الجهاد ضد من ..؟! محمود ابو الهيجاء
لا أميل لتصديق ما نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، ان حركة حماس اعلنت الجهاد المقدس ضد الجيش المصري، لكن ماذا لو كان ما نشرته صحيحا، فكيف يمكن لأي خطاب او اي احد ان يبرر هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية المصرية لدولة هي ليست اية دولة في هذه المنطقة، وانما هي الدولة المركزية او كما تسمى الدولة الاقليم، اكثر من ذلك ان هذا التدخل يأتي اذا ما كان صحيحا، ضد الارادة الشعبية المصرية بأغلبيتها الساحقة، بما يعني احتمال ان تصبح هذه الاغلبية كارهة لاسم فلسطين والفلسطينيين معا، ولن نراهن هنا على وعي النخبة للتفريق الموضوعي بين حركة حماس كجزء من الاخوان المسلمين، وبين الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية التي لا تزال بحاجة لكل محبة عربية او عالميةـ والاخطر من ذلك سياسيا وعقائديا كيف يمكن لأحد ان يفهم او يتقبل اعلانا للجهاد ضد جيش عربي، كالجيش المصري الذي له من الشهداء في سبيل القضية الفلسطينية الكثير الكثير، ولا يعلن الجهاد ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي او لتحرير الاقصى والذي ما زالت شعارات المقاومة وحدها دون شعارات الجهاد تتصدى لهذه المسألة ودون فعل بطبيعة الحال ...!!! أتمنى حقا ان يكون خبر الصحيفة الاسرائيلية غير صحيح تماما، والا فان حماس تذهب الى مصير الجماعة نفسها وهي تنتحر اليوم بتمسكها بالنكران والمكابرة والتمسك بما اسميه خطاب الوهم الاخواني الذي يرى ان التاريخ يمكن ان يعود الى الوراء .
نعم نتمنى ان يكون الخبر مفبركا، لكن على حركة حماس ان تعلن صراحة انها ليست في هذا الوارد ولا هي راغبة في الانتحار على هذا النحو، وان لم تعلن ذلك، فعليها وليس امامها الا ان تواجه المثل العربي الذي يقول على نفسها جنت براقش» ....!!!