حماس وحرية الصحافة- حافظ البرغوثي
تلقيت دعوة من الاخ امين مقبول امين سر المجلس الثوري للتوجه الى غزة ضمن وفد من المجلس، وبالطبع كلنا في شوق لغزة هاشم واهلنا الطيبين الصابرين هناك ، لكن حركة حماس كما قلت للأخ مقبول لن تسمح للعبد الفقير لله بدخول غزة، لأنها اصدرت حكما قضائيا قراقوشيا قبل سنوات بالسجن غيابيا ضدي لمخالفتي قانون النشر حسب قولها، ورغم ان المجلس اوفد عدة وفود الى غزة الا انه لم يبحث مثل هذا الامر قط، فيما ان حماس تقيم الدنيا وتقعدها اذا نفخ احدهم في وجه احد عناصرها ممن ينتحلون صفة العمل في الصحافة في الضفة، وكانت لجنة الحريات في مسلسل المصالحة عقدت عشرات اللقاءات لكنها لم تتطرق الى احكام ومحاكم حماس الجائرة.
وحاليا تعيش حماس فترة عصيبة بعد تدهور الوضع لعشيرتها في مصر واتهامها بالتورط في الاحداث هناك في اكثر من موقع طوال الفترة الماضية، وصارت ترى البيضة ديكا والدجاجة نسرا، واظنها ستقيم وليمة رمضانية على موائدها غير الرحمانية فيما لو وصل حضرة المطلوب لقضائها العادل وقدرها الباطل الى معبر ايريز.
مع ان المطلوب لها لم يرتكب خطأ بل مارس عمله المهني وطلب ايضاحات عن الاتهامات الجزافية ولم يتلق ردا سوى الحكم بالحبس والغرامة باعتبار اننا ربما تطاولنا على الذات الميلشياوية، وعرقلنا سيولة المرور في الانفاق قبل حفرها، وافسدنا انتصار معركة الفرقان لانها اسفرت عن نصر مؤزر عظيم واستشهاد 1500 مواطن وتدمير الاف المنازل وقتل سبعة جنود من خيرة قوات العدو.
وبالتالي فان ما كنا نكتبه عرقل تحرير بيت المقدس وادى الى تكثيف الاستيطان واضاع فرصة الفتح المبين من الناقورة حتى رفح مرورا بجنين.
حماس لن تستسلم لحرية الاعلام فهي اغلقت مكتب معا والعربية معا مع ان نسبة اخبار حماس في وكالة معا تعادل اضعاف نسبة اخبار السلطة وفتح ومع ذلك فأن ابواب المقاطعة مفتوحة دوما للزميل ناصر اللحام وهو مرافق حصري للرئيس في جولاته، والوكالة تنشر احيانا اخبارا مغلوطة وتحليلات غير دقيقة لكن احدا لم يطالب باغلاقها وكنا ممن تصدوا لمحاولات اغلاق مكتب الجزيرة في رام الله ايمانا منا بحرية العمل الصحفي لكن مقياس حماس ليس مهنيا بل هو حزبي بحت، ومن ليس معها فهو ضدها ولهذا اغلقت معا مع ان معا نشرت خبرا مترجما عن هروب بعض قادة اخوان مصر الى غزة، وناقل الكفر ليس بكافر لكنه في نظر حماس كافر والعياذ بالله.