فشــــل إخواني ومتاجرة بالقدس - ماهر حسين
(فشل ..فاشل ..فاشلون )في الحياة يوجد العديد من التجارب التي فشلت ..من التجارب الفاشلة في الفترة الأخيرة بل واحده من ابرز التجارب السياسية والحزبية الفاشلة ..الفشل ألإخواني في مصر. أعلم بأن هذا سيغضب البعض بظل حملة التعاطف مع (زعيم الأمـــة ) الذي لم يقدم لشعبه شيء وبالطبع لم يقدم لفلسطين ولامته أي شيء .
فشلت جماعة الإخوان المسلمين .... نعم فشلت جماعة الإخوان المسلمين في التعبير عن نفسها وعن نهجها في مصر وكذلك فشلت الجماعة في قيادة الدولة المصرية ..بل أن الجماعة باتت تهديد للكيان المصري في حدوده ووجوده وعروبته ....بالمحصلة في العمل السياسي هناك فرق بين الاكتفاء بالمعارضة و التعليق على فشل الآخرين ومشاكلهم وانتقادهم وبالمقابل العمل السياسي ..ففي السابق احترف الإخوان التعليق على الآخرين أما الآن فهم يعيشوا مرارة الفشـــل .
الفشل ألإخواني لم يكن انتخابي ..فلقد فازت حركة الإخوان المسلمين بالانتخابات وفاز ممثلها بالانتخابات ولكن الفشل كان في إدارة البلاد وشؤون العبـــاد لاحقا" للانتخابات . فشل في التعاطي مع مؤسسات الدولة القائمــــة والحفاظ عليها . فشل في التعاطي مع احتياجات المواطن وطموحه. فشل في حل المشكلات السابقة وبل تصاعد المشكلات .
فشل في الحفاظ على الدعم السياسي من الأحزاب السياسية لممثل الإخوان في الرئاسة . فشل في الحفاظ على شعبية ممثل الإخوان . فشل في التعاطي مع القضـــاء والشرطة والمثقفين والفنانين . فشل كبير في استمرار حشد القوى الشبابية للإخوان وظهر هذا بخسارتهم للانتخابات في عدة جامعات مصرية . فشل في إدارة ملف سيناء والتغطية على علاقات مشبوهة هناك . فشل كبير في الملف الفلسطيني فلم تعد فلسطين جزء من خطاب الجماعة وتحولت الرئاسة لطرف داعم لحمــاس وبالمقابل استفزاز عام لدى المصريين من حماس والشبهات حول دورهـــا في دعم الجماعة . فشل بإدارة العلاقات العربية –المصرية !!!! تراجع دور مصر وفشل الإخوان وممثلهم بالرئاسة بالتعاطي مع موضوع (نهر النيل ) . فشل وفشل وفشل .... عام كامل من الفشل أدى إلى ثورة ضد الفشل ...والفاشلين ...وكان من الممكن التعاطي بسهولة مع الثورة الشعبية ضد الفاشلين ولكن للأسف تطرٌف بعض الفاشلين وتسلطهم وشعورهم بالغرور المرتبط بالسلطة والمـــال أدى إلى عدم استجابتهم للشعب . لقد كان من الممكن الموافقة على استفتاء ...أو الموافقة على إعلان الانتخابات المبكرة ولكن للأسف الربط بين الدين والسياسة ومنح (الحاكم ألإخواني ) صفة المنزه عن الأخطاء والاعتقاد الناقص بأن (الصندوق ) هو مصدر الشرعية السياسية أدى إلى اصطدام الإخوان بأصحاب الحق الأصيل في منح الشرعية وهم الشعب . أصطدم الإخوان بالشعب فانتصر الشعب وانتصر الجيش للشعب ..بالطبع غضب من غضب وتردد من تردد وعارض من عارض وبالطبع فرح الشعب المصري (أغلب الشعب المصري) وفرح كل من تضرر من سوء إدارة الإخوان للبلاد وللعباد وكذلك فرح كل من تضرر من سوء إدارة الموقف السياسي للدولة المصرية . أبرز الغاضبين ...والذي أثار انتباهي ..هو الغضب الأمريكي .. فمن الملفت للنظر غضب السفيرة الأمريكية لرحيل مرسي ...ومع ذلك فهذا الموقف واضح نسبيا بالنسبة لي في ظل فهمي لأولويات السياسية الأمريكية المرتبطة بترتيب المنطقة دينيا" وطائفيا" مع الحفاظ على امن إسرائيل ..