بيرنز يستحضر براون - عادل عبد الرحمن
تشهد الساحة المصرية حراكا سياسيا عربيا وعالميا ملحوظا، وخاصة الزيارات المكوكية لنائب وزير الخارجية الاميركي، وليم بارينز، ورئيسة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، وما بينهما من زيارات لوزراء خارجية الدول الاوروبية وحلفاء الولايات المتحدة من العرب، التي كان آخرها أمس زيارة العطية، وزير خارجية قطر.
هذه الزيارات ليست معنية بأمن وسلامة النظام السياسي الجديد، وهي تعمل بشكل حثيث مع قوى الثورة المضادة الداخلية ممثلة بجماعة الاخوان المسلمين وأنصارها، على زج مصر ونظامها السياسي في إتون حرب اهلية بهدف تمزيق وحدة ترابها وفق المخطط الاميركي الشرق الاوسط الكبير، الناظم لسياسات الولايات المتحدة تجاه شعوب ودول الامة العربية.
فالجهد الاساسي الاميركي والغربي واذنابهم من العرب، يتمثل في الاتي : اولا الافراج عن الرئيس المخلوع، الدكتور محمد مرسي؛ وثانيا تحت عنوان المصالحة، يتم الافراج عن المعتقلين من قيادة الاخوان، والعفو عمن تقرر إعتقالهم بما في ذلك المرشد الدكتور محمد بديع والاخرين، الذين حرضوا على إستباحة الدم المصري؛ ثالثا العمل على إبقاء الاعتصامات في رابعة والنهضة، لتبقى سيفا مسلطا على رقبة النظام السياسي الجديد وخاصة قيادة الاجهزة الامنية وفي مقدمتها الجيش المصري؛ رابعا إستغلال ميوعة مواقف البعض الوسطية للعمل على إعادة تركيب مؤسسة النظام بما يتوافق مع "روح المصالحة" ، اي إعادة إدخال جماعة الاخوان في نسيج النظام؛ خامسا مواصلة الاخوان لعب دورهم التخريبي في كل الاراضي المصرية وخاصة في سيناء والقاهرة والجيزة والاسكندرية ومدن القناة عبر تأجيج النزعات الطائفية والمذهبية؛ سادسا تنفيذ عمليات إغتيال للعديد من قادة الجيش وخاصة عبد الفتاح السيسي، ومن القضاء وجبهة الانقاذ وحركة تمرد والمؤسسات الاعلامية المصرية، لرفع سوط الارهاب الفكري والسياسي والاعلامي والطائفي.
هذه الخطوات ستكون البوابة الاقوى لاعادة شحن الاجواء، وتعميق حالة الفلتان الامني، وفوضى السلاح والبلطجة في الشارع المصري، وعلى مستوى المحافظات كلها مع التركيز على العاصمة المصرية وسيناء.
بعض المراقبين يضلل نفسه والاخرين، من خلال إيهام النفس بان الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا إستكانت، واستسلمت لمنطق القيادة المصرية الجديدة، ودليله على ذلك، المواقف المعلنة من قبل وزير الخارجية جون كيري وبيرنز ورئيس الاركان ووزير الدفاع والناطقين الاعلاميين باسم البيت الابيض والخارجية، وايضا تصريحات ممثلو الاتحاد الاوروبي، التي جميعها تؤكد على: الاعتراف بشرعية النظام الجديد، والتراجع عن إتهامه بالانقلاب، ومد الجسور معه من خلال الزيارات المكوكية للقاهرة، وعقد الاجتماعات مع كل الفسيفساء السياسية المصرية، والتركيز على جماعة الاخوان وحازمون وغيرهم من القوى المناهضة للنظام، للبحث معهم في كيفية إغراق النظام في متاهة الشرعية الغربية.
التاريخ لا يعيد نفسه إلآ في صورة هزلية، ولكن الادارة الاميركية تعيد إنتاج شعاراتها وبرامجها وسياساتها بما يتوافق مع طبيعة اللحظة المعاشة، ووفق التطورات السياسية في هذه الساحة او تلك. وللاسف في كثير من الاحيان تنجح في مشاريعها الـتآمرية والتخريبية، لاكثر من اعتبار: كونها تملك القوة السياسية والامنية المقررة في العالم؛ وثانيا تبعية الانظمة العالم ثالثية وخاصة في المنطقة العربية للسوق الرأسمالية وخاصة للسوق الاميركية؛ وثالثا لحاجة الانظمة الكرتونية لحماية الولايات المتحدة والغرب الاوروبي؛ ورابعا ولارتباط الاجهزة الامنية وجيوش الدول بالمؤسسات الاميركية ذات الصلة، ولوجود قوى جاهزة ومستعدة لتنفيذ المخططات الاميركية .. لهذا تنجح العم سام في تنفيذ مخططه وتكراره كلما استعدت الضرورة.
