيار الأسلاموي في حالة الفراغ السياسي التي نتجت عن غياب الأحزاب القادرة على المزاحمة أما بفعل ارتباطها مع النظام أو نتيجة عدم قدرتها على طرح رسالتها بفاعلية وواقعية كالماركسية ألخ،أدى ذلك أي السقوط ،ألى طرح جدلية الفكر الأسلامي المدني ...
نفهم من ذلك وحسب ما أستوحيناه من أنطباعات عن تجربة التيارات الأسلاموية وعوامل صعودها وبالمقدار نفسه خلفيات سقوطها أو تراجعها وجدانيا ،أن هذه التيارات أرتكزت على مبادئ وعقائد ونزوع ديني منفر ومفزع وأن لبس لبوس التقية فقد أنقش لعامة الناس فأنتج حالة الأستقطاب المضادة للتيارات الأسلاموية ...بالتالي نسأل ،هل هو فشل سياسي أسلاموي ؟،أم سوء فهم وتفسير أسلاموي للدين ومبادئه ؟ أعتقد في هذا المضمار أن العلاقة جدلية أو متداخلة،بمعنى أن سوء فهم الدين وأسقاطاته وهوامشه الدنيوية أدى بالنتيجة ألى الفشل السياسي والأجتماعي العلائقي ..
ما يجدر الأشارة أليه ،وهذا الأمر ثبت تاريخيا ،أن كافة أتباع الديانات دون أستثناء سواء الأسلام أو المسيحية أو اليهودية ،أعتنقوا الدين وفق تنشئة دينية عصبوية (عنصرية) على الأقل بعد غياب المرجعية الدينية المؤسسية أثر سقوط الخلافة مثلا على صعيد الأسلام...أن الدين أي دين،يحمل في ثناياه أبعاد دنيوية تعايشية تشاركية على أرضية الدين والأنسانية ،غير أن الحاصل لدى كافة الأديان وأتباعها ،هو أدلجة الدين وبالنتيجة عنصرته أمام الديانات الأخرى اولا والديانة ذاتها ثانيا ...
من هذه المنطلقات أنبلجت مفاهيم الزندقة والتكفير والتعهير لكل من لا يأمن بما أنزلته التيارات الأسلاموية التي أحتكرت شرعية الدين والبست الدنيا لبوس الدين والتديين وفق مذاهبها وقراءتها وتفسيرها لنص الدين الخاضع لدرجات متعددة من التفسير ....
قد يبدو سقوط التيارات الأسلاموي أو قد يصور على أنه سقوط ناجم عن فشل في أدارة الأقتصاد أو
السياسة ،الأمر الذي أتفق معه جزئيا ،بيد أني اخالف هذا الفهم كليا أذا ما نظرت للسيكيولوجيا الأسلاموية عقائديا التي تنزع للفهم المغلوط الأمر الذي مورس من خلال مفاهيم التقية أو التمكين وصولا للسطوة بأسم الدين ..
أن أساس تحرك الشعب المصري يرجع أولا وثانيا لأستشعار محاذير ومخاطر الأخوان اجتماعيا قبل أن يكون سياسيا أو أقتصاديا ،والأمر سيان في تركيا وأن شابها أختلاف ناهيك تونس ألخ ...
ملخص القول أن المجتمعات متدينة بطبعها وبداهتها ،وبالمقدار نفسه يحمل الدين أي دين أبعاد مدنية أنسانية ،وفي حالتنا العربية أن السبب الأساسي في سقوط الأسلامويات يتمثل في عسر أستدلال أو أستنباط التيارات الأسلاموية للفكر الأسلامي المدني من وحي الدين وسماحته وأعتداله وأنفتاحه على الأتباع أولا والديانات الأخرى ثانيا ...
قد يفهم من ذلك أني أدعو لعلمانية أسلامية ،ولربما يحق القول أنها موجبه لطالما حمت الدين وأعلت من قيمة الوطن وأنصفت المواطن وهذه للمفارقة أبرز وأسمى قيم ديننا الأسلامي الحنيف.