ام الدنيا-محمود ابو الهيجاء
من شاهد المؤتمر الصحفي للمستشار الرئاسي المصري، مصطفى حجازي, صبيحة السبت الماضي, سيدرك على الفور اذا لم يكن منحازا لموقف سياسي او حزبي محدد, ان الدولة المصرية بخير، وانها ماضية بحسم ووضوح شديدين، بقرارها الوطني واحترامها العملي والواقعي لسيادتها وامتثالها لارادة شعبها, ماضية نحو مستقبلها الذي تريد, كدولة عصرية, تصون الحريات العامة وتعمل من اجل الكرامة والعدالة الاجتماعية, بالديمقراطية التي صححت مساراتها ومفاهيها وقيمها, صناديق شوارع الثورة الشعبية المصرية في الثلاثين من حزيران الماضي.
ولا يكمن السر في ادراك حقيقة من هذا النوع، ان المستشار حجازي كان بليغا في اللغة والسياسة والروح الوطنية، في هذا المؤتمر الصحفي، وانما في معرفة ان الدولة المصرية باتت تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولطالما كان الفساد الاداري ومازال في دول كثيرة، وهو لايضع الرجل المناسب في مكانه المناسب هو سبب التخلف والتسلط القمعي والعسف الذي يهدر الكرامات الوطنية العامة والخاصة، ويبدد المال العام ويطيح بالعدالة الاجتماعية.
ادرك طبعا ان امام الدولة المصرية طريق ما تزال طويلة وصعبة لكي تصل الى مبتغاها الوطني النبيل ذاك, لكن التفاؤل بل واليقين بانها ستصل الى ما تريد بات له ما يؤكده وهي تمتثل بارادتها الوطنية والشعبية، لضرورات البناء الصحيح لاداراتها ومؤسساتها المختلفة، بدءا من مؤسسة الرئاسة وان كانت في مرحلة انتقالية.
نعم الدولة المصرية بخير والحمد لله.... وحقا ان مصر هي ام الدنيا، لأنها بذات حنو الام وعطفها تواصل تربية التاريخ ان يكون ولدا صالحا للمستقبل وهي تلقنه اليوم كيف تكون الحرية والديمقراطية والسيادة الوطنية، لكي تكون الطريق سالكة نحو الكرامة والعدالة الاجتماعية.