ومن يعود للتجربة اللبنانية عشية إشتعال الحرب الاهلية في نيسان / ابريل 1975، يمكنه ان يدرك الدور الاميركي التخريبي في الساحة المصرية. آنذاك أرسل إدارة الرئيس فورد مبعوثا خاصا للرئيس للساحة اللبنانية، يدعى دين براون، وذلك كي يؤجج الحرب الاهلية اللبنانية لتصفية منظمة التحرير الفلسطينية؛ ولاسقاط خيار المقاومة للقوات المشتركة اللبنانية / الفلسطينية،؛ ولتعميق الصراعات الطائفية ليس في لبنان فحسب، بل في عموم المنطقة العربية، ولكن لان لبنان ، كانت الساحة الامثل لتحقيق الخطوة الاولى في مشروع الشرق الاوسط الكبيرـ، لاسيما وان هنري كيسنجر، وزير خارجية الادارة آنذاك، كان ، هو من اطلق فتيل إعادة تقسيم المقسم في رسالة بعثها لرئيس الكتلة الوطنية اللبنانية ، السيد ريمون اده، الذي رد عليه بقوة، رافضا منطقه.
دين براون وفق ما ادلى به كيسنجر، كاد يفشل في بداية جولاته، لذا واصل مكوكيته، حتى تمكن من إشعال فتيل الفتنة، وقطع الطريق على المصالحة الوطنية، والفلسطينية / اللبنانية، وللاسف شارك اهل النظام السياسي العربي ممثلين في ذلك الحين بالرئيس حافظ الاسد وصمت الرئيس السادات وغيرهم من الحكام العرب على مشروع المخطط الاميركي، الذي مازالت آثاره وانعكاساته ماثلة في لبنان حتى الان.
الان يلعب بارينز دورا مشابها لبروان، الامر الذي يفرض على القيادة المصرية الجديدة الانتباه للزيارات المكوكية لممثلي الغرب الاميركي والاوروبي، والعمل بقوة ومن دون إراقة دماء على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة واي ممارسات او انتهاكات اخوانية في اي بقعة من ارض مصر، لان سياسة التلكؤ والوسطية والميوعة في مواجهة التحديات، ستعرض النظام المصري الى انلاقات خطيرة ، لايحمد عقباها. وقادم الايام ستشهد على صحة ماورد او عدمه.
haهذه الزيارات ليست معنية بأمن وسلامة النظام السياسي الجديد، وهي تعمل بشكل حثيث مع قوى الثورة المضادة الداخلية ممثلة بجماعة الاخوان المسلمين وأنصارها، على زج مصر ونظامها السياسي في إتون حرب اهلية بهدف تمزيق وحدة ترابها وفق المخطط الاميركي الشرق الاوسط الكبير، الناظم لسياسات الولايات المتحدة تجاه شعوب ودول الامة العربية.
فالجهد الاساسي الاميركي والغربي واذنابهم من العرب، يتمثل في الاتي : اولا الافراج عن الرئيس المخلوع، الدكتور محمد مرسي؛ وثانيا تحت عنوان المصالحة، يتم الافراج عن المعتقلين من قيادة الاخوان، والعفو عمن تقرر إعتقالهم بما في ذلك المرشد الدكتور محمد بديع والاخرين، الذين حرضوا على إستباحة الدم المصري؛ ثالثا العمل على إبقاء الاعتصامات في رابعة والنهضة، لتبقى سيفا مسلطا على رقبة النظام السياسي الجديد وخاصة قيادة الاجهزة الامنية وفي مقدمتها الجيش المصري؛ رابعا إستغلال ميوعة مواقف البعض الوسطية للعمل على إعادة تركيب مؤسسة النظام بما يتوافق مع "روح المصالحة" ، اي إعادة إدخال جماعة الاخوان في نسيج النظام؛ خامسا مواصلة الاخوان لعب دورهم التخريبي في كل الاراضي المصرية وخاصة في سيناء والقاهرة والجيزة والاسكندرية ومدن القناة عبر تأجيج النزعات الطائفية والمذهبية؛ سادسا تنفيذ عمليات إغتيال للعديد من قادة الجيش وخاصة عبد الفتاح السيسي، ومن القضاء وجبهة الانقاذ وحركة تمرد والمؤسسات الاعلامية المصرية، لرفع سوط الارهاب الفكري والسياسي والاعلامي والطائفي.
