استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

فرص نجاح المفاوضات...؟- نبيل عمرو


عندما تقررت العودة الى مائدة المفاوضات، وأصبحت الشروط القديمة لاستئنافها وراء ظهرنا، بدأت مرحلة طرح الاسئلة، وهي أسئلة من النوع الذي يجاب عنه بالاستنتاج وليس بالمعلومات.
سؤال الاسئلة هو: ما الفرق بين هذه المفاوضات التي حددت لها تسعة أشهر لتتكلل بالنجاح، وبين المفاوضات السابقة التي أخذت وقتاً مفتوحاً، وباءت بالفشل.
وينبثق عن هذا السؤال العام - اسئلة تفصيلية – من نوع ما هي نسبة التفاؤل بالنجاح؟ ونسبة التشاؤم بالفشل؟ وهل هنالك فرص للنجاح، مع وجود حكومة اسرائيلية أهم خصائصها انها يمينية متطرفة يجمعها التشدد وتفرقها المرونة؟
ويبدو على ضوء تجارب الماضي، وخصائص الراهن، ان المجازفة باعلان التفاؤل يبدو ضرباً من ضروب السذاجة، وان المغالاة في التشاؤم لا بد وأن تثير سؤالاً محرجاً للجميع، مفاده اذا كان الانجاز مستحيلاً، فلماذا الذهاب الى هذا المستحيل، بل ودفع رسوم باهظة لقاء المشي على طريقه؟
هذه هي التساؤلات المطروحة بقوة، سواء في اسرائيل أوعندنا هنا في فلسطين، بل انها تساؤلات تفرض نفسها حتى على الاميركيين، أصحاب المقاولة من اولها الى آخرها، وأرباب المجازفة باستيلاد حل خلال تسعة اشهر هي فترة الحمل الطبيعي للولادات السهلة أو الصعبة.
من جانبي، وقد عايشت كل تفاصيل التفاوض مع الجانب الاسرائيلي، سواء بالاشتراك المباشر في المطبخ لفترة ما، أو بمراقبة المجريات عن كثب، فقد تولدت لدي اقتناعات يقينية أحب أن أعرضها على النحو التالي:
أولاً- ان المفاوضات السرية والعلنية وسواء تمت مع حكومات اسرائيلية مرنة أو متشددة لم تترك أمراً الا وناقشته عبر مئات ان لم أقل آلاف الساعات، وفي مراحل عديدة، كان الاتفاق يوشك على الابرام، فتهب عاصفة اسرائيلية تقوض ما تم التفاهم عليه، وتعيد الأمور الى ما دون الصفر، واذا ما أحببنا الافادة من هذا التراث التفاوضي المتراكم، وطلبنا من الأميركيين الذين يحتفظون بأدق التفاصيل حول كل ما جرى في السابق، ان يوظفوا كل هذا في اطار المفاوضات الراهنة، فإن ذلك سيختصر مسافات طويلة، وسيجنبنا البداية من الصفر.
ثانيا: ان المفاوضات ليست مجرد اوراق او مرافعات بليغة حول الحقوق، او مساجلات حول من يتحمل مسؤولية الفشل ومن لا يتحمل، فهذه هي القشرة وليس اكثر.
المفاوضات هي صراع معقد ومركب، وغالبا ما تكون الطاولة وأوراقها والجالسون حولها هم جميعا مجرد الجزء اليسير الظاهر من جبل الجليد الغارق في البحر، ما اعنيه ان المفاوض الذي لا يرى ما حوله بصورة واعية ودقيقة ولا يعرف تأثير المتغيرات على الساحة الداخلية والاقليمية والدولية، سيظل مجرد مطالب بشيء، ومسجون داخل هذا الشيء دون ان تفضي مفاوضاته الى اي نتيجة. ولو دققنا في تأثير العوامل المحيطة بالمفاوضات محليا واقليميا ودوليا، لوجدنا انها صاحبة القرار الحاسم في النجاح او الفشل. لقد اهمل هذا الجانب فيما مضى، وكان مفاوضنا يمسك بأوراقه وثوابته، دون الانتباه لما يحيط به، ويسترسل في مرافعاته الاعلامية غير المجدية، وكانت المفاوضات مجرد مناسبة لاثبات قوة الشكيمة والتشدد.
ثالثا: وهنا بيت القصيد، في هذه المرحلة، ان احتمال النجاح الضعيف واحتمال الفشل القوي، يتأثران بصورة مباشرة به. انه القرار الاميركي، فهل يظل قرار هذه القوة الكونية العظمى مجرد وسيط ينقل الافكار والمواقف، ويحاول التقريب بينها؟
وهل سيظل داخل دائرة العمل على الجزيئات لعلها بمجموعها توصل الى اختراق بأي حجم؟
كانت العلة فيما مضى ، تكمن في الأداء الأميركي الذي كان يكبل نفسه بنفسه، حين يعتبر الضغط على اسرائيل واحدة من المحرمات، بينما الضغط على الفلسطينيين واحدة من الضرورات.
ان الرهان الآن، يتجه نحو أميركا وكيف ستدير المفاوضات الراهنة، ولا شك ان هنالك الكثير من الأمور الاجرائية التي يراها الاميركيون ضرورية لتجنب الفشل قد تم الافصاح عنها.الا انه في أمر توليد الاتفاق، ما زالت كلمة السر غامضة، فهل سيفعل الطبيب كيري ما يفعله أطباء التوليد، حين تنقضي الأشهر التسعة وتتعذر الولادة، بأن يقوم بعملية قيصرية اسمها مبادرة أميركية ملزمة لا تقوى اسرائيل على رفضها أو تعطيلها؟
لم ولن يقول الأميركيون شيئاً حول هذا الأمر، الا انهم يواصلون الخطأ لو لم يضعوا ذلك في صلب خططهم، وماذا سيفعلون أولا يفعلون في هذا الأمر، فهذا هو المؤشر الأدق على نجاحهم أو فشلهم.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025