الولاء للوطن.. والعقلانية -موفق مطر
ثقتنا كبيرة بوعي الجماهير العربية وإدراكها للعلاقات المصيرية بينها وبين الشعب الفلسطيني، فتخريب وتدمير العمق الاستراتيجي لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية وشعب فلسطين وقضيته، وتحطيم الركائز القومية لنضاله، كان ومازال هدفا للمشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني، فحركة التحرر الوطنية الفلسطينية الحقيقية لا يمكن إلا ان تكون مع ارادة الشعوب في الدول المستقلة والانتصار لمبدأ السلم الأهلي وسيادة النظام والقانون.
لا تبيح الوطنية الفلسطينية الولاء لجماعة أو حزب خارج الوطن، كما لا تجيز نصرة أي قضية على حساب المصالح العليا للشعب الفلسطيني أو القضايا المصيرية للشعب العربي!.
في المادة الثانية من ميثاق حماس وتحت عنوان صلة حركة المقاومة الإسلامية بجماعة الإخوان المسلمين ورد هذا النص: « حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي».
أما المادة الرابعة تحت عنوان البنية والتكوين فجاء فيها: «ترحب حركة المقاومة الاسلامية بكل مسلم اعتقد عقيدتها، وأخذ بفكرتها، والتزم منهجها، وحفظ أسرارها، ورغب أن ينخرط في صفوفها لأداء الواجب»!!!... فهل يستغرب وطني فلسطيني أو عربي اقتحام قادة حماس حقل الغام الصراعات في الأقطار العربية ؟!.فمن يدرك أن حماس لم تنضج بعد لتكون حركة تحرر وطنية فلسطينية، لا يستغرب تدخلها في الشؤون الداخلية لجمهورية مصر العربية، والوقوف ماديا وإعلاميا مع جماعة الاخوان المسلمين ضد ارادة الشعب المصري، ومن قبل التورط بالقتال مع الجماعات المسلحة للإخوان في سوريا، فالقسم بولاء قادة وعناصر تنظيم حماس لجماعة الاخوان المسلمين يشهر على المنصات الاحتفالية، على سمع الفلسطينيين والعرب !!.
خرجت حماس على الاجماع الوطني الفلسطيني القاضي بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، والصراعات السياسية، سواء كانت نظرية أو عنفية دموية، وزج قياديوها بمقدرات مادية وإعلامية الى جانب جماعة «الاخوان المسلمين» ولم يحسبوا النتائج الكارثية لمواقفهم السلبية من الارادة الشعبية في هذا البلد العربي أو ذاك، ولم يستفيدوا أو يستخلصوا العبر من تجربة الفصائل الفلسطينية في مرحلة السبعينيات، ولم يفكروا إلا بكيفية تثبيت الولاء للجماعة، وأهدافها ومفاهيمها وتنفيذ أوامر مرشدها وقادتها المنظرين وإطاعتها دون نقاش أو مراجعة، فدستور « دولة الجماعة « هو ميثاقهم، وشعب هذه الدولة اعضاء تنظيم الجماعة فقط!! اما حدود الدولة فإنها بلا خطوط ولا معالم وإنما حيث يستطيعون بسط سيطرتهم وان لا يغفل على الناس انهم استخدموا ( بيوت العبادة ) المساجد مدنا وقرى وعواصما، فقادة الذين يقولون انهم حركة تحرر فلسطينية يعلمون جيدا هذه الأساليب التي يتبعها تيار الجماعة.. وكان عليهم النأي بالنفس !!. فقد ساهم منظرو وقادة في التيار العالمي للإخوان المسلمين في شطر وتفكيك وتصفية حركة التحرر الوطنية الفلسطينية كضربة أولية وقائية، تسهل عليهم السيطرة على الشارع العربي، وإقصاء القوى الوطنية والقومية والتقدمية التحررية الديمقراطية..وما الشيخ يوسف القرضاوي إلا احد الشواهد والأدلة على ذلك، لكن الجماعة لم تستطع تحقيق اهدافها إلا جزئيا في ( قطاع غزة ) عبر انقلاب دموي ذهب ضحيته المئات من المناضلين في حركة التحرر الوطنية والمنتسبين لأجهزة الأمن الفلسطينية.
يعرف الاشقاء المصريون الرسميون والمثقفون وقيادات القوى الحية هذه الحقائق، أن قيادة حماس لا تمثل إلا نفسها , لأنهم أعجز عن قول « لا» عقلانية وطنية فلسطينية ترفع المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار فقسم الولاء الذي اشهره عبد الفتاح ابو دخان أحد مؤسسي حماس بغزة - وردده اسماعيل هنية وجمع من قيادات حماس وأعضاء تنظيمها على منصة احتفال رسمية في 17 -12-2008 بغزة فهم قد قالوها على الملأ دليل وهذا نصه: «نعاهد الله العلي العظيم، على التمسك بدعوة الاخوان المسلمين والجهاد في سبيلها والقيام بشرائط عضويتها والثقة التامة بقيادتها والسمع الطاعة في المنشط والمكره، واشهد الله على ذلك وابايع عليه والله على ما اقول وكيل»!!.