هذه الخطوات ستكون البوابة الاقوى لاعادة شحن الاجواء، وتعميق حالة الفلتان الامني، وفوضى السلاح والبلطجة في الشارع المصري، وعلى مستوى المحافظات كلها مع التركيز على العاصمة المصرية وسيناء.
بعض المراقبين يضلل نفسه والاخرين، من خلال إيهام النفس بان الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا إستكانت، واستسلمت لمنطق القيادة المصرية الجديدة، ودليله على ذلك، المواقف المعلنة من قبل وزير الخارجية جون كيري وبيرنز ورئيس الاركان ووزير الدفاع والناطقين الاعلاميين باسم البيت الابيض والخارجية، وايضا تصريحات ممثلو الاتحاد الاوروبي، التي جميعها تؤكد على: الاعتراف بشرعية النظام الجديد، والتراجع عن إتهامه بالانقلاب، ومد الجسور معه من خلال الزيارات المكوكية للقاهرة، وعقد الاجتماعات مع كل الفسيفساء السياسية المصرية، والتركيز على جماعة الاخوان وحازمون وغيرهم من القوى المناهضة للنظام، للبحث معهم في كيفية إغراق النظام في متاهة الشرعية الغربية.
التاريخ لا يعيد نفسه إلآ في صورة هزلية، ولكن الادارة الاميركية تعيد إنتاج شعاراتها وبرامجها وسياساتها بما يتوافق مع طبيعة اللحظة المعاشة، ووفق التطورات السياسية في هذه الساحة او تلك. وللاسف في كثير من الاحيان تنجح في مشاريعها الـتآمرية والتخريبية، لاكثر من اعتبار: كونها تملك القوة السياسية والامنية المقررة في العالم؛ وثانيا تبعية الانظمة العالم ثالثية وخاصة في المنطقة العربية للسوق الرأسمالية وخاصة للسوق الاميركية؛ وثالثا لحاجة الانظمة الكرتونية لحماية الولايات المتحدة والغرب الاوروبي؛ ورابعا ولارتباط الاجهزة الامنية وجيوش الدول بالمؤسسات الاميركية ذات الصلة، ولوجود قوى جاهزة ومستعدة لتنفيذ المخططات الاميركية .. لهذا تنجح العم سام في تنفيذ مخططه وتكراره كلما استعدت الضرورة.
ومن يعود للتجربة اللبنانية عشية إشتعال الحرب الاهلية في نيسان / ابريل 1975، يمكنه ان يدرك الدور الاميركي التخريبي في الساحة المصرية. آنذاك أرسل إدارة الرئيس فورد مبعوثا خاصا للرئيس للساحة اللبنانية، يدعى دين براون، وذلك كي يؤجج الحرب الاهلية اللبنانية لتصفية منظمة التحرير الفلسطينية؛ ولاسقاط خيار المقاومة للقوات المشتركة اللبنانية / الفلسطينية،؛ ولتعميق الصراعات الطائفية ليس في لبنان فحسب، بل في عموم المنطقة العربية، ولكن لان لبنان ، كانت الساحة الامثل لتحقيق الخطوة الاولى في مشروع الشرق الاوسط الكبيرـ، لاسيما وان هنري كيسنجر، وزير خارجية الادارة آنذاك، كان ، هو من اطلق فتيل إعادة تقسيم المقسم في رسالة بعثها لرئيس الكتلة الوطنية اللبنانية ، السيد ريمون اده، الذي رد عليه بقوة، رافضا منطقه.
دين براون وفق ما ادلى به كيسنجر، كاد يفشل في بداية جولاته، لذا واصل مكوكيته، حتى تمكن من إشعال فتيل الفتنة، وقطع الطريق على المصالحة الوطنية، والفلسطينية / اللبنانية، وللاسف شارك اهل النظام السياسي العربي ممثلين في ذلك الحين بالرئيس حافظ الاسد وصمت الرئيس السادات وغيرهم من الحكام العرب على مشروع المخطط الاميركي، الذي مازالت آثاره وانعكاساته ماثلة في لبنان حتى الان.
الان يلعب بارينز دورا مشابها لبروان، الامر الذي يفرض على القيادة المصرية الجديدة الانتباه للزيارات المكوكية لممثلي الغرب الاميركي والاوروبي، والعمل بقوة ومن دون إراقة دماء على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة واي ممارسات او انتهاكات اخوانية في اي بقعة من ارض مصر، لان سياسة التلكؤ والوسطية والميوعة في مواجهة التحديات، ستعرض النظام المصري الى انلاقات خطيرة ، لايحمد عقباها. وقادم الايام ستشهد على صحة ماورد او عدمه.