مرسي وهدم الكعبة ... يا للهول - حمدي فراج
حركة الاخوان المسلمين التي تتقول بها المحافل السياسية في بلادنا والعالم ، وبالتحديد عن براغماتيتها ، وتفهمها ووسطيتها ، وتدينها المعتدل وخطها السياسي المائل للبهوت ، والذي وصل بالرئيس المعزول محمد مرسي ان يجدد ترخيص بيوتات دعارية ثلاث سنوات اخرى ، وبراشد الغنوشي في تونس ان "لا يفرض حجابا ولا يمنع بيكني" ، وان يوقع زعماؤهم على صفقات مع أقطاب نظام مبارك ، ومدير مخابراته عمر سليمان بالتحديد وهم رهن السجن والاعتقال ، يرفضون اليوم التخلي عن محمد مرسي ، ويطالبون منذ شهر تقريبا بعودته الى القصر والسلطة بدعوى الشرعية والديمقراطية ، وان هذا شرطهم الوحيد ، او شرط الشروط ، كي يعودوا الى الحياة السياسية والحزبية ، وهو ما يذكرنا بقصة البسوس بنت منقذ ، التي قتل الملك كليب ناقتها ، فوافقت على الصلح بتلبية واحد من ثلاثة شروطها : "يا ناقتي على رجليها بتقوم ، يا بتعبّو حجري نجوم ، يا كليب في دمه بيعوم".
كانت البسوس اوسع عقلا وابعد نظرا حين وضعت ثلاثة شروط ، لا شرطا واحدا كما يفعل الان اتباع المرسي ، صحيح ان البسوس ، في التحصيل النهائي تصل الى الشرط الواحد ، هو قتل كليب ، لكنها صاغتها في ثلاثة على شكل شعر شعبي ظل يحفظه الناس عنها طوال الفي سنة تقريبا .
لقد خرج علينا الشيخ يوسف القرضاوي بما يمثل في العالم الاسلامي السني ، بإفتائين جديدين حديثن رغم بدء نضوب افتاءاته ، يتعلقان بمرسي ، الاول يقضي بقتل الخارج على الحاكم عشية الثورة التي اطاحت به ، والثاني عدم الاستجابة لدعوة السيسي ، وفي حقيقة الامر ليس هناك اي علاقة بين الدين وبين دعوة السيسي اوشرعية مرسي ، ولهذا جاءت دعوة شيخ الازهر أحمد الطيب ، دعم السيسي والجيش ، منافية ومناقضة تماما لفتوى القرضاوي ، رغم ما يمثله الازهر في قلوب المسلمين ، في حين لامست مقولة المرشد محمد بديع السلك العاري لمنطقة الوجدان الديني الاسلامي برمته ، حين اعتبر اقالة مرسي اخطر من هدم الكعبة ، الكعبة وجهة المسلمين في تأديتهم الركن الثاني في اسلامهم ، حين تكون قبلة صلاتهم مهدومة . ووصل بالقيادي الاخواني صفوت حجازي دخوله على خط الشعوذة والتنجيم من ان "يوم الجمعة سيكون يوم الفرقان ، والسبت يوم جلل تهتز له البلاد ويوم الاحد يعود مرسي الى الحكم".
عندما توفي الرسول محمد (ص) ، أطلق ابو بكر جملته الشهيرة ، من كان يعبد محمدا ، فإن محمدا قد مات ، لم يتوقف الزمن عند توقف محمد عن الحياة ، ولا توقف الدين الذي بشر به وعمل على نشره سرا وعلنا لأكثر من عقدين في انتظار بعث من يخلفه ، فكيف يريد الاخوان حصر مهمتهم ورسالتهم وقيادة شعبهم ودولتهم نحو بر الامان وهم يشترطون عودة مرسي الى القصر .