الجليل للنقب فالأغوار- حافظ البرغوثي
خرج شعبنا الفلسطيني داخل حدود عام 1948 أمس في مسيرات واحتجاجات ضد المشروع الاستيطاني الضخم الذي اعدته الحكومة الاسرائيلية لتفريغ النقب من أصحابه واستيطانه وتشريد أصحاب الارض. تحت مسمى مشروع برافر وهو مشروع يشبه مشروع كينغ في عام 1976 الذي كان يرمي الى مصادرة الارض في الجليل وتكثيف الاستيطان في تلك المنطقة وأدى الخروج الجماهيري لمواجهة المشروع الى احداث يوم الارض الخالدة التي دشنت سنّة شعبية حميدة باحياء يوم الارض، والهدف من وثيقتي كينغ وبرافر هو تقليص النمو السكاني العربي في الشمال أي الجليل والنقب وزيادة الاستيطان في هاتين المنطقتين ويتزامن مشروع برافر الاستيطاني أيضاً مع السياسة الاسرائيلية الاستيطانية في الاغوار حيث يرمي الاحتلال مستخدما قواته العسكرية الى اخلاء منطقة الاغوار التي تشكل ثلث اراضي الضفة من السكان باعتبار انه يريد ضم هذه المنطقة في أية تسوية باعتبارها احتياطيا استيطانيا. فالمشاريع الثلاثة من كينغ الى برافر الى الاغوار هدفها واحد هو تشريد الفلسطيني صاحب الارض والحد من تكاثره وتكثيف الاستيطان ومنع اقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967، وإن كان شعبنا في الداخل أكثر تنظيما واحساساً بالخطر وهب لتجديد يوم الارض ضد مشروع برافر إلا ان صرخات أهالي الاغوار لا تلقى صدى منا وأرض الاغوار خارج نطاق اهتمامنا حتى الآن، واذا كانت جرت محاولات لاقتحام تلك المنطقة بالمشاريع وتوفير عناصر الحياة والاستثمار إلا انها كانت محاولات موسمية وليست ضمن خطة دائمة لأنهم منغمسون في هموم بينية وصراعات عقيمة وانقسام بليد بحيث لم تعد الارض على رأس أولوياتنا، بل اننا كمن يسلم الارض تباعاً للاحتلال بسبب عجزنا وسلبيتنا في التعاطي مع قضية حماية الارض وتثبيت الانسان فيها، والامثلة على ذلك كثيرة، وما يحدث في الاغوار وغيره خير دليل.
طوبى للأرض التي يهب اهلها للدفاع عنها وطوبى لمن يدافع عن أرضه وبئس المخلفين في الارض.. فلا أرض لهم.