سقوط المشروع الاخواني- فؤاد ابو حجلة
خلال العقود القليلة الماضية اصطدم الاخوان المسلمون مع الأنظمة الرجعية الحاكمة في سياق صراع الطرفين على السلطة في بعض العواصم العربية، ورغم احتدام المواجهة بين الطرفين في لحظات سياسية كثيرة إلا أن موقف الاخوان من الرجعيات الحاكمة لم يكن في أي لحظة معبرا عن صراع عقائدي بقدر ما كان معبرا عن شهوة «الجماعة» للحكم.
وفي مراحل كثيرة قبل «الربيع العربي» مرت العلاقة بين الإخوان والطغاة الحاكمين بفترات هدوء ودفء وحتى تنسيق في مواجهة الشارع العربي وطموحاته في الديمقراطية والكرامة الوطنية والقومية. وكذلك كانت علاقة الاخوان دافئة وحميمة مع بريطانيا قبل أن تنتقل «الجماعة» الى الحضن الاميركي.
ومن يقرأ تاريخ الصراع في المنطقة يعرف دور «الجماعة» في التآمر مع الأنظمة المحلية وتنسيقها مع القوى الخارجية في مواجهة حركة النهوض الحقيقي في الشارع العربي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
كانت «الجماعة» دائما لاعبا احتياطيا للغرب الاستعماري، يتم تحريكها كلما استدعت الحاجة، مرة في مواجهة الشيوعيين ومرة في مواجهة القوميين ومرة في مواجهة التيار الوطني، وكان الاخوان المسلمون يبلون بلاء حسنا ويساهمون بقوة في أنجاح المشروع الاميركي لجعل الوطن العربي منطقة خالية من اليسار.
لكنهم كانوا دائما يرتدون ثوب الضحية ويرفعون راية الدفاع عن الاسلام (حتى لو من خلال التحالف مع الفرنجة)، ولذك فإنهم تمتعوا منذ نشوء «الجماعة» بتعاطف شعبي صار جارفا في مرحلة التحول الكوني نحو اليمين.
وقد مكنهم هذا التعاطف من الوصول الى برلمانات الكثير من الدول رغم عدم قناعتهم بالديمقراطية واعتبارهم اياها بدعة تقود صاحبها الى النار. وشكلوا كتلا نيابية ومراكز ضغط سياسي في أكثر من عاصمة عربية ابتليت بوجودهم فيها، واستغلوا المنابر الديمقراطية لتمرير سياسات ظلامية أعادت المجتمع العربي ألف سنة للوراء. وأجداوا اللعب على الحبال السياسية فعارضوا كامب ديفيد عندما كانوا في المعارضة وتمسكوا بها عندما وصلوا الى الحكم في مصر، وتحالفوا مع نظام بشار الأسد ثم انقلبوا عليه بقرار اميركي وصاروا يقاتلون ضد «مقاومته وممانعته»، واستنكفوا عن المشاركة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال ثم رفعوا صوتهم وسلاحهم ضد مشروع التسوية السياسية، وأطلقوا صواريخهم على الاحتلال من غزة في مرحلة ما قبل انقلاب حماس ثم أسكتوا صواريخ غيرهم لتمكين حكمهم للقطاع... وهكذا كان الدور الاخواني يتغير ببراغماتية لا تنسجم مع الرؤية العقائدية المعلنة للصراع.
ثم جاء الطوفان ووقع الاخوان في المصيدة فحكموا في مصر وتونس وليبيا ليعرفهم الناس ويكتشفوا، بالصدمة الموجعة، حجم الخديعة. وبدأ الشارع ينفض من حولهم قبل أن ينقلب عليهم وعلى مشروعهم الضامن لاسرائيل والمضمون من واشنطن.
سقط الاخوان المسلمون في مصر، وبدأ سقوطهم في تونس وفي ليبيا، ولن تقوم لهم قائمة في الأردن، ولن يتمكنوا من حكم سوريا، ولا حظ لهم في الخريطة الطائفية المرعية اميركيا وايرانيا في العراق.
