هل من مفاوضات قادمة ؟!- سميح شبيب
أعلن وزير الخارجية الأميركي، توصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى صيغة، لم يفصح عن تفاصيلها، لعقد لقاء مشترك فيما بينهما، وبرعاية أميركية ستشمل وضع الأسس العامة، لعودة المفاوضات واستئناف مساراتها.
جاء هذا الإعلان، بعد لقاءات واجتماعات طويلة، جمعت الوزير كيري بالعاهل الأردني ولجنة المتابعة العربية والرئيس محمود عباس (أبو مازن).
كانت هذه اللقاءات صريحة وتفصيلية، وتبعها اتصال هاتفي بين الرئيس أوباما ورئيس الوزراء نتنياهو، حيث طالب أوباما نتنياهو، الإسراع قدر الإمكان بعودة المفاوضات واستئنافها.
من الواضح، من خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده، كيري في عمان، كونه الناطق الوحيد بمجريات تلك المباحثات والتمهيد لها، بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بأن فترة قادمة، قصيرة الأمد لوضع اللمسات النهائية للقاء فلسطيني - إسرائيلي مشترك سيجري في واشنطن، وبحضور وزير الخارجية الأميركي كيري، وبات من المعروف أن هذا اللقاء سيحضره عن الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات، وعن الجانب الإسرائيلي المحامي مولخو، ومسؤولة ملف المفاوضات تسيبي ليفني.
كل ما هو متداول، حول أسس المفاوضات الجديدة، ومساراتها وصيغها، هي تداولات تأتي في سياق التحليل والتوقع، أكثر منها في سياق المعلومات والتسريبات. من المعروف أن الهوة بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي، هي هوة عميقة ومتباعدة، وفي سبيل ردمها، بذلت جهود كبيرة، وكادت جهود كيري تذهب هباءً، وفي أدراج الرياح، لولا مساعي لجنة المتابعة العربية، ومواقفها في مباحثات عمان الأخيرة.
الصورة لا تزال ضبابية، وستتضح بعض ملامحها، مع بدء اجتماعات عريقات ـ ليفني الجديدة في واشنطن، وسيزداد وضوحها مع تتابع اللقاءات الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أميركية.
من المبكر التوقع والتخمين، والصورة لا تزال ضبابية، والمواقف لم تتضح بعد. السؤال الأهم في هذا السياق، يتعلق بالموقف الأميركي وحدود تحركه، في مساقات المفاوضات القادمة.
إلى أي مدى ستمارس الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل، وهي على إدراك تام، بمخاطر استمرار الاستيطان، وتهديده لمسارات التفاوض، والى أي مدى ستسهم السياسة الأميركية، في ترسيم الحدود الإسرائيلية - الفلسطينية، على أس
4اس الإقرار بحل الدولتين، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية؟!
أسئلة كثيرة، قيد الإجابة، وهذه الأسئلة مطروحة سابقاً، وهي قيد الفحص الآن، والإجابات عنها لا تقبل التأجيل.
الملفات التفاوضية السابقة متراكمة، والعمل بمقتضاها، بات يستلزم إيجاز محتوياتها، والانطلاق وفقاً لما انتهت إليه، وبالتالي وضع جدول زمني لمفاوضات قادمة، لا تستغرق أكثر من نصف عام أو يزيد قليلاً.
هناك تساؤلات جدية، تحتاج إلى إجابات محددة وواضحة، من الطرفين الإسرائيلي والأميركي على حد سواء. خاصة فيما يتعلق بالحدود والاستيطان والأسرى.. وهي قضايا لا تحتاج إلى تأجيل، والعمل عليها فور بدء المفاوضات، هو أمر جدي ومصيري في آن معاً.
الأيام القادمة، ستحمل إجابات كثيرة، وعلى ضوئها سترتسم ملامح مرحلة قادمة.