عادت حليمة... محمود ابو الهيجاء
بعد هزيمة الاخوان المسلمين في مصر، عادت حركة حماس لتعلن انها تسعى لأن تكون «شريكة استراتيجية لايران» طبقا لتصريحات القيادي فيها احمد يوسف، الذي كان قد كتب قبل ايام مقالة حذر فيها من تداعيات هزيمة «الجماعة» في مصرعلى حركته، داعيا اياها بايحاءات مرتجفة، وان كان يتحدث عن مجمل الوضع الفلسطيني، الى التحسب من ثور شعبية مشابهة للثورة الشعبية المصرية...!!!
كنت قد قرأت المقالة وعلقت مع نفسي، ان يوسف يحاول ان يؤمن مستقبله الشخصي قبل ان تقع الفأس بالرأس، لكن الوهم يظل سيد الرؤية عند جماعة الاخوان المسلمين ومن ذلك الان هذه «الشراكة الاستراتيجية» التي تريدها حماس مع ايران، والتي تريدها بالقطع، طوق نجاة بعد ان باتت المنطقة بأسرها، تفيض بغليان الناس ضد الاخوان ومشروعهم الذي اتضح انه غير ذي صلة لا بالوطنية ولا بالقومية ولا حتى بالشريعة الاسلامية.
عودة حماس مرة اخرى الى طهران لا تعني غير ان قادتها باتوا يدركون، ان الارض تضيق بهم، ودون ان يفكروا للحظة واحدة مع الاسف الشديد، ان المخرج الوحيد امامهم لارض رحبة، والى ساحات عمل ونضال وطني واضحة ومنتجة، لن يكون في الذهاب الى عاصمة المشروع الطائفي البغيض، بل في ذهابهم الى داخل وطنهم، والتلاحم مع نسيج شعبهم، بانهاء الانقسام والعودة الى بيت الشرعية الكفيل بضمهم وحمايتهم.
ولأن حماس لا تفكر بذلك بحكم اخوانيتها الدولية، الانتهازية بامتياز، تحاول في اللحظة الراهنة، استبدال الرعاة والمواقع بعد سقوط الاخوان في مصر، وفي هذا الاستبدال الذي لن يكون استراتيجيا، لأنه ما من شراكة استراتيجية بين تابع ومتبوع، ستعود حماس الى الامتثال لشروط طهران من اجل استقرار الاوضاع في سوريا كما تريد، اي استقرار النظام، فلقاءات قيادات من حماس مع المسؤولين الايرانيين، والتي تمت بواسطة حزب الله، والتي اعلن عنها احمد يوسف، جاءت كما قال، على ارضية تسوية الخلافات بشان الاوضاع في سوريا، والتي وصفها بأنها لقاءات مهمة، وستعيد العلاقة بين حماس وايران اقوى وافضل مما كانت عليه في السابق، وان استقرار الاوضاع في سوريا سيساهم في ذلك والكلام كله لأحمد يوسف...!!!
وبالطبع لا تعني العبارة الاخيرة غير ان حماس ستعود كمليشيا تحت امرة حزب الله والحرس الثوري الايراني، وهذا يعني مرة اخرى ان حماس مصرة على أن تكون ورقة بيد غيرها، ما سيؤلف كراهية جديدة، ضد الفلسطينيين وقضيتهم الوطنية، كلما ذهبت تقاتل بعيدا عن الاحتلال الاسرائيلي، من اجل مصالح انظمة ومشاريع ليست لنا ولا حتى لها، والحق ان هذا الامر لا ينبغي السكوت عليه بعد الآن.