نصيحة أخيرة لحماس... - مكرم محمد أحمد
أود أن أصدق تصريحات رجال حماس في غزة التي تؤكد أنهم يلتزمون كقيادات عسكرية وسياسية للتنظيم بعدم التدخل في الشأن المصري، ويحترمون إرادة المصريين واثقين من أن الشعب المصري لن يخذل أبدا القضية الفلسطينية.....
ومع الأسف فإن كثيراً من الشواهد علي أرض الواقع تؤكد أن القول شيء والفعل شيء آخر، وان هناك في حماس من بلغ به الوهم حد الاعتقاد بأنه يستطيع أن يفرض علي إرادة المصريين حكماً لا يرتضونه أو يعيد عقارب الساعة في مصر الي الخلف، يشغلون أنفسهم بتهريب كوادر المقاتلين والأسلحة إلي مصر، ويورطون حماس في جرائم تتعلق بأمن مصر الوطني معرضين القضية الفلسطينية لمخاطر ضخمة!، لا يريدون أن يدركوا حجم الغضب الذي يختزنه المصريون بسبب ممارسات لا تضع في اعتبارها ارادة الشعب المصري او مصالحه، لم يكن آخرها اقتحام السجون المصرية بعد ثورة25 يناير، والتواطؤ مع جماعة الاخوان في قتل الحراس وتهريب المسجونين، والاشتراك في قتل المتظاهرين.
لقد كان واحدا من اكبر اخطاء حماس خلال الاعوام الخمسة الاخيرة انها تحولت الي اداة سياسية في صراعات اقليمية وعربية كان يحسن ان تتجنبها، وتورطت حتي اذنيها في تحالفات غير صحيحة افقدتها تعاطف غالبية عالمها العربي، مرة مع السوريين والايرانيين ومرة مع الاتراك والاسلاميين ضد نظام بشار الاسد الذي ساندهم بغير حدود، الامر الذي اثر علي شعبية القضية الفلسطينية بعد ان كانت قضية العرب اجمعين، وأظن ان حماس تقامر هذه المرة علي مصالح شعبها ان دخل في روعها انها تستطيع الوقوف ضد ارادة الشعب المصري، او تكون جزءا من محاولات جماعة الاخوان الخاسرة لتعكير صفو الامن المصري، وتحويل سيناء الي ساحة لعمليات ارهابية تستنزف جهد القوات المصرية.
لقد كان الأولى بحماس ان تستخلص الدرس الصحيح من تدخلاتها المتزايدة في الشأن الداخلي لعدد من البلاد العربية، وتضع قضية شعبها نصب اعينها لاتتدخل في شئون الآخرين، وتدرك انها مهما استحكمت وتحكمت في قطاع غزة فإن طريقها الوحيد الصحيح الذي يتحتم أن تسلكه هو الذهاب الي المصالحة الفلسطينية، كي تلم شتات شعبها وتوحد الشعب الفلسطيني وتتوافق مع شقيقتها اللدود "فتح" ليسدا معاً فجوة واسعة تنفذ منها مؤامرات الإسرائيليين علي الشعب الفلسطيني.
عن الأهرام