مفاوضات الجلاء وانتزاع الاستقلال وبنائه- يونس الرجوب
قد لا يكون من الصواب ونحن نواجه اهم استحقاق وطني قي مسيرتنا التحرريه ان لا نكون موحدين او قادرين على توحيد جهودنا لبناء انجاز او انتزاع حق لم يعد موضع تنازع بين ارادتنا الوطنيه والارادة الدوليه وكافة الشرعيات المنبثقة عنها سيما وان العالم باسره قد اعترف بفلسطين دوله تحت الاحتلال على خطوط الرابع من حزيران وان ثمة قرارات امميه بهذا الشأن صادره عن الجمعية العامه للامم التحده ومجلس الامن الدولي وبالتالي لم يعد ثمة التباس في الامر بين مانريد في هذه المرحله وبين ما يقره العالم ويشرعه لنا من حقوق غير قابله للتصرف لذلك لا بد من الانتهاء من الجدل في هذه المسأله التي تم الفصل بها من خلال القرارات الدوليه التي استقرت على المبادئ الاساسيه للتسوية المنشوده والتي هي
1 جلاء الاحتلال عن اراضي الدولة الفلسطينية المعترف بها من قبل الامم التحده وابطال اجراءاته العدوانية على اراضيها وتصفية اثاره كافه
2 حل فضية اللاجئين وفقا للقرار 194 الصادر عن الجمعية العامه للامم
المتحده عام 1948 ومن ثم الاخذ بالاجراءات المهمه التاليه لانجاز اتفاقية الجلاء وتوجيه كل الجهود المركزية لاتمامها وهذه الاجراءات هي
اولا توجيه كل فرق العمل ووسائل الاعلام الداخلي والخارجي لاعتماد مقولة مفاوضات الجلاء وتوضيح اسبابها ومرتكزاتها للرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي والاقلاع عن كل المقولات السابقه التي كان يرتكز عليها العمل والاعلام الفلسطيني في مرحلة ما قبل الاعتراف الاممي بفلسطين دوله تحت الاحتلال
ثانيا
الاقلاع عن رؤية مفاوضات الجلاء بالمناظير الفصائلية والحزبيه وبناء رؤيه وطنيه شامله بديلا عنها انطلاقا من قاعدة الثوابت الفلسطينيه واعتراف العالم بفلسطين دوله تحت الاحتلال حيث لا يجوز ونحن نتفاوض على اتفاقية جلاء ان نكون متشككين بهذا الانجاز او ان نبقى نراه من خلال هذه المناظير الحزبيه النظريه التي تاسست عليها فصائلنا واحزابنا قبل نصف قرن من الزمان
ثالثا انشاء هيئه اعلاميه وطنيه على صلة مباشره مع هيئة المفاوضات لتوحيد الرؤى الفلسطينيه من حولها والاقلاع عن التعمية والضبابية في الرؤى والتصورات حول هذه المسأله او عزل الجماهير عن معرفة الحقيقة وتركها للاعلام المضاد ومن ثم التوافق وطنيا على سياسات وتوجهات هذه الهيئة وضرورة حشد كل المنابر الاعلامية الرسمية والشعبية والاعلام الالكتروني من حولها وترجمة كل ما يصدر عنها ونشره باغلب لغات العالم سيما وان اللحظه التاريخية توجب ذلك
رابعا استنفار القوة الاكاديمية الفلسطينية والعربية لتوجيه الرأي العام وتوحيده من حول مقولة الجلاء واصدار الدراسات والبحوث بهذا الشأن كي يتسنى للجميع معرفة الممكن والمستحيل بهذا الخصوص وكيفية النصرف والتوازن بينهما
خامسا الاندفاع رسميا وشعبيا الى خلق واقع سياسي اجتماعي ثقافي جديد ينهي الخلافات الفلسطينيه السايقه ويمنع انتقالها الى مرحلة ما بعد الجلاء ويرفع من شأن الاصطفاف الوطني لانجازه سيما وان المرحلة التاريخية برمتها تفرض وجود كل ما هو جديد وكل ما هو متطابق ومنسجم مع تطلعات الاجيال الجديده التي سإمت خلافات وصراعات الاجيال السابقه
ان المطلوب هو الاخذ بهذه الاجراءات وتحويل كل شباب وشابات فلسطين الى خلايا حيه ونشطه في جسم المجتمع الفلسطيني وحملها على التوقف عن سلبيتها القائمه في التعامل مع الشأن العام وان تنطلق بقوة العصر واندفاه لبناء مستقبلها واستقلال بلادها وبالتالي زيادة الثقه بحصانة قضيتنا التي اصبحت بعد الاعتراف الدولي بفلسطين دوله تحت الاحتلال جزء لا يتجزأ من الحصانه الدوليه والمنتظم الدولي الذي لا يستطيع احدا التجاوز عن وجوده