فلقد كان المعزول جماهيريا" مرسي خير من تعامل مباشرة مع ملف غزة بضبط حماس مستفيدا" من تبعيتها الحزبية المباشرة للإخوان المسلمين وهو خير من تعامل مباشرة مع الهدنة مع إسرائيل في غزة فلقد كان من شدة اهتمامه بالهدنة يقوم بالمفاوضات بنفسه وهو طبعا" خير من تعامل مع إسرائيل مباشرة فلقد كان المعزول مرسي صاحب رسالة (صديقي العزيز). بالطبع غضب الشعب من غضب السفيرة وإدارتها وهناك الآن تراجع تام في سمعة ونفوذ الإدارة الأمريكية فهذا الشعب وقيادته وبشكل خاص جيشه قادر على رفض الضغوط الأمريكية ولهم خبرة عميقة في ذلك تجسدت من خلال مواقف الراحل جمال عبدا لناصر. بالمقابل فرحت العديد من الدول للتخلص من الإخوان وحكمهم في مصر وفرح العديد من أبناء الشعب العربي لذلك ولكن البعض تعاطف مع مرسي واعتبره بطـــل (رئيس ملتحي – صاحب خطاب ديني ) ...بحثت وحاولت معرفة أسباب تعاطف البعض فلم أجد سوى كلام مرسل لا علاقة له بالانجازات ولا علاقة له بحال المواطن المصري ولا علاقة له بحال الدولة المصرية فكل ما وجدته كلام عجيب ورؤى غريبة يحملها بعض من يعتقد بأن الدين يكفي لقيادة الشعب وأنا أظن بأنه يستخدم الدين للبقاء بالكرسي حيث يتم استخدام الدين فقط ليجعل من كل مواطن ينقاد لهذا القائد والحزب الغير قابل للخطأ ...فلسطينيا" من ابرز ما رأيت من تأييد لمرسي ما شاهدته من صور في القدس ..زهرة المدائن ... ولا أدري من هم الذي يمكن أن يصل به الحال لتعليق هذه الصور في القدس وما هي الأسباب الدافعة لذلك!!!! الرجل لم يفعل أي شيء للأقصى بل أنني لم استمع له يتحدث عن القدس ولا اذكر سوى تصريحه الذي اعتبر قضية (غزة) قضية إنسانية ...بالنسبة لي تابعت مرسي أثناء رئاسته ولم أشعر بأنه ممن يدعم قضية فلسطين بل أن خطاب الإخوان السياسي والجهادي انتهى تماما" وتحول الجهاد ألازم إلى سوريا . لماذا تم السماح ببقاء صورته على الأقصى وكيف تم تعليق الصور في المدينة المحتلة وأمام أنظار جنود الاحتلال!!!!!! هل يمكن تعليق صور الشهيد أبو عمار وهل يسمح بتعليق صور الشيخ احمد ياسين !!!!أسئلة مشروعه فما نعرفه بأن القدس المحتلة بالنسبة لإسرائيل موضوع خاص فلقد منعت إسرائيل إبراز مظاهر الاحتفال بفوز (عساف ) بلقبه فكيف سمحت بتعليق صور (زعيم الأمــــة ) لو كان كذلك !!!ببساطة الصور فتنـــة تستهدف الصامدين من شعبنا وأهلنا بالقدس وهي فشل إخواني أخر ...فصورة مرسي بالقدس تضر بشعبنا وعلاقته مع الشعب المصري ...صورة مرسي بالأقصى تعبير عن عمق العلاقات الإخوانية في المنطقة ولولا ذلك لما سمح الاحتلال بتعليق الصور أصلا". هناك ألف علامة استفهام حول هذا الفعل البائس الذي أدى إلى شعور فلسطيني عام بأن البعض يسعى للمتاجرة بالقدس المحتلة ...وعلينا الحذر من المتاجرة بقدسنا المحتلة التي ستبقى ترفع صور الشهداء والأبطال الذين قدموا لها عمرهم وحياتهم . ستبقى القدس مخلصة للقائد الفلسطيني الأخ فيصل الحسيني رحمـــه الله الذي حتما ترك رجالا " لن يقبلوا بالمتاجرة بالقدس و الحمد الله على وجود مخلصين من أبناء القدس منعوا استمرار هذه المهزلة بالمتاجرة بالقدس. مرسي وغيره هم من يجب أن يرفعوا صور القدس ...القدس بحاجه لنا أكثر مما نحن بحاجه للتجارة بهــــا .... فلسطينيا" .... فلسطينيا".....يجب أن لا نكون صورة مقدسة وقضية مقدسة ومدينة مقدسة يتاجر بها البعض دعما" لهذا الزعيم أو ذاك الحزب ..وعلى إخوتنا بحماس التنبه إلى أن فعلتهم بالقدس عبرت عن أزمة هوية وانتماء وبل عبرت عن انعدام للرؤية في مرحلة التخبط التي يمروا بهــــا بحثا" عن (زعيم) . بالنسبة لي الفشل ليس عيب ولكن عدم دراسة الأسباب التي تسببت به هو الفشل التام فأدعو جماعة الإخوان المسلمين لدراسة أسباب فشلهم التـــام ...فالإخوان المسلمين جماعة عريقة وشريك ويجب أن تجد طريقة للاندماج مجددا" بالعمل السياسي والجماهيري بعيدا" عن أحلام التمكين والأخونة وبالمقابل على كل القوى السياسية أن ترحب بكل صاحب فكر منفتح قادر على البناء وتقديم شيء للوطن وفي مصر علينا أن نسعى لدمج الإخوان برفض عزلهم.