صفقة وطنية والتفاف جماهيري وتأكيد على الشرعية
أمّت مقر الرئاسة الفلسطينية جموع غفيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني مقر الرئاسة الفلسطينية للمشاركة في العرس الوطني للاحتفال بإطلاق سراح أسرانا البواسل من أقبية السجون الإسرائيلية في صفقة فرضت بها القيادة الفلسطينية حضورها وشروطها على إسرائيل.
نهنئ أنفسنا ونهنئ أهلنا ونهنئ إخوتنا، الذين خرجوا من أقبية السجون إلى شمس الحرية. نقول لهم ونقول لكم، إن البقية تأتي وستأتي هؤلاء هم المقدمة، وهناك أخوة آخرون بإذن الله سيعودون إليكم، وسترونهم هنا. بهذه الكلمات خاطب السيد الرئيس الجموع الغفيرة المحتشدة في العرس الوطني الذي أقيم على شرف الأبطال المحررين. وبعث السيد الرئيس برسالة واضحة بأنه لن يكون هناك تسوية سياسية، ولن يكون هناك اتفاق سلام مع الإسرائيليين إلا بخروج آخر سجين فلسطيني بل وعربي أيضا من سجون الاحتلال الإسرائيلي.حماس وإعلامها حاولوا التقليل من هذا الانجاز الفلسطيني الذي تحقق بحنكة القيادة الفلسطينية، وحاولت حماس استغلال هذا الحدث للتشكيك في أهميته ونتائجه، وأصبح الشغل الشاغل لحماس يتركز على إيجاد مخرج يعيد إليها هيبتها ويعيد إليها ولو جزءً بسيطا من شرعيتها المزعومة المفقودة.
طرح الشعارات وما صاحبها من سوء توظيف لها لم يعد يجدي نفعا ويحقق مكاسب سياسية، وعلى حماس التفريق بين الحقائق الموجودة على الأرض والشعارات الرنانة التي تطرحها، وان القول والفعل والعمل هو من يفرض حضوره .وقد خدمت هذه الشعارات القضية الفلسطينية في مرحلة من المراحل عندما كان النضال الفلسطيني يتعرض للقمع في أكثر من موقع، وطرحنا شعارات ساعدتنا على النهوض بواقعنا الثوري وواقع القضية الفلسطينية على كافة المستويات. أما ألان فلم نعد بحاجة إلى تلك الشعارات الزائفة التي وجدت حماس بها وسيلة ترفيهية تحاول من خلالها التشكيك بشرعية القيادة الفلسطينية .
فإذا كانت حماس تعتبر نفسها أنها وصلت إلى قمة الهرم في النظام السياسي الفلسطيني وكانت تعتبر نفسها أنها أصبحت تتربع على عرش الشرعية الفلسطينية، مستندة في ذلك إلى جملة من الحقائق الوهمية، والتي تمثلت في فوزها في الانتخابات التشريعية، والى الشرعية التي منحتها إياها صعود تيارات الإسلام السياسي إلى الحكم في المنطقة، فان نظريتها هذه قد سقطت بسقوط نظام الإخوان المسلمين في المنطقة وصعود مكانة القيادة الفلسطينية على الساحة السياسية الدولية.
حماس لم تستخلص الدروس والعبر من أهمية صفقة الأسرى التي حققتها القيادة الفلسطينية، والتي كان لها أصداء سياسية دولية، حيث أدرك العالم قوة الشخصية التي تتمتع بها القيادة الفلسطينية، والتي كانت مثار إعجاب دولي، حيث استطاعت القيادة فرض شروطها وحضورها على إسرائيل، التي عجزت كل قرارات الشرعية الدولية عن إخضاعها. لكن القيادة الفلسطينية أخضعتها، وركعت إسرائيل أمام بداية الحق الفلسطيني. فاقد الشيء لا يعطيه ومن لا شرعية له لا يستطيع أن يعطيها لأحد، ولتذهب حماس وتفتش عن شرعيتها في رابعة العدوية ، وان تسير في نهجها المدمر الذي دفع شعبنا الفلسطيني ثمنا له وهي تحاول الزج فيه في مختلف الأزمات العربية، في محاولة منها لإحراج القيادة الفلسطينية ونزع الشرعية عنها بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
حماس جربت كل الطرق لنزع شرعية القيادة الفلسطينية وفشلت فيها، وفي كل مرة تصطدم بعقبات جديدة، وفي عجزها عن تفسير مفهوم الشرعية ومصادرها. فالشرعية ليست عملية مكتسبة فحسب، بل لها مصادرها وجميع هذه المصادر تصب في خانة القيادة الفلسطينية سواء كانت شرعية مصدرها الشعب، أو شرعية إقليمية أو دولية. وإذا كانت حماس تعتبر نفسها تمثل الشرعية فلماذا لا تذهب وتطرق أبواب المؤسسات الدولية والإقليمية التي تعترف بها. يكفي أن نشير إلى مثال واحد فقط على فقدان شرعية حماس من اقرب المقربين لها بالأمس، عندما أخبرت القيادة المصرية حركة حماس بان كل ما يتعلق بقطاع غزة فان القيادة الفلسطينية هي المخولة في الحديث معنا ولا نسمع لطرف غيره.
القيادة الفلسطينية ذاهبة لإقامة الدولة الفلسطينية، والشعب قال كلمته ، ونحن نترك حماس للبحث عن الشرعية المفقودة على أعتاب الإخوان المسلمين.