تحيا مصر !!!- يحيى رباح
مصر المركز الحضاري الأقدم في التاريخ الإنساني، مصر الدولة الأقدم التي ظلت موحدة من أقصى صعيدها الأعلى إلى أقصى دلتاها الخضراء منذ ملكها الشهير مينا، والتي أهدت إلى البشرية فكرة التوحيد بإله واحد، وجسدت في مشاهدها الحضارية ثنائية الحياة والموت، والحياة الدنيا والحياة الآخرة، والبعث والنشور، والتي كانت كنيستها، الكنيسة القبطية أقدم كنائس الأرض لأن مؤسستها مرقص التي حملت أسمه من أبرز حواري السيد المسيح، والتي رفعت راية الإسلام منذ أكثر من ألف و أربعمائة سنة، وظل أزهرها الشريف قلعة الإسلام ومنارته، حتى أن غزاتها الأقوياء ارتدوا عنها وهم يحملون لواء الإسلام.
مصر قلب العروبة،
مصر قلعة الإسلام،
تخوض منذ صباح هذا اليوم الأربعاء الرابع عشر من أب أغسطس، الموافق السابع من شوال، معركة مقدسة، هي معركة الخلاص من سرطان بشع انتشر في جسدها وحاول أن يقوض حياتها ممثلاً بجماعة الأخوان المسلمين وأحزابها و تفريعاتها الشيطانية، فقد صدر قرار الشعب المصري العظيم في الثلاثين من يونيو حزيران الماضي، وفي الثالث من تموز الماضي، وفي السادس و العشرين من تموز الماضي، بأنها ترفض العابثيين، الخارجيين، الذين أساءوا للإسلام أبلغ الإساءة حين احتكرته جماعة مارقة تراكم في أحشائها القيح و الصديد، فتحولت إلى أداة عمياء لهدم كيان الأمة، عبر موجات من الكذب والغش والخداع والتطاول على قضايا الأمة، و تزوير أجندتها و أولوياتها، ومحاولة تحويل سيناء إلى وكر للإرهاب و مقبرة للقضية الفلسطينية، فأصدرت مصر بشعبها العظيم أمراً إلى درعها الحامي وهو جيشها الذي هو خير أجناد الأرض، و إلى شرطتها التي عادت إلى أحضان شعبها بعد أن انكشفت الغمة واتضحت الحقائق، بأن يكون هذا الجيش العظيم والشرطة القوية ذراع القانون، وقبضة القانون، بتخليص البلاد والعباد من شرور هذه الجماعة المعتدية الآثمة، لتعود ملامح الدولة المصرية إلى سطوعها المعهود، وتعود مصر كلها إلى الأمان المنشود الذي أراد الله لها في قرآنه الكريم.
ها قد حانت اللحظة
ها قد حل الموعد
وجاء وقت الوفاء
وما هي إلا ساعة أو بعض ساعة حتى تمزقت قطعان الذئاب الجريحة التي احتشدت منذ أسابيع في رابعة العدوية وميدان النهضة، تصرخ وتصرخ لعلها تستثير عطف القوى الخارجية، وتحولت قطعان الذئاب الجريحة إلى نهش الشعب المصري في غارات واهمة قد تطول يوماً أو يومين، و لكن الجميع يعلمون الآن أن المعركة قد حسمت منذ اللحظة الأولى، وأنه لا يمكن لجماعة مهما كانت وانكشفت كل هذا الانكشاف المأساوي، و كذبت على شعبها و خانته، و أدارت ظهرها لقضايا الأمة وأنبلها القضية الفلسطينية، ان تصمد في وجه إرادة شعب كامل، هو الشعب المصري العظيم.
إننا كأمة عربية قد بدأنا منذ السابعة من صباح هذا اليوم معركة الخلاص، ولم يعد للأفاعي القدرة على الاستمرار في جحورها تلدغ الأمة تحت جنح الظلام، ذلك أن قرار الشعب المصري أجبر الثعابين على الخروج علناً والانكشاف علناً ولن يكون مصيرها سوى أن تداس تحت أقدام الشعوب العربية التي ملت هذا التطرف الأسود الذي يتلاعب بمصيرها ويستغل دينها، و يعزف على جراح الفقراء والمساكين.
ألف تحية يا مصر،
لأنك حين تنتصرين فإن الأمة كلها و الإسلام كله يكون على موعد مع الانتصار.