في الواقع لم يبق لهم إلا بقايا دعم اميركي غير ثابت وموقف تركي ينطلق من دفاع الاسلام السياسي عن ذاته في أنقرة واسناد قطري يفقد قدرته وبريقه في مرحلة انكشاف المستور.
نعيش مرحلة سقوط المشروع الاخواني ونعرف أن هذا السقوط يحث الخطى نحو غزة.
zaوفي مراحل كثيرة قبل «الربيع العربي» مرت العلاقة بين الإخوان والطغاة الحاكمين بفترات هدوء ودفء وحتى تنسيق في مواجهة الشارع العربي وطموحاته في الديمقراطية والكرامة الوطنية والقومية. وكذلك كانت علاقة الاخوان دافئة وحميمة مع بريطانيا قبل أن تنتقل «الجماعة» الى الحضن الاميركي.
ومن يقرأ تاريخ الصراع في المنطقة يعرف دور «الجماعة» في التآمر مع الأنظمة المحلية وتنسيقها مع القوى الخارجية في مواجهة حركة النهوض الحقيقي في الشارع العربي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
كانت «الجماعة» دائما لاعبا احتياطيا للغرب الاستعماري، يتم تحريكها كلما استدعت الحاجة، مرة في مواجهة الشيوعيين ومرة في مواجهة القوميين ومرة في مواجهة التيار الوطني، وكان الاخوان المسلمون يبلون بلاء حسنا ويساهمون بقوة في أنجاح المشروع الاميركي لجعل الوطن العربي منطقة خالية من اليسار.
لكنهم كانوا دائما يرتدون ثوب الضحية ويرفعون راية الدفاع عن الاسلام (حتى لو من خلال التحالف مع الفرنجة)، ولذك فإنهم تمتعوا منذ نشوء «الجماعة» بتعاطف شعبي صار جارفا في مرحلة التحول الكوني نحو اليمين.
وقد مكنهم هذا التعاطف من الوصول الى برلمانات الكثير من الدول رغم عدم قناعتهم بالديمقراطية واعتبارهم اياها بدعة تقود صاحبها الى النار. وشكلوا كتلا نيابية ومراكز ضغط سياسي في أكثر من عاصمة عربية ابتليت بوجودهم فيها، واستغلوا المنابر الديمقراطية لتمرير سياسات ظلامية أعادت المجتمع العربي ألف سنة للوراء. وأجداوا اللعب على الحبال السياسية فعارضوا كامب ديفيد عندما كانوا في المعارضة وتمسكوا بها عندما وصلوا الى الحكم في مصر، وتحالفوا مع نظام بشار الأسد ثم انقلبوا عليه بقرار اميركي وصاروا يقاتلون ضد «مقاومته وممانعته»، واستنكفوا عن المشاركة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال ثم رفعوا صوتهم وسلاحهم ضد مشروع التسوية السياسية، وأطلقوا صواريخهم على الاحتلال من غزة في مرحلة ما قبل انقلاب حماس ثم أسكتوا صواريخ غيرهم لتمكين حكمهم للقطاع... وهكذا كان الدور الاخواني يتغير ببراغماتية لا تنسجم مع الرؤية العقائدية المعلنة للصراع.
ثم جاء الطوفان ووقع الاخوان في المصيدة فحكموا في مصر وتونس وليبيا ليعرفهم الناس ويكتشفوا، بالصدمة الموجعة، حجم الخديعة. وبدأ الشارع ينفض من حولهم قبل أن ينقلب عليهم وعلى مشروعهم الضامن لاسرائيل والمضمون من واشنطن.
سقط الاخوان المسلمون في مصر، وبدأ سقوطهم في تونس وفي ليبيا، ولن تقوم لهم قائمة في الأردن، ولن يتمكنوا من حكم سوريا، ولا حظ لهم في الخريطة الطائفية المرعية اميركيا وايرانيا في العراق.
في الواقع لم يبق لهم إلا بقايا دعم اميركي غير ثابت وموقف تركي ينطلق من دفاع الاسلام السياسي عن ذاته في أنقرة واسناد قطري يفقد قدرته وبريقه في مرحلة انكشاف المستور.
نعيش مرحلة سقوط المشروع الاخواني ونعرف أن هذا السقوط يحث الخطى نحو